﴿فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدىٰ سَبِيلاً﴾ [الإسراء:84] و إنه ﴿عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الأنعام:39] فالعالم على صراط مستقيم اعوجاج القوس استقامته فلا تحجب أ لا ترى الخلأ حكم على الجسم بالاستدارة فأظهره فلكا مستديرا فتلك شاكلته فحكمت عليه شاكلة الموطن جبريل ظهر في صورة دحية فجهل فقيل فيه إنسان و هو ملك و علم من علمه ملكا و الصورة إنسان فلم يؤثر علم الملكية منه في صورة إنسانيته و لم يؤثر الجهل بها فيها فالأشكال مقيدة أبدا هذا ما أعطاه الاسم الحكيم مرتب الأمور مراتبها و منزل الأشياء مقاديرها و ظهر من النفس الإنساني في المخارج حرف الخاء المعجمة و من المنازل النحية و ما من شيء ظهر في تفاصيل العالم إلا و في الحضرة الإلهية صورة تشاكل ما ظهر أي يتقيد بها و لو لا هي ما ظهر أ لا ترى الفلك الأطلس كيف ظهر من الحيرة في الحق لأن المقادير فيه لا تتعين للتماثل في الأجزاء كالاسماء و الصفات للحق لا تتعدد فالحيرة ما ظهرت إلا في الفلك الأطلس حيث قيل إن فيه بروجا و لا تتعين فوضع على شكل الحيرة و وضع الفلك المكوكب بالمنازل على شكل الدلالات على ما وقعت فيه الحيرة فاستدل بالمنازل على ما في الأطلس من البروج فهو على شكل الدلالة و جعل تنوع الأحكام بنزول السيارة في المنازل و البروج بمنزلة الصور الإلهية التي يظهر فيها الحق فبما للاطلس فيها من الحكم تجهل و يقال ليس لله صورة بالدلالة العقلية و بما للمنازل فيها من الدلالات تعلم و يقال هذا هو الحق فانظر حكم الإشكال ما فعل و منه الإشكال في المسائل فإنه يعطي الحيرة في المعلوم و شكل الشيء شبهه و الشكل يألف شكله الشكل يألف شكله و الضد يجهل ضده و الدنيا للامتزاج و الآخرة للتخليص فهي على شكل القبضتين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية