﴿أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّٰاسِ﴾ [غافر:57] من كونهم ناسا و لم يقل أكبر من آدم و لا من الخلفاء فإنه ما خلق على الصورة من كونه من الناس إذ لو كان كذلك لما فضل الناس بعضهم بعضا و لا فضلت الرسل بعضهم بعضا ففضل الصورة لا يقاومها فضل فقوله ﴿لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّٰاسِ﴾ [البقرة:243] إذ كان الفاضل ممن له أيضا هذا الاسم و المراد بالفضل العام و الخاص فوحده بلسان العموم و الخصوص فظهر توحيد الفضل من حضرة الكرم و البذل
(التوحيد الثلاثون)
من نفس الرحمن هو قوله ﴿هُوَ الْحَيُّ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾ [غافر:65] هذا توحيد الحياة و هو توحيد الكل و هو من توحيد الهوية الخالصة و الحياة شرط في كل متنفس فلهذا هذا العالم حي بما فيه من الأبخرة الصاعدة منه فتوحيد الحياة توحيد الكل فإنه ما ثم إلا حي فإنه ما ثم إلا الحق و هو المسبح نفسه بما أعطى الرحمن في نفسه من الكلام الإلهي فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية