فإنه لا يخلو أن يفتخر على مثله أو على ربه و خالقه فإن افتخر على مثله فقد افتخر على نفسه و الشيء لا يفتخر على نفسه ففخره و اختياله جهل و محال أن يفتخر على خالقه لأنه لا بد إن يكون عارفا بخالقه أو غير عارف بأن له خالقا فإن عرف و افتخر عليه فهو جاهل بما ينبغي أن يكون لخالقه من نعوت الكمال و إن لم يعرف كان جاهلا فما أبغضه اللّٰه و لم يحبه إلا لجهله إذ لم يكن هذا في غير موطنه إلا لجهله و الجهل موت و العلم حياة و هو قوله تعالى ﴿أَ وَ مَنْ كٰانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنٰاهُ﴾ يعني بالعلم ﴿وَ جَعَلْنٰا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّٰاسِ﴾ [الأنعام:122] و ذلك نور الايمان و الكشف الذي أوحى اللّٰه به إليه أو امتن به عليه فالمتطهر من مثل هذه النعوت محبوب لله فافهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية