تجد المعمى ينجلي *** من خلف أستار بديعة
في غير شكل لا و لا *** صور تؤلفها الطبيعة
فإذا رأيت الحق *** فارجع و التزم سد الذريعة
و أنطق بما نطق الحديث *** به من ألفاظ شنيعة
و إذا عزيزة نازعتك *** فقل لها كوني مطيعه
كوني الكتومة لا تكوني *** بين صحبك بالمذيعة
و إذا دعيت بمثل ذا *** كوني المجيبة و السميعة
جمل صنيعك في القبول *** فقد تجازى بالصنيعة
[أن التحقيق هو المقام الذي لا يقبل الشبه]
اعلم أيدك اللّٰه أن التحقيق هو المقام الذي لا يقبل الشبه القادحة فيه و صاحب هذا النعت هو المحقق فالتحقيق معرفة ما يجب لكل شيء من الحق الذي تطلبه ذاته فيوفيه ذلك علما فإن اتفق أن يعامله به حالا فهو الذي ظهر عليه سلطان التحقيق و إن لم يظهر عليه فهو عالم بأنه أخطأ و لا يقدح ذلك الخطاء في تحقيقه لأنه بصير بنفسه و بما أخطأ فيه لأنه أخطأ عن تعمل و هنا سر إلهي و هو أن اللّٰه هو الحكيم المطلق و هو الواضع للأمور في مواضعها و هو الذي ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50] فليس في الكون خطأ بنسبة الترتيب لله و قد علم رب هذا التحقيق و المحقق به إن الأمر هكذا هو و قد علم أنه أخطأ و لكن بالنسبة إلى ما أمر به لا بالنسبة إلى ما هو الأمر عليه من حيث إن اللّٰه هو الواضع له في ذلك المحل المسمى هذا الفعل خطأ فصاحب التحقيق مأجور في خطئه أي مثنى عليه عند اللّٰه كالمجتهد ما هو مخطئ في نفس الأمر فإن حكمه مقرر و إنما خطؤه بالنسبة إلى غيره حيث لم يوافق دليله دليل غيره و كل شرع و كل حق فهكذا منزلة التحقيق و المحققين
[في شروط المحققين]
و من شرط صاحب هذا المقام أن يكون الحق سمعه و بصره و يده و رجله و جميع قواه المصرفة له فلا يتصرف إلا بحق في حق لحق و لا يكون هذا الوصف إلا لمحبوب و لا يكون محبوبا حتى يكون مقربا و لا يكون مقربا إلا بنوافل الخيرات و لا تصح له نوافل الخيرات إلا بعد كمال الفرائض و لا تكمل الفرائض إلا باستيفاء حقوقها و لذلك منعنا أن تصح لأحد على التعيين نافلة إلا بأخبار أو مشاهدة و ذلك أن الفرائض تستغرقها بالتكميل منها فإنه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية