ثم عطف بالسعداء فقال ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاعِمَةٌ لِسَعْيِهٰا رٰاضِيَةٌ فِي جَنَّةٍ عٰالِيَةٍ﴾ و قال في أحوال السعداء ﴿فَأَمّٰا مَنْ أُوتِيَ كِتٰابَهُ بِيَمِينِهِ﴾ [الحاقة:19] فذكر خيرا ثم عطف و قال ﴿وَ أَمّٰا مَنْ أُوتِيَ كِتٰابَهُ بِشِمٰالِهِ﴾ [الحاقة:25] فذكر شرا و كذلك قوله ﴿مَنْ كٰانَ يُرِيدُ الْعٰاجِلَةَ عَجَّلْنٰا لَهُ فِيهٰا مٰا نَشٰاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنٰا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاٰهٰا﴾ [الإسراء:18] ثم عطف و قال ﴿وَ مَنْ أَرٰادَ الْآخِرَةَ وَ سَعىٰ لَهٰا سَعْيَهٰا﴾ [الإسراء:19] و قال في العناية ﴿فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا﴾ [الشمس:8] ثم عطف فقال ﴿وَ تَقْوٰاهٰا﴾ [الشمس:8] و قال ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا﴾ [الشمس:9] ثم عطف ﴿وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا﴾ [الشمس:10] و قال ﴿فَأَمّٰا مَنْ أَعْطىٰ وَ اتَّقىٰ وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرىٰ﴾ ثم عطف و قال ﴿وَ أَمّٰا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنىٰ وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرىٰ﴾ فالصوفي من قام في نفسه و في خلقه قيام الحق في كتابه و في كتبه ف ﴿مٰا أَصٰابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِ وَ مٰا أَصٰابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ [النساء:79] فقد رميت بك على الطريق و ليس التصوف بشيء زائد عند القوم سوى ما ذكرته لك و بينته و لكن اللّٰه أنزل الميزان و العلم بالمواطن و بالأحوال فلا تخرج شيئا عن مقتضى ما تطلبه الحكمة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية