اعلم وفقك اللّٰه أن قولي دليل قاطع على يسير أعني الرضي يدل على يسير من كثير فيرضى به أدبا مع اللّٰه لأنه وكله
[الرضا أمر مختلف فيه:هل هو مقام أو حال]
و الرضي أمر مختلف فيه عند أهل اللّٰه هل هو مقام أو حال فمن رآه حالا ألحقه بالمواهب و من رآه مقاما ألحقه بالمكاسب و هو نعت إلهي و كل نعت إلهي إذا أضيف إلى اللّٰه فليس يقبل الوهب و لا الكسب فهو على غير المعنى الذي إذا نسبناه للخلق لم يبق له تلك الصفة فحصل له بنسبته للخلق إن ثبت كان مقاما و إن زال كان حالا و هو على الحقيقة يقبل الوصفين و هو الصحيح فهو في حق بعض الناس حال و في حق بعض الناس مقام و كل نعت إلهي بهذه المثابة فتجرى النعوت الإلهية إذا نسبت إلى الخلق مجرى الاعتقادات فكما أنه يقبل كل اعتقاد و يصدق فيه كل معتقد كذلك النعوت الإلهية إذا نسبت للخلق تقبل صفات المقامات و صفات الأحوال هذا هو تحرير هذه الصفة و أمثالها و هو الذي عليه الأمر
[الاستطاعة حدها أول درجات الحرج]
و قد وصف اللّٰه نفسه و هو ما أعطاه العبد من نفسه رضي اللّٰه به و رضي عنه فيه و إن لم يبذل استطاعته فإنه لو بذل استطاعته التي إذا بذلها وقع في الحرج كان قد بذلها على جهد و مشقة و قد رفع اللّٰه الحرج عن عباده في دينه فعلمنا أن المراد بالاستطاعة في مثل قوله ﴿فَاتَّقُوا اللّٰهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن:16]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية