﴿لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾  [الأحزاب:21] و قوله  ﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ﴾  [آل عمران:31] و هذا كله ليس بنص منه في وجوب الاتباع في أفعاله فإنه ﷺ قد اختص بأشياء لا يجوز لنا اتباعه فيها و لو اقتدينا به فيها كنا عاصين مأثومين 
[وجوب اجتناب كل أمر يؤدى إلى شغل القلب بغير اللّٰه]
 فينبغي لكل مؤمن و يجب على كل مدع في طريق اللّٰه إذا لم يكن من أهل الكشف و الوجود و الخطاب الإلهي و ممن لا يكون يطفي نور معرفته نور ورعه أن يجتنب كل أمر يؤدي إلى شغل القلب بغير اللّٰه فإنه فتنة في حقه و يجب عليه إن يغلب عقله على شهوته بل يسعى في قطع المألوفات و ترك المستحسنات الطبيعية و ما يميل الطبع البشري و يجتنب مواضع التهم و صحبة المبتدعين في الدين ما لم يأذن به اللّٰه و هم الأحداث و كذلك صباح الوجوه من المردان مجالسة و النساء و أخذ الإرفاق فإن القلوب تميل إلى كل من أحسن إليها و الطبع يطلبهم و القوة الإلهية على دفع الشهوات النفسية ما هي  هناك و المعرفة معدومة من هذا الصنف من الناس 
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية