﴿عَلَّمَهُ الْبَيٰانَ﴾ [الرحمن:4] فأضاف التعليم إليه لا إلى الفكر فعلمنا إن ثم مقاما آخر فوق الفكر يعطي العبد العلم بأمور شتى منها ما يمكن أن يدركها من حيث الفكر و منها ما يجوزها الفكر و إن لم يحصل لذلك العقل من الفكر و منها ما يجوزها الفكر و إن كان يستحيل أن يعينها الفكر و منها ما يستحيل عند الفكر و يقبلها العقل من الفكر مستحيلة الوجود لا يمكن أن يكون له تحت دليل الإمكان فيعلمها هذا العقل من جانب الحق واقعة صحيحة غير مستحيلة و لا يزول عنها اسم الاستحالة و لا حكم الاستحالة عقلا «قال صلى اللّٰه عليه و سلم إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله فإذا نطقوا به لم ينكره إلا أهل الغرة بالله» هذا و هو من العلم الذي يكون تحت النطق فما ظنك بما عندهم من العلم مما هو خارج عن الدخول تحت حكم النطق فما كل علم يدخل تحت العبارات و هي علوم الأذواق كلها
[لا أعلم من العقل و لا أجهل من العقل]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية