﴿وَ لَقَدْ فَضَّلْنٰا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلىٰ بَعْضٍ﴾ [الإسراء:55] فكل واحد منهم فاضل مفضول و هو مذهب الجماعة و قد بين هذا أبو القاسم ابن قسي في خلع النعلين و هو قوله ﴿وَ إِنَّهُمْ عِنْدَنٰا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيٰارِ﴾ [ص:47] فخص آدم بعلم الأسماء الإلهية التي طوى علمها عن الملائكة فلم تسبح اللّٰه بها حتى استفادتها من آدم و خص موسى بالكلام و التوراة من حيث إن اللّٰه كتبها بيده قبل أن يخلق آدم بأربع آلاف سنة و خص رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بما ذكر عن نفسه من أنه أوتي جوامع الكلم و خص عيسى بكونه روحا و أضاف النفخ إليه فيما خلقه من الطين و لم يضف نفخا في إعطاء الحياة لغير عيسى بل لنفسه تعالى إما بالنون أو بالتاء التي هي ضمير المتكلم عن نفسه و هذا و إن كانت كلها منصوصا عليها إنها حصلت لهم فليس بمنصوص الاختصاص بها و لكنه معلوم من جهة الكشف و الاطلاع
(السؤال الثامن عشر)أين مقام الرسل من مقام الأنبياء
الجواب هو بالإزاء إلا أنه في المقام الرابع من المراتب فإن المراتب أربع التي تعطي السعادة للإنسان و هي الايمان و الولاية و النبوة و الرسالة و أما من مقام الأنبياء فهم من أنبياء التشريع في الرتبة الثانية و من مقام الأنبياء في الرتبة الثالثة و العلم من شرائط الولاية و ليس من شرطها الايمان فإن الايمان مستنده الخبر فلا يحتاج إليه مع الخبر إما بالمحال كالأينية لله أو بالإمكان و هو الإخبار ببعض المغيبات التي يمكن أن ينسب إليها المخبر ما نسب
[ترتيب المراتب التي تعطى السعادة]
فأول مرتبة العلماء بتوحيد اللّٰه الأولياء فإن اللّٰه ما اتخذ وليا جاهلا و هذه مسألة عظيمة أغفلها علماء الرسوم فإنه يدخل تحت فلك الولاية كل موحد لله بأي طريق كان و هو المقام الأول ثم النبوة ثم الرسالة ثم الايمان فهي فينا أعني مرتبة الولاية على ما رتبناه و هي هناك ولاية ثم إيمان ثم نبوة ثم رسالة و عند علماء الرسوم و عامة الناس الخارجين عن الطريق الخاص المرتبة الأولى إيمان ثم ولاية ثم نبوة ثم رسالة فأجبنا فيها على ما تعرفه العامة و علماء الرسوم و بينا المراتب كيف هي بالنظر إلى جهات مختلفة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية