[الأولياء المنيبون]
و من الأولياء أيضا المنيبون إلى اللّٰه من رجال و نساء رضي اللّٰه عنهم تولاهم اللّٰه بالإنابة إليه سبحانه قال تعالى ﴿إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّٰاهٌ مُنِيبٌ﴾ [هود:75] و الرجال المنيبون هم الذين رجعوا إلى اللّٰه من كل شيء أمرهم اللّٰه بالرجوع عنه مع شهودهم في حالهم أنهم نواب عن اللّٰه في رجوعهم إذ الرجوع عن الكشف إنما هو لله إذ كانت نواصي الخلق بيده يصرفهم كيف يشاء فمن شاهد نفسه في إنابته إلى ربه نائبا عن اللّٰه كما ينوب المصلي عن اللّٰه في قوله سمع اللّٰه لمن حمده و في تلاوته كذلك رجوعه إلى اللّٰه في كل حال يسمى منيبا فلهم خصوص هذا الوصف
[الأولياء المبصرون]
و من الأولياء أيضا المبصرون من رجال و نساء رضي اللّٰه عنهم تولاهم اللّٰه بالأبصار و هو من صفات خصائص المتقين قال تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذٰا مَسَّهُمْ طٰائِفٌ مِنَ الشَّيْطٰانِ تَذَكَّرُوا﴾ [الأعراف:201] ﴿فَإِذٰا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف:201] فهم علماء أهل تقوى طرأ عليهم خاطر حسن أصله شيطاني فوجدوا له ذوقا خاصا لا يجدونه إلا إذا كان من الشيطان فيذكرهم ذلك الذوق بأن ذلك الخاطر من الشيطان ﴿فَإِذٰا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف:201] أي مشاهدون له بالذوق فإن اقتضى العلم أخذه و قلب عينه ليحزن بذلك الشيطان أخذه و لم يلتفت منه و كان من المبصرين فعلم كيف يأخذ ما يجب أخذه من ذلك ففرق بينه و بين ما يجب تركه كما
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية