[البيت المكي أول بيت وضع للناس معبدا]
و البيت المكي ﴿أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ﴾ [آل عمران:96] معبدا و الصلاة فيه أفضل من الصلاة فيما سواه فهو أقدمهم بالزمان و هو اعتبار السن فله تقدم السن و ما يتقدم بالسن إلا من حوى جميع الفضائل كلها فإنه جاء آخرا فلو اكتفينا بهذا لكان فيه غنى عن ذكر ما سواه و إن نظرنا إلى الهجرة فإنه بيت مقصود ينبغي الهجرة إليه و الحجر الأسود من جملة أحجاره و هو أقدم الأحجار هجرة من سائر الأحجار هاجر من الجنة إليه فشرفه اللّٰه باليمين و جعله للمبايعة و أما أكثرهم قرآنا فإنه أجمع للخيرات من سائر البيوت لما فيه من الآيات البينات من حجر و ملتزم و مستجار و مقام إبراهيم و زمزم إلى غير ذلك و أما علمه بالسنة فإن السنن فيه أكثر لكثرة مناسكه و احتوائه على أفعال و تروك لا تكون في غيره من العبادات و لا في بيت من البيوت فإنه محل الحج و أما السلم فإنه أقدم الحرم فهو سلم كله من دخله كان آمنا فصح له التقدم من كل وجه على كل بلد و كل بيت
(الحديث الثالث تحريم مكة)
«خرج مسلم عن أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجلا من بنى ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه فأخبر بذلك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فركب راحلته فخطب فقال إن اللّٰه حبس عن مكة الفيل و سلط عليها رسوله و المؤمنين ألا و إنها لا تحل لأحد قبلي و لن تحل لأحد بعدي ألا و إنها أحلت لي ساعة من نهار ألا و إنها ساعتي هذه و هي حرام لا يخبط شوكها و لا يعضد شجرها و لا يلقط ساقطتها إلا لمنشد و من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يعطي يعني الدية و إما أن يقاد أهل القتيل»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية