و كل ما ذكرناه من العطاء فإنه الصدقة في حق العبد لكونه مجبولا على الشح و البخل كما إن آلام في الأعطيات الإلهية من هذه الأقسام الثمانية إنما هو الوهب و هو الإعطاء لينعم لا لأمر آخر فهو الوهاب على الحقيقة في جميع أنواع عطائه كما هو العبد متصدق في جميع أعطياته لأنه غير مجرد على الغرض و طلب العوض لفقره الذاتي فما ينسب إلى اللّٰه بحكم العرض ينسب إلى المخلوق بالذات و ما ينسب إلى الحق بالذات كالغنى ينسب إلى المخلوق بالعرض النسبي الإضافي خاصة قال تعالى لنبيه صلى اللّٰه عليه و سلم ﴿خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً﴾ [التوبة:103] أي ما يشتد عليهم في نفوسهم إعطاؤها و لهذا قال ثعلبة بن حاطب هذه أخية الجزية لما اشتد عليه ذلك بعد ما كان عاهد اللّٰه كما أخبرنا اللّٰه في قوله ﴿وَ مِنْهُمْ مَنْ عٰاهَدَ اللّٰهَ﴾ [التوبة:75] الآية فلما رزقه اللّٰه مالا و فرض اللّٰه الصدقة عليه قال ما أخبر اللّٰه به عنه و قوله ﴿بَخِلُوا بِهِ﴾ [آل عمران:180]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية