يقول ما ملت بأمري كما قال العبد الصالح ﴿وَ مٰا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾ [الكهف:82] و إنما الحق علمني كيف أتوجه إليه و بما ذا أتوجه إليه و مما ذا أتوجه إليه و على أية حالة أكون في التوجه إليه هذا كله لا بد أن يعرفه العلماء بالله في التوجيه و إن لم يكونوا بهذه المثابة فما هم أهل توجيه و إن أتوا بهذا اللفظ فنفى عن نفسه الشرك و العبد و إن أضاف الفعل إلى نفسه فما هو شريك في الفعل و إنما هو منفرد بما يصح أن يكون له منفردا من ذلك الفعل و يكون الحق منفردا بما يصح أن يكون به منفردا من ذلك الفعل فالعبد لا يشاركه سيده في عبوديته فإن السيد لا يكون عبدا و العبد لا يكون سيدا لمن هو له عبد من حيث ما هو عبد له
[إن صلاتي و نسكي و محياى و مماتي]
ثم قال ﴿إِنَّ صَلاٰتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي﴾ [الأنعام:162] فأضاف الكل إلى نفسه فإنه ما ظهرت هذه الأفعال و لا يصح أن تظهر إلا بوجوب العبد إذ يستحيل على الحق إضافة هذه الأشياء إليه بغير حكم الإيجاد فتضاف إلى الحق من حيث إيجاد أعيانها كما تضاف إلى العبد من كونه محلا لظهور أعيانها فيه فهو المصلي كما إن المحرك هو المتحرك ما هو المحرك فهو المتحرك حقيقة و لا يصح أن يكون الحق هو المتحرك كما لا يصح أن يكون المتحرك هو المحرك لنفسه لكونه نراه ساكنا فاعلم ذلك حتى تعرف ما تضيفه إلى نفسك مما لا يصح أن تضيفه إلى ربك عقلا و تضيف إلى ربك ما لا يصح أن تضيفه إلى نفسك شرعا ﴿وَ نُسُكِي﴾ [الأنعام:162] هنا معناه عبادتي أي إن صلاتي و عبادتي يقول ذلتي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية