و إن من الحجارة ﴿لَمٰا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمٰاءُ﴾ [البقرة:74] و هي القلوب التي تغلب عليها الأحوال فتخرج في الظاهر على ألسنة أصحابها بقدر ما يشقق منها و بقدر العلم الذي فيها فينتفع بها الناس
[الأحجار التي تهبط من خشية اللّٰه]
و إن من الحجارة ﴿لَمٰا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّٰهِ﴾ [البقرة:74] و هبوط القلوب المشبهة بالحجارة في هبوطها هو نزولها من عزتها إلى عبوديتها و نظرها في عجزها و قصورها بالأصالة و قد قلنا إن الماء هو المطهر المزيل للنجاسات من هذه المحال فالأحجار التي هي منابع هذا الماء حكمها في إزالة النجاسة من المخرجين حكم ما خرج منها و هو العلم في الاعتبار كما إن الخشية مما يتطهر بها فإن الخشية من خصائص العلماء بالله المرضيين عنهم المطلوب منهم الرضي عن اللّٰه قال تعالى ﴿إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ﴾ [فاطر:28] و قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية