ثم قال ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّٰهِ الْإِسْلاٰمُ﴾ [آل عمران:19] و «قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه» الحديث فقال سبحانه ﴿وَ أُولُوا الْعِلْمِ﴾ [آل عمران:18] لم يقل و أولو الايمان فإن شهادته بالتوحيد لنفسه ما هي عن خبر فيكون إيمانا و لهذا الشاهد فيما يشهد به لا يكون إلا عن علم و إلا فلا تصح شهادته ثم إنه عزَّ وجلَّ عطف الملائكة و أولي العلم على نفسه بالواو و هو حرف يعطي الاشتراك و لا اشتراك هنا إلا في الشهادة قطعا ثم أضافهم إلى العلم لا إلى الايمان فعلمنا أنه أراد من حصل له التوحيد من طريق العلم النظري أو الضروري لا من طريق الخبر كأنه يقول و شهدت الملائكة بتوحيدي بالعلم الضروري من التجلي الذي أفادهم العلم و قام لهم مقام النظر الصحيح في الأدلة فشهدت لي بالتوحيد كما شهدت لنفسي و أولو العلم بالنظر العقلي الذي جعلته في عبادي ثم جاء بالإيمان بعد ذلك في الرتبة الثانية من العلماء و هو الذي يعول عليه في السعادة فإن اللّٰه به أمر و سميناه علما لكون المخبر هو اللّٰه فقال ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ﴾ [محمد:19]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية