﴿وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مٰا يَشٰاءُ وَ يَخْتٰارُ﴾  [القصص:68] و ما ثم حثالة و لا كناسة النفوس نفائس فيختار الأنفس و يبقى النفيس و قال المصطفون هم الذين ورثوا الكتاب و هو القرآن المحفوظ من التحريف و الزيادة فلو حفظت سائر الكتب لورثت فمن كوشف منها على ما ثبت أنه إلهي ورثه و حكم به على بصيرة و قال الورث لا يكون إلا بعد الموت فالكتاب محمدي فإن العلماء ورثة الأنبياء و الكتاب هو الموروث و الشيء الذي مات هو صاحبه و قد مشى إلى اللّٰه و قال من ظلم ما حكم و من اقتصد ما اعتضد و قنع و اكتفى و من سبق حاز الأمر و ظفر فكن من شئت من هؤلاء 
[صفات الأوداء التبري من الأعداء]
 و من ذلك صفات الأوداء التبري من الأعداء من الباب 465 قال إذا تبرأ العارف ممن صحت عداوته لله فليحذر من تبريه فإنه ما تبرأ إلا من اسم إلهي يجب عليه تعظيمه و قال إن تبرأ بتبرؤ اللّٰه استراح فيكون اللّٰه المتبرئ لا هو كما يلعن بلعنة اللّٰه و يغضب بغضب اللّٰه و يرضى برضى اللّٰه و هو في هذا كله لا صفة له من نفسه قال أبو يزيد البسطامي لا صفة لي لا تصح البراءة من الأعداء إلا لله و لرسله عليه السّلام و من كوشف على الخواتم و من سواهم فما لهم التبري و إنما لهم أن لا يتخذوهم أولياء يلقون إليهم بالمودة :  لا غير و قال لو تبرأ اللّٰه من عدوه ما رزقه و لا أنعم عليه و لا نظر إليه و قد أخبر أنهم آكلون من شجرة الزقوم  ﴿فَمٰالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشٰارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشٰارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾  و هم العطاش فلو تبرأ منه اللّٰه ما كان للعدو وجود لأنه غير حافظ عليه وجوده و متى لم يحفظ عليه وجوده هلك و ذهب عينه و هو عزَّ وجلَّ القائل إنه بكل شيء حفيظ :  و قال  ﴿وَ لاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا﴾  [البقرة:255]
[التقاعس عن التنافس]
 و من ذلك التقاعس عن التنافس من الباب 466 قال أصحاب الهمم يتنافسون  في السباق إلى أسماء الكرم و الجود الإلهي ليقاموا بها فيدعون بها و قال لا يكون التنافس إلا في النفائس و لا نفائس إلا الأنفس و لا أنفس من الأنفس إلا الأنفاس و قال من تقاعس عن التنافس فيما ينبغي أن يتنافس فيه فهو كسلان مهين لا همة له و لا نفس و قال ليس الطيب إلا أنفاس الأحبة لو لا أعرافهم ما فاح المسك لمستنشق و ما وقع التنافس بين أهله في المسابقة إلا مهب أرواح هذه الأعراف و قال ما يعرف مقدار الأنفاس و طيبها و ما يعطي من المعارف الإلهية إلا البهائم أ لا تراها تشم كل شيء و تشم بعضها بعضا عند اللقاء و لا تمر بشيء إلا تميل برءوسها إليه فتشمه 
[متى تثبت الخلق في مشاهدة الحق]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية