و من ذلك عموم الخطاب لمن طاب من الباب 436 قال ليس في خطاب اللّٰه خصوص بل دعوته تعم فإن المدعو واحد كما هو الداعي واحد و قال إذا دعا بالأسماء كثر الدعاة كثر المدعون كثرة الأعضاء من الإنسان الواحد «يقول رسول اللّٰه ﷺ إن لنفسك عليك حقا و لعينك عليك حقا فصم و أفطر و فم و نم» و كذا جميع قواك الظاهرة و الباطنة فأنت الكثير و أنت الواحد و كذلك الداعي بعينه و أسمائه فافهم و قال أنت نسخة منه و بك كمني عنه فقال ﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] و قال ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ قَتَلَهُمْ﴾ [الأنفال:17] فالسيف آلة لك و أنت و السيف آلة له و قال ما أجهل بالله من يقول إن اللّٰه لا يخلق بكذا فالله تعالى يقول في نبيه إنه رميت إلا أنه نفى الرمي عنه و أثبته فقال ﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] «فالرمي وقع منه ﷺ بقول اللّٰه و إيصاله إلى أعين الكفار حتى ما بقيت عين لمشرك خاص إلا وقع من التراب في عينه»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية