اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
وما صبر تحت الاختبار الإلهي إلا الذهب الخالص المعدني الذي حاز رتبة الكمال وما بقي فيه من تربة المعدن شيء وكل تكليف فتنة وجميع المخلوقات فتنة والاطلاع على نتائج الأعمال فتنة وهي حالة مقام يستصحب إلى الجنة وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وهو صاحب الكشف الأتم والعالم بما ثم يستعيذ من فتنة القبر وعذاب النار وفتنة المحيا والممات
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
وأما الشهوة فهي إرادة الملذوذات فهي لذة والتذاذ بملذوذ عند المشتهي فإنه لا يلزم أن يكون ذلك ملذوذا عند غيره ولا أن يكون موافقا لمزاجه ولا ملاءمة طبعه وذلك أن الشهوة شهوتان شهوة عرضية وهي التي يمنع من اتباعها فإنها كاذبة وإن نفعت يوما ما فلا ينبغي للعاقل أن يتبعها لئلا يرجع ذلك له عادة فتؤثر فيه العوارض وشهوة ذاتية فواجب عليه اتباعها فإن فيها صلاح مزاجه لملاءمتها طبعه وفي صلاح مزاجه وفي صلاح دينه سعادته ولكن يتبعها بالميزان الإلهي الموضوع من الشارع وهو حكم الشرع المقرر وفيها سواء كان من الرخص أو العزائم إذا كان متبعا للشرع لا يبالي فإنه طريق إلى الله مشروعة فإنه تعالى ما شرع إلا ما يوصل إليه بحكم السعادة ولا يلزم أيضا أن يكون ما يشتهيه في هذه الحال أن يشتهيه في كل حال ولا في كل وقت فينبغي له أن يعرف الحال الذي ولد تلك الشهوة عنده والوقت الذي اقتضاها وقد تتعلق بأعمال الطاعات هذه الشهوات العرضية فتوجب بعدا كمن يرى موضعا يستحسنه طبعه فيشتهي إن يصلي فيه أو لفضيلة يعلمها في ذلك الزمان على غيره فإن ذلك يؤثر في حاله مع الله أثر سوء وميزان ذلك الالتذاذ بعمل لا لشهود إلهي وهذا من المكر الخفي
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
فأغوار النفوس لا يدركها إلا فحول أهل الله فلا تفرح بالالتذاذ بالطاعات ورفع المشقة فيها عنك دون ميزان القوم في ذلك فإذا اقترنت هذه الشهوة بصحبة أهل البدع وهم الأحداث وبصحبة الصبيان الصباح الوجوه والنساء في الله تعالى فيما تخيل له أنه في الله تعالى ففي طي هذا التعلق مكر إلهي خفي ولو تعلق ذلك الالتذاذ منه بغير هؤلاء الأصناف فليس ذلك بميزان يعرف به مكر الله حتى يفرق بين الصحبة لله والصحبة لشهوة الطبع إلا أن يصحب العلماء بالله أهل الورع أو شيخه إن كان من أهل الأذواق فذلك أمر آخر والذي ينبغي له أن يزن به حاله في دعواه إنه ما صحب الأحداث والنساء إلا لله إذا وجد ألما ووحشة عند فقده إياهم وهيجانا إلى لقائهم وفرحا بهم عند إقبالهم فتعلم عند ذلك أن الصحبة لهذا الصنف معلومة ليست لله وإن وقعت المنفعة للمصحوب منه فيسعد المصحوب ويشقى هذا المحب شقاوتين الواحدة فقد المحبوب والأخرى بالجهل وعدم العلم فيما كان يتخيل أنه علم وأنه صحب لله وفي الله وأما إن كان ممن تتعلق تلك المحبة منه بجميع المخلوقات ومن جملة المخلوقات أيضا هؤلاء الأصناف فقد يكون ذلك خديعة نفسية وميزانه أن لا يستوحش عند مفارقة واحد واحد ف
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
والإنسان إذا أنصف لربه من نفسه ولنفسه من نفسه عرف حاله بل كان أعرف بحاله من غيره إلا من العارفين بالله فإنهم أعرف به من


