اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

أضاف سبحانه هذه الرحمة إلى التسع والتسعين رحمة فكانت مائة فأرسلها على عباده مطلقة في الدارين فسرت الرحمة فوسعت كل شيء فمنهم من وسعته بحكم الوجوب ومنهم من وسعته بحكم الامتنان فوسعت كل شيء في موطنه وفي عين شيئيته فتنعم المحرور بالزمهرير والمقرور بالسعير ولو جاء لكل واحد من هذين حال الاعتدال لتعذب فإذا اطلع أهل الجنان على أهل النار زادهم نعيما إلى نعيمهم فوزهم ولو اطلع أهل النار على أهل الجنان لتعذبوا بالاعتدال لما هم فيه من الانحراف ولهذا قابلهم بالنقيض من عموم المائة رحمة وقد كان الحكم في الدنيا بالرحمة الدنيا ما قد علمتم وهي الآن أعني في الآخرة من جملة المائة فما ظنك وكفى فبمثل هذا النظر يقول العارف في الصلاة الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ومن هنا يعرف ما يجيبه الحق به من هذا نظره

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

هذا جواب عام ورد عام كما قررنا ما المراد به فإذا قال العارف ملك
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم قال الله يقول العبد إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يقول الله هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل
فهذه الآية تتضمن سائلا ومسئولا مخاطبا وهو الكاف من إِيَّاكَ فيهما ونَعْبُدُ ونَسْتَعِينُ هما للعبد فإنه العابد والمستعين فإذا قال العبد إِيَّاكَ وحد الحق بحرف الخطاب فجعله مواجها لا على جهة التحديد ولكن امتثالا لقول الشارع لمثل ذلك السائل في معرض التعليم
حين سأله عن الإحسان فقال له صلى الله عليه وسلم أن تعبد الله كأنك تراه
فلا بد أن تواجهه بحرف الخطاب وهو الكاف أو حرف التاء المنصوبة في المذكر المخفوضة في المؤنث فإني قد أنث الخطاب من حيث الذات وهذا مشهد خيالي فهو برزخي وجاءت هذه الآية برزخية وقع فيها الاشتراك بين الحق وبين عبده وما مضى من الفاتحة مخلص لله
