اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
ولأطيلن وحشة من استأنس بغيري ولأعرضن عمن أحب حبيبا سواى يا موسى إن لي عبادا إن ناجوني أصغيت إليهم وإن نادوني أقبلت عليهم وإن أقبلوا علي أدنيتهم وإن دنوا مني قربتهم وإن تقربوا مني اكتنفتهم وإن والونى واليتهم وإن صافوني صافيتهم وإن عملوا إلى جازيتهم هم في حماي وبي يفتخرون أنا مدبر أمورهم وأنا سائس قلوبهم وأنا متولي أحوالهم لم أجعل لقلوبهم راحة في شيء إلا في ذكري فذكري لاسقامهم شفاء وعلى قلوبهم ضياء لا يستأنسون إلا بي ولا يحطون رحال قلوبهم إلا عندي ولا يستقر بهم القرار في الإيواء إلا إلي
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
في زمان النبوة الأولى أن بعض من يوحى إليه من المتقدمين فكر في أمر التكليف والبلوى ولم يتجه له وجه الحكمة في ذلك وقد أمره الله بالتفكر في عبادته فأخذ يناجي ربه في خلوته بسره ولسانه فقال يا رب خلقتني ولم تستأمرني ثم تميتني ولا تستشيرني وأمرتني ونهيتني ولم تخيرني وسلطت على هوى مرديا وشيطانا مغويا وركبت في نفسي شهوات مركوزة وجعلت بين عيني دنيا مزينة ثم خوفتني وزجرتني بوعيد وتهديد وقلت فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ولا تَتَّبِعِ الْهَوى فيضلك عن سبيلي واحذر الشيطان أن يقربك والدنيا لا تغرنك وتجنب شهواتك لا ترديك وآمالك وأمانيك لا تلهيك وأوصيك بأبناء جنسك فدارهم ومعيشتك فاطلبها من وجه حلال فإنك مسئول عنها إن لم تطلبها ومسئول عنها إن طلبتها من غير وجهها ولا تنس الآخرة كما لم تَنْسَ نَصِيبَكَ من الدُّنْيا وأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ ولا تبغ الفساد في الأرض ولا تعرض عن الآخرة فتخسر الدنيا والآخرة وذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ فقد حصلت يا رب بين أمور متضادة وقوى متجاذبة وأحوال متقابلة فلا أدري كيف أعمل ولا أهتدى أي شيء أصنع وقد تحيرت في أموري وضللت عن حيلتي فأدركني يا رب وخذ


