اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

أوصيت بها في مبشرة أريتها سمعتها من كلام الله تعالى بلا واسطة في البقعة المباركة التي كلم الله فيها موسى عليه السلام من بلة على قدر الكف كلاما لا يكيف ولا يشبه كلام مخلوق عين الكلام هو عين الفهم من السامع فمما فهمت منه كن سماء وحي وأرض ينبوع وجبل تسكين فإذا تحركت فلتكن حركة أحياء وسطينة بتحريك عن وحي سماوي ثم وقع في نفسي نظم فكنت أنشد
جعلت في الذي جعلتا *** وقلت لي أنت قد عملتا
وأنت تدري بأن كوني *** ما فيه غير الذي جعلتا
فكل فعل تراه مني *** أنت إلهي الذي فعلتا
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إذا قلت خيرا ودللت على خير فكن أنت أول عامل به والمخاطب بذلك الخير وأنصح نفسك فإنها آكد عليك فإن نظر الخلق إلى فعل الشخص أكثر من نظرهم إلى قوله والاهتداء بفعله أعظم من الاهتداء بقوله ولبعضهم في ذلك
وإذا المقال مع الفعال وزنته *** رجح الفعال وخف كل مقال
واجهد أن تكون ممن يهتدى بهديك فتلحق بالأنبياء ميراثا
فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول لأن يهتدي بهداك رجل واحد خير لك مما طلعت عليه الشمس
يقول الله تعالى في نقصان عقل من هذه صفته أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ فإذا تلا الإنسان القرآن ولا يرعوي إلى شيء منه فإنه من شرار الناس بشهادة رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإن الرجل يقرأ القرآن والقرآن يلعنه ويلعن نفسه فيه يقرأ أَلا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ وهو يظلم فيلعن نفسه ويقرأ لَعْنَتَ الله عَلَى الْكاذِبِينَ وهو يكذب فيلعنه القرآن ويلعن نفسه في تلاوته ويمر بالآية فيها ذم الصفة وهو موصوف بها فلا ينتهي عنها ويم
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

عليك بإكرام الضيف فإنه
قد ثبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنه قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
فإن كان الضيف مقيما فثلاثة أيام حقه عليك وما زاد فصدقة فإن كان مجتازا فيوم وليلة جائزته ولشيخنا أبي مدين في هذه المسألة حكاية عجيبة كان رضي الله عنه يقول بترك الأسباب التي يرتزق بها الناس وكان قوي اليقين ويدعو الناس إلى مقامه والاشتغال بالأهم فالأهم من عباد الله فقيل له في ذلك أي في ترك الأسباب والأكل من الكسب وإنه أفضل من الأكل من غير الكسب فقال رضي الله عنه أ لستم تعلمون أن الضيف إذا نزل بقوم وجب بالنص عليهم القيام بحقه ثلاثة أيام إذا كان مقيما فقالوا نعم فقال فلو إن الضيف في تلك الأيام يأكل من كسبه أ ليس كان العار يلحق بالقوم الذين نزل بهم فقالوا نعم فقال إن أهل الله رحلوا عن الخلق ونزلوا بالله أضيافا عنده فهم في ضيافة الله ثلاثة أيام وإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ فنحن نأخذ ضيافته على قدر أيامه فإذا كملت لنا ثلاثة أيام من أيام الله من نزلنا عليه ولا نحترف ونأكل من كسبنا عند ذلك يتوجه اللؤم وإقامة مثل هذه الح