اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

وإياك أن تصور صورة بيدك من شأنها أن يكون لها روح فإن ذلك أمر يهونه الناس على أنفسهم وهُوَ عِنْدَ الله عَظِيمٌ
فالمصورون أشد الناس عذابا يوم القيامة يقال للمصور يوم القيامة أحي ما خلقت أو انفخ فيها روحا وليس بنافخ
وقد ورد في الصحيح عن الله تعالى أنه قال ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة
وإن العبد إذا راعى هذا القدر وتركه لما ورد عن الله فيه ولم يزاحم الربوبية في تصوير شيء لا من حيوان ولا من غير حيوان فإنه يطلع على حياة كل صورة في العالم فيراه كله حيوانا ناطقا يسبح بحمد الله وإذا سامح نفسه في تصوير النبات وما ليس له روح في الشاهد في نظر البصر في المعتاد فلا يطلع على مثل هذا الكشف أبدا فإنه في نفس الأمر لكل صورة من العالم روح أخذ الله بأبصارنا عن إدراك حياة ما يقول عنه إنه ليس بحيوان وفي الآخرة يتكشف الأمر في العموم ولهذا سماها بالدار الحيوان فما ترى فيها شيئا إلا حيا ناطقا بخلاف حالك في الدنيا كما
روى في الصحيح أن الحصى سبح في كف رسول الله ص
فجعل الناس خرق العادة في تسبيح الحصى وأخطئوا وإنما خرق العادة
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وعليك يا أخي بعيادة المرضى لما فيها من الاعتبار والذكرى فإن الله خلق الإنسان من ضَعْفٍ فينبهك النظر إليه في عيادتك على أصلك لتفتقر إلى الله في قوة يقويك بها على طاعته وأن الله عند عبده إذا مرض أ لا ترى إلى المريض ما له استغاثة إلا بالله ولا ذكر إلا الله فلا يزال الحق بلسانه منطوقا به وفي قلبه التجاء إليه فالمريض لا يزال مع الله أي مريض كان ولو تطبب وتناول الأسباب المعتادة لوجود الشفاء عندها ومع ذلك فلا يغفل عن الله وذلك لحضور الله عنده وإن الله يوم القيامة يقول يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك أو أنت رب العالمين قال أ ما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أ ما أنك لو عدته لوجدتني عنده الحديث
وهو صحيح فقوله لوجدتني عنده هو ذكر المريض ربه في سره وعلانيته وكذلك إذا استطعمك أحد من خلق الله أو استسقاك فأطعمه واسقه إذا كنت موجدا لذلك فإنه لو لم يكن لك من الشرف والمنزلة إلا إن هذا المستطعم والمستسقي قد أنزلك منزلة الحق الذي يطعم عباده ويسقيهم وهذا نظر قل من يعتبره انظر إلى السائل إذا سأل ويرفع صوته يقول بالله أعطني فما نطقه الله إلا باسمه في هذه الحال وما رفع صوته إلا