اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

يدعى صاحبها عبد الصمد هذه الحضرة استوفينا أكثر تفاصيلها في كتاب مواقع النجوم لنا في عضو القلب منه في التجلي الصمداني فلنذكر في هذا الكتاب ما يليق به إن شاء الله فنقول إن هذه الحضرة هي حضرة الالتجاء والاستناد التي لجأ إليها واستند كل فقير إلى أمر ما لعلمه أن ذلك الأمر الذي افتقر إليه في هذه الحضرة فغناها إنما هو بهذه الأمور الذي افتقر إليها بسببها وهل لها الغني النفسي الذي لقوله فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ أم لا فذلك لا يحتاج إليه في هذا الموضع والذي تمس الحاجة إليه في هذه الحضرة معرفة كون هذه الأمور التي يفتقر الفقراء إليها بسببها هل لها وجود في خزائن عندها كما جاء وإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ فهي عين هذه الحضرة لا غير إذا حققت الأمر فالحق من حيث إنه ما من شيء إلا عنده خزائنه هو الصمد ولكن ليست الخزائن إلا المعلومات الثابتة فإنها عنده ثابتة يعلمها ويراها ويرى ما فيها فيخرج منها ما شاء ويبقى ما شاء وهي مع كونها في خزائن فيتخيل فيها الحصر والتناهي وإنما هي غير متناهية فأفقر الفقراء تلك الأشياء المختزنة فإنها تطلب الخروج من تلك الخزائن إلى الوجود حتى تراه ذو
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن الخزائن التي عند الحق على نوعين نوع منها خزائن وجودية لمختزنات موجودة كشيء يكون عند زيد من جارية أو غلام أو فرس أو ثوب أو دار أو أي شيء كان فزيد خزانته وذلك الشيء هو المختزن وهما عند الله فإن الأشياء كلها بيد الله فيفتقر عمرو إلى الله تعالى في ذلك الذي عند زيد أن يكون عنده كان ما كان فيلقي الله في قلب زيد أن يهب ذلك الشيء أو يبيعه أو يزهد فيه ويكرهه فيعطيه عمرا فمثل هذا من خزائن الحق التي عنده والعالم على هذا كله خزائن بعضه لبعضه وهو عين المختزن والعالم خزانة مخزون وانتقال مختزن من خزانة إلى خزانة فما أنزل منه شيء إلى غير خزانة فكله مخزون عنده فهو خزانته على الحقيقة التي لا يخرج شيء عنها وما عدا الحق فإن المختزن يخرج عنها إلى خزانة أخرى فالافتقار للخزائن من الخزائن إلى الخزائن والكل بيد الله وعنده فهو الصمد الذي يلجأ إليه في الأمور ويعول عليه وبهذه الحضرة يتعلق المتوكلون في حال توكلهم على ما توكلوا عليه فمنهم المتوكل على الله ومنهم المتوكل على الأسباب غير أن الأسباب قد تخون من اعتمد عليها ولجأ إليها في أوقات والحق تعالى لا يسلم من توكل عليه وفوض أمره إليه