اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

إنما اللطف خفاء *** ليس في اللطف ظهور
وبه أبرز كوني *** وبه تجري الأمور
كن عبيدا للطيف *** هو بالأمر خبير
إن دين الله يسر *** وهو بالهوى عسير
لا تخالف لا توافق *** إنه الخير الكثير
والذي يفهم قولي *** هو بالأمر بصير
يدعى صاحب هذه الحضرة عبد اللطيف وما لطفه وأخفاه عن الإدراك إلا شدة ظهوره فلما لم تقع عين إلا عليه ولا نظرت إلا به فإنه البصر لكل عين تبصر فما الفائدة إلا لمن يشهد ذلك ويعرفه ذوقا ومشاهدة فإن التقليد في ذلك ما يقع موقع الشهود فإنه ما ثم إلا هو لم يتميز عن غير لأنه لم يكن غير فيمتاز عنه فعمن خفي وما ثم غير
فليس للطف حكم *** إلا إذا كنت ثمة
ولست ثم فقل لي *** من ذا يعين حكمه
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فانظر إلى سريان هذا اللطف الإلهي ما أعجبه وحكمه الظاهر في هذه الكثافة كيف أبان أن طاعة رسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم طاعته إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ الله والحجر الأسود يمين الله للبيعة وجعله في الحجر حتى لا يقع في ذلك دعوى فهي بيعة خالصة مخلصة فمن بايعه بايع الله فانظر إلى ما يشهده البصر وانظر إلى ما يشهده الايمان فمن نظر بعين الايمان رأى قوة نفوذه في الكثيف حتى سرى إلى اللطيف الخبير فيحصل له المعرفة بالأمر على ما هو عليه فاذن عين اللطيف الذي سار إليه عين الكثيف الذي سار منه يبين ذلك في الحدود مثاله الجوهر قائم بنفسه ظاهر شخصه من أعيان غير ظاهرة هي مجموعة وليست سوى عينه وما لها وجودا لا عينه فمن الجوهر ومن الصفات النفيسة له فالأمر هكذا في هذه الحضرة فهو حق وعين ما هو حق إذا ظهر كان خلقا ولا يصح حكم لحضرة اللطف إلا بوجود الخلق البخار يصعد لا يدركه البصر للطفه ورقته فينضم بعضه إلى بعضه ويتراكم فيظهر غماما أنشأه الحق فظهر وهو من شيء لا يظهر فأعطاه هذا المزاج الخاص حكما لم يكن له قبل ذلك وأعطاه اسما وظهر عنه أثر في الجو لم يكن له شيء من هذا كله قبل ذلك فأم