الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الممكنات ومن صور التجلي فينظر صاحب هذه المشاهدة إلى الصورة في التجلي أو لصور أحكام الممكنات في عين الوجود الحق فينظر ما تستحقه تلك الصورة من مسمى الرزق وما تطلبه لبقائها فيكون هذا العبد يرزقها ذلك إذا كان مشهده هذه الحضرة أعني حضرة الأرزاق ثم ينزل الأمر في الكائنات الخلقية والأمرية بحسب حقائقها فيطلب عين الكون رزقه منه وأكثفه ما تطلبه المولدات من الأركان كالمعادن والنبات والحيوان وقد جعل الله من الماء كل شي‏ء حي وكل شي‏ء حي فإن كل شي‏ء مسبح لله بحمده ولا يكون التسبيح إلا من حي فكل شي‏ء من الماء عينه ومن الهواء حتى حيوان البحر الذي يموت إذا فارق الماء ما حياته إلا بالهواء الذي في الماء لأنه مركب فيقبل الهواء بنسبة خاصة وهو أن يمتزج بالماء امتزاجا لا يسمى به هواء كما أن الهواء المركب فيه الماء وبه يكون مركبا لكن امتزج الماء به امتزاجا خاصا لا يسمى به ماء فإذا كانت حياة الحيوان بهواء الماء مات عند فقده ذلك الهواء الخاص وكذلك حيوان البر إذا غرق في الماء مات لأن حياته بالهواء الذي مازجه الماء لا بالماء الذي مازجه الهواء وثم حيوان بري بحري وهو حيوان شامل برزخي له نسبة إلى قبول الهواءين ف

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وقد بينا لك في غير موضع أن الإنسان إذا تجلى له الحق في منام أو غيره في أي صورة تجلى فلينظر فيما يلزم تلك الصورة المتجلي فيها من الأحكام فيحكم على الحق بها في ذلك الموطن فإن مراد الله فيها ذلك الحكم ولا بد ولهذا تجلى فيها على الخصوص دون غيرها ويتحول الحكم بتحول الصور فاعلم ذلك فكذلك أيضا رزق الصور يتنوع بتنوع الصور فما به غذاء صورة قد لا يكون به غذاء صورة أخرى وليس غذاء الصور سوى رزقها فإذا تصورت المعاني كالعلم في صورة اللبن والثبات في الدين في صورة القيد فرزق تلك الصورة ما أريدت له فإن كانت رؤيا فأصاب عابرها ما أراد الله بها بتلك الصورة فذلك رزقها فدامت حياتها وبقاؤها وصورة ذلك ما يناله الرائي والمكاشف من ذلك كما

رأى النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يشرب اللبن حتى خرج الري من أظافره مما تضلع منه فقيل له ما أولته يا رسول الله فقال العلم‏

يعني أن العلم ظهر في صورة اللبن ولما كان العلم لبنا وصف نفسه بالشرب منه والتضلع إلى أن خرج الري من أظافره فنال كما قال علم الأولين والآخرين وما خرج منه من الري هو ما خرج إلى الناس من العلم الذي أعطاه الله لا غير ثم أعطى ما فضل في الإناء

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!