اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

إن الحياة هي النعيم فمن يرد *** تحصيله قبل الممات فقد أسا
إلا النعيم بربه وشهوده *** فهو المرجى في لعل وفي عسى
عند المحقق والمخصص بالهدى *** وتسهل الأمر الذي بي قد عسا
الواحد الفرد الذي بوجوده *** لم يتخذ غير المهيمن مؤنسا
وهو الذي عند الإله مقامه *** إذ كان من أدنى الخلائق مجلسا
يقول الله تعالى أنا جليس من ذكرني
ومجالسة الحق بما يقتضيه مقام ذلك الذكر كان ما كان

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم إن نية العبد خير من عمله والنية إرادة أي تعلق خاص في الإرادة كالمحبة والشهوة والكرة فالعبد تحت إرادته فلا يخلو في إرادته إما أن يكون على علم بالمراد أو لا يكون فإن كان على علم فيها فلا يريد إلا ما يلائم طبعه ويحصل غرضه وإن كان غير عالم بمراده فقد يتضرر به إذا حصل له فإن راعى الحق الإرادة الطبيعية الأصلية نعم فإن كل مريد إنما يطلب ما يسر به لا ما يسوؤه ولكن يجهل الطريق إلى ذلك بعض القاصدين ويعرفه بعضهم فالعالم يجتنب طريق ما يسوءه والجاهل لا علم له فإن حصل له ما يسره فبالعرض بالنظر إليه وبالعناية الإلهية به فإن الله تعالى وصف نفسه بأنه لا يبخس أحدا في مراده كان المراد ما كان ومعلوم أن الإرادة الطبيعية ما قلناه وهي الأصل وأرجو من الله مراعاة الأصل لنا ولبعض الخلق ابتداء وأما الانتهاء فإليه مصير الكل فإذا وصف الله نفسه بأنه يوفي كل أحد عمله أي أجرة عمله في الزمان الذي يريدها فيه ولا يبخسه من ذلك شيئا فقد حبط عمله إن كانت إرادته الحياة الدنيا فلا حظ له في الآخرة التي هي الجنة أو النعيم الذي ينتجه العمل لأنه قد استوفاه في الدنيا فإن سعد بنيل راحة فذلك من الاسم الوهاب والإنعام الذي
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن الحياة الدنيا ليست غير نعيمها فمن فاته من نعيمها شيء فما وفيت له وما ذكر الله إلا توفيه العمل فهو نعيم العمل وصبره الذي ذكرناه على العثرة في محل التكليف وقرصة البرغوث وإن لم يكن مؤمنا بالدار الآخرة وفاه الله ما يطلبه ذلك العمل في الحياة الدنيا فما أعطى الله أحدا الحياة الدنيا مخلصة قط ولا هو واقع ولو وقع له كل مراد لكان
