الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فالعين التي أدركت بها إن الرمي لله غير العين التي أدركت بها إن الرمي لمحمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فتعلم إن لك عينين إن كنت صاحب علم فتعلم قطعا إن الرامي هو الله في صورة محمدية جسدية وليس التمثل والتخيل غير هذا فالله قد نبهك وأنت لا تتنبه وهذه هي الآيات التي جعلها الله لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ عنه ويتفكرون فيها وذكرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ يتقلب ف أَلْقَى السَّمْعَ لما قيل له وعرف به وهُوَ شَهِيدٌ لتقلبه في نفسه فيعلم إن الأمر كذلك وهؤلاء هم أولو الألباب فإن اللب يحجبه صورة القشر فلا يعلم اللب إلا من علم إن ثم لبا ولو لا ذلك ما كسر القشر فقد امتزج الأمر وما اختلطت الحقائق وبذلك يميز الفاضل من المفضول فيتنعم العالم بعلمه به وينعم الجاهل بجهله به ولا يعلم أنه جاهل به لأنه لا يعلم أن الأمر الذي هو على خلاف ما يعلمه أنه على خلاف ما يعلمه بل يقول ما ثم إلا هذا ولو علم إن ثم خلاف ما يعلمه وما أدركه لتنغص كما يتنغص في الدنيا كل متنغص لما فاته مما يقتضيه مقامه من التاجر في تجارته والفقيه في فقهه وكل عالم في طوره فتحقيق قوله عموما كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ إنما ذلك في الآخرة ب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم إن للإنسان وجهين وجها إلى ذاته ووجها إلى ربه ومع أي وجه توجهت إليه غبت عن الآخر غير إن هنا لطيفة أنبهك عليها وذلك إنك إذا توجهت إلى مشاهدة وجهك غبت من وجه ربك ذي الجلال والإكرام ووجهك هالك فإذا انقلبت إليه فنى عنك وجهك فصرت غريبا في الحضرة تستوحش فيها وتطلب وجهك الذي كنت تأنس به فلا تجده وإن توجهت إلى وجه ربك وتركت وجهك أقبل عليك ولم يكن لك مؤنس سواه ولا مشهود إلا إياه فإذا انقلبت إليه الانقلاب الخاص الذي لا بد لكل إنسان منه وجدت من كان لك قبل هذا الانقلاب أنيسا وجليسا وصاحبا ففرحت بلقائه وعاد الأنس أعظم وتتذكر الأنس الماضي فتزيد أنسا إلى أنس وترى عنده وجه ذاتك ولا تفقده فتجمع بين الوجهين في صورة واحدة فيتحد الأنس لاتحاد الوجهين فيعظم الابتهاج والسرور وهذه حالة برزخية بين حالتين لكونها جمعت بين الطرفين فمن جمع بينهما في الدنيا حرم ذلك في الآخرة

كالمنافق فإنه برزخ بين المؤمن والكافر فإذا انقلب تخلص إلى أحد الطرفين وهو طرف الكفر ولم يتخلص للإيمان فلو تخلص هنا إلى الايمان ولم يكن برزخا كان إذا انقلب إلى الله كما ذكرناه من جمعه بين الطرفين فاحذر هنا من صفة النفاق فإنها مهل

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!