اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

أنه أدرك الحق بنظره الفكري فأما إن ينفوا ذلك نفيا جملة واحدة وإما أن يجوزوه جملة واحدة وإما أن يقفوا في الحكم فلا يحكمون فيه بإحالة ولا جواز حتى يأتيهم تعريف الحق نصا لا يشكون فيه أو يشهدونه من نفوسهم وأما الذي يزعم أنه يدركه عقلا ولا يدركه بصرا فمتلاعب لا علم له بالعقل ولا بالبصر ولا بالحقائق على ما هي عليه في أنفسها كالمعتزلي فإن هذه رتبته ومن لا يفرق بين الأمور العادية والطبيعية فلا ينبغي أن يتكلم معه في شيء من العلوم ولا سيما علوم الأذواق وما شوق الله عباده إلى رؤيته بكلامه سدى ولو لا إن موسى عليه السلام فهم من الأمر إذ كلمه الله بارتفاع الوسائط ما جرأه على طلب الرؤية ما فعل فإن سماع كلام الله تعالى بارتفاع الوسائط عين الفهم عنه فلا يفتقر إلى تأويل وفكر في ذلك وإنما يفتقر من كلمه الله بالوسائط من رسول أو كتاب فلما كان عين السمع في هذا المقام عين الفهم سأل الرؤية ليعلم التابع ومن ليست له هذه المنزلة عند الله أن رؤية الله ليست بمحال وقد شهد الله لموسى إنه اصطفاه على الناس برسالاته وبكلامه ثم قال له فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وكُنْ من الشَّاكِرِينَ وهو تعالى يقول لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَز
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال بعض السادة في هذه الخزانة إنها تتضمن فناء من لم يكن وبقاء من لم يزل وهذه المسألة تخبط فيها من لم يستحكم كشفه ولا تحقق شهوده فإن من الناس من تلوح له بارقة من مطلوبه فيكتفي بها عن استيفاء الحال واستقصائه فيحكم على هذا المقام بما شاهد منه ظنا منه أو قطعا أنه قد استوفاه وقد رأيت ممن هذه صفته رجالا وقد طرأ مثل هذا السهل بن عبد الله التستري المبرز في هذا الشأن في علم البرزخ فمر عليه لمحة فأحاط علما بما هو الناس عليه في البرزخ ولم يتوقف حتى يرى هل يقع فيما رآه تبديل في أحوال مختلفة على أهله أو يستمرون على حالة واحدة فحكم ببقائهم على حالة واحدة كما رآهم فرؤيته صحيحة صادقة وحكمه بالدوام فيما رآهم عليه إلى يوم البعث ليس بصحيح وأما الذين رأيت أنا من أهل هذه الصفة لما رأيتهم سريعين الرجعة غير ثابتين عند ما يؤخذ عن نفسه سألت واحدا منهم ما الذي يردك بهذه السرعة فقال لي أخاف أن تنعدم عيني لما نراه فيخاف على نفسه ومن تكون هذه حالته فلا تثبت له قدم في تحقيق أمر ولا يكون من الراسخين فيه فلو اقتصروا على ما عاينوه ولم يحكموا لكان أولى بهم فيتخيل الأجنبي إذا سمع مثل هذا من صادق وسمع عدم الثبوت في ا