الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


باستحقاق وإنما نالها بامتنان إلهي إما لشقاوته إن كفر بها أو لسعادته إن شكرها ولو لا حكم الجهل فيمن هذه صفته ما اتصف بهذا وإن كان عالما بهذا كله وتغافل فإنه مباهت فهذا أعظم في الجور بل هو في هذه الحالة كصاحب اليمين الغموس والغافل كصاحب لغو اليمين فإذا كان مستحضرا لحقيقته عالما بأن الذي هو عليه مما حرمه غيره جائز أن يسلب عنه ويخلع على ذلك الغير الذي قد ازدراه لإهمال الله إياه فشكر نعمة الله عليه ودعا الله لذلك الغير أن ينيله مثل ما أعطاه الله وأدركته الشفقة فإنه وإن كان كافرا فهو أخوه من حيث إنه وإياه من نفس واحدة وإن كان مؤمنا فهو أخوه أخوة اختصاص ديني سعادي‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فعلى كل حال وجبت عليه الشفقة على خلق الله والرحمة بعباد الله‏

يقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم انصر أخاك ظالما أو مظلوما

فأما نصرة المظلوم فمعلومة عند الجميع وأما نصرة الظالم فرحمة نبوية خفية فإنه علم إن الظلم ليس من شيم النفوس لأنها طاهرة الذات بالأصالة فكلما ينقص طهارتها فهو أمر عرضي عرض لها لما عندها من القبول في جبلتها والذي من شيمها إنما هو القهر والظهور ومن هنا دخل عليها إبليس بوسوسته ولقد جهل القائل الذي قال‏

الظلم من شيم النفوس فإن تجد *** ذا عفة فلعلة لا يظلم‏

وما أنصف وما قال حقا فلو قال بدل الظلم القهر من شيم النفوس فالظلم الذي يصدر من زيد في حق من كان ما هو منه وإنما هو ممن يلقي إليه وهو الشيطان وللإنسان فيه مدافعة يجدها من نفسه لأن ذلك ليس من شيم النفوس وإنما الذي من شأنها إنما هو جلب المنافع ودفع المضار فدفع المضار به تشارك الحيوان كله وجلب المنافع مما تختص به النفس الإنسانية فإذا رأيت الحيوان يجلب المنافع فليس ذلك إلا لدفع المضار لا لأمر آخر فكل ضرر يطرأ من الحيوان في حق حيوان آخر أو في حق إن

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!