اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

أوجده الله مثلا إلا أمس أو الآن فقد تأخر وجوده مع كون الحق قادرا فكذلك يلزم الحكم في أول موجود من العالم أن يكون الله يتصف بالقدرة على إيجاد الشيء وإن لم يوجده كما إنك قادر على الحركة في وقت سكونك وإن لم تتحرك ولا يلزم من هذا محال فإنه لا فرق بين الممكن الموجود الآن المتأخر عن غيره وبين الممكن الأول فإن الحق غير موصوف بإيجاد زيد في وقت عدم زيد فالصورة واحدة إن فهمت غير إن إطلاق لفظ الاستحالة لا يطلق على الله وإن كان قد أطلق على نفسه التحول فنقف عنده مع معقولية ما ذكرناه فما ثم إلا الله والتوجه وقبول الممكنات لما أراد الله بذلك التوجه فهذه ثلاثة لا بد منها ومن ظهور حكمها فالغروب لا يكون إلا عن طلوع من طالع ثم غرب والظهور لا يكون إلا من بطون لا عن بطون وأعني بقولي لا عن بطون أنه لم يكن ظاهرا ثم بطن ثم ظهر عن ذلك البطون بل لم يزل باطنا ثم أظهره الله فظهر لنفسه

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إلا ويرتفع معه الموصوف لأنه عين الموصوف ليس غيره وكان تقدم العدم للممكنات نعتا نفسيا لأن الممكن يستحيل عليه الوجود أزلا فلم يبق إلا أن يكون أزلي العدم فتقدم العدم له نعت نفسي والممكنات متميزة الحقائق والصور في ذاتها لأن الحقائق تعطي ذلك فلما أراد الله أن يلبسها حالة الوجود وما ثم إلا الله وهو عين الوجود وهو الموجود ظهر تعالى للممكنات باستعدادات الممكنات وحقائقها فرأت نفسها بنفسها في وجود موجدها وهي على حالها من العدم فإن لها الإدراكات في حال عدمها كما أنها مدركة للمدرك لها في حال عدمها ولذا جاء في الشرع أن الله يأمر الممكن بالتكوين فيتكون فلو لا إن له حقيقة السمع وأنه مدرك أمر الحق إذا توجه عليه لم يتكون ولا وصفه الله بالتكون ولا وصف نفسه بالقول لذلك الشيء المنعوت بالعدم فكذلك للممكن جميع القوي التي يدرك بها المدركات التي تخص هذه الإدراكات فلما أمرها بالتكوين لم تجد وجود انتصف به إذ لم يكن ثم إلا وجود الحق فظهرت صورا في وجود الحق فلذلك تداخلت الصفات الإلهية والكونية فوصف الخلق بصفات الحق ووصف الحق بصفات الخلق فمن قال ما رأيت إلا الله صدق ومن قال ما رأيت إلا العالم صدق ومن قال ما ر