اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

على طائفة مخصوصة يقتل الآخر منهما فلا تماثل في تلك الطائفة أو في العموم بحسب ما يعطيه الوقت فلو لا حكم الإرادة وجودا وتقديرا لما أمر بقتل الآخر والقتل زوال من صفة الحكم فزل أنت يبقى هو فإنك الآخر فإن قال بعض العارفين فالأول هنا ليس بخليفة قلنا هو خليفة حقا عن أمر إلهي ونهي عن المشاركة فيما أمر به من خلافته عنك فقال رَبُّ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا والوكيل بلا شك خليفة الموكل فيما وكله فيه وقال أَلَّا تَتَّخِذُوا من دُونِي وَكِيلًا فنهي أن نتخذ وكيلا غيره فكونه إلها ما هو كونه وكيلا ونحن إنما تكلمنا في الوكالة وهي الخلافة وفي الوكيل وهو الخليفة كما ينظر باعتبار آخر قوله لنا وأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فلنا الإنفاق بحكم الخلافة والإنفاق ملك لنا والإنفاق تصرف فجعلناه عن أمره وكيلا عنا في الإنفاق أي خليفة لعلمنا بأنه يعلم من مواضع التصرف ما لا نعلمه فهو المالك وهو الخليفة فما ميز الله المراتب وأبانها لنا وظهر بأسمائه في أعيانها وتجلى لنا فيها إلا لننزله في كل مرتبة رأيناه نزل فيها فنحكم عليه بما حكم به على نفسه وهذا هو أت
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن الوحي الإلهي إنما ينزل من مقام العزة الأحمى ولهذا لا يكون بالاكتساب لأنه لا يوصل إلى ذلك المقام بالتعمل ولو وصل إليه بالتعمل لم يتصف بالعزة فينزل الوحي لترتيب الأمور التي تقتضيها حكمة الوجود ولَوْ كانَ من عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً يخالف ترتيب حكمة الوجود وليس إلا من الله فهو في غاية الأحكام والإتقان الذي لا يمكن غيره فليس في الإمكان أبدع من هذا العالم لأنه أعطاه خلقه وأنزله في منزلته التي يستحقها فانظر هذه القوة الإلهية التي أعطاها الله لمن أنزل عليه الوحي الذي لو أنزل عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً من خَشْيَةِ الله فإنهم علموا قدر من أنزله فرزقهم الله من القوة ما يطيقون به حمل ذلك الجلال فإذا سمعوا في الله ما يخالف ما تجلى لهم فيه تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً وقد سمع ذلك أهل الله ورسله وما جرى عليهم شيء من ذلك لما أعطاهم من قوة العلم إذ لا أقوى من العلم فتجلى لهم في قوله لَوْ أَرادَ الله أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً ولَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخ