الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وهما الشفاعة والتجلي في الصور على طريق التحول فإذا تمكنت هذه الحالة في قلب الرجل وعرف من العلم الإلهي ما الذي دعا هؤلاء الذين صفتهم هذا وأنهم تحت قهر ما إليه يؤولون تضرعوا إلى الله في الدياجي وتملقوا له في حقهم وسألوه أن يدخلهم في رحمته إذا أخذت منهم النقمة حدها وإن كانوا عمار تلك الدار فليجعل لهم فيها نعيما به إذ كانوا من جملة الأشياء التي وسعتهم الرحمة العامة وحاشا الجناب الإلهي من التقييد وهو القائل بأن رحمته سبقت غضبه فلحق الغضب بالعدم وإن كان شيئا فهو تحت إحاطة الرحمة الإلهية الواسعة وقد قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الأنبياء صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم تقول يوم القيامة إذا سألوا في الشفاعة إن الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله‏

وهذا من أرجى حديث يعتمد عليه في هذا الباب أيضا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإن اليوم الذي أشار إليه الأنبياء هو يوم القيامة ويوم القيامة هو يوم قيام الناس من قبورهم لرب العالمين قال تعالى يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ وفي ذلك اليوم يكون الغضب من الله على أهل الغضب وأعطى حكم ذلك الغضب الأمر بدخول النار وحلول العذاب والانتقام من المشركين وغيرهم من القوم الذين يخرجون بالشفاعة والذين يخرجهم الرحمن كما

ورد في الصحيح ويدخلهم الجنة إذ لم يكونوا من أهل النار الذين هم أهلها ولم يبق في النار إلا أهلها الذين هم أهلها

فعم الأمر بدخول النار كل من دخلها من أهلها ومن غير أهلها لذلك الغضب الإلهي الذي لن يغضب بعده مثله فلو سرمد عليهم العذاب لكان ذلك عن غضب أعظم من غضب الأمر بدخولها وقد قالت الأنبياء إن الله لا يغضب بعد ذلك مثل ذلك الغضب ولم يكن حكمه مع عظم ذلك الغضب إلا الأمر بدخول النار فلا بد من حكم الرحمة على الجميع ويكفي من الشارع التعريف بقوله وأما أهل النار الذين هم أهلها ولم يقل أهل العذاب ولا يلزم من كان من أهل النار الذين يعمرونها أن يكونوا معذبين بها فإن أهلها وعمارها مالك وخزنتها وهم ملائكة وما فيها من الحشرات والحيات وغير ذلك من الحي

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!