اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

بذلك السهر في سيرك من لذة النوم والاضطجاع والسكون فوضعوا لذلك لفظا مطابقا وهو قولهم عند الصباح يحمد القوم السري والصباح عبارة عن هذا النور ومن حصل له هذا النور كان الناس فيه بين غابط وحاسد فالغابط من طلب من الله أن يكون له مثل ما حصل لهذا من هذه الحال من غير إن يسلب ذلك عن صاحبه والحاسد من يطلب زوال هذا الأمر من صاحبه ولا يتعرض في طلبه لنيله جملة واحدة فإن طلب مع طلب إزالته من ذلك نيله فبه يقع الاشتراك بين الغابط والحاسد وما يقع به الاشتراك غير ما يقع به الامتياز فطلب نيل ذلك محمود وهو الغبط وطلب إزالته مذموم وهو الحسد فلذلك فصلنا فيه هذا التفصيل وإن كان الشرع قد أطلق لفظ الحسد في موضع الغبط
فقال صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق فهو ينفق منه ويفرقه يمينا وشمالا
وفي هذا سر وتنبيه على فضل الكرم والعطاء لغير عوض فإنه من أعطى لعوض فهو شراء ليس بكرم إذ الكريم من لا يطلب المعاوضة فلذا قال يمينا وشمالا ولو عني بالشمال الإنفاق في معصية من زنا أو غيره فليس بكرم لأنه يحصل به عوضا هو أحب إليه من المال فإن قيل إن العوض له لازم فإن ا
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أنه ما من منزل من هذه المنازل التي في هذا الكتاب إلا وله هذه الدرجة وتختلف آثارها باختلاف المنازل إلا منزلا واحدا من منازل القهر وسيأتي ذكره إن شاء الله وكنا قد ذكرنا في كتاب هياكل الأنوار هذا المنزل وما يختص به وما يعطيه هيكله فلينظر هناك وهو الهيكل الثاني عشر ومائة وهذه العجالة تضيق عن أسرارها في كل منزل من هذه المنازل المودعة فيه أعني في هذا الكتاب وكذلك المنازلات والفرق بين المنزل والمنازلات ما نبينه لك وذلك أن المنزل عبارة عن المقام الذي ينزل الحق فيه إليك أو تنزل أنت فيه عليه ولتعلم الفرق بين إليك وعليه والمنازلة أن يريد هو النزول إليك ويجعل في قلبك طلب النزول عليه فتتحرك الهمة حركة روحانية لطيفة للنزول عليه فيقع الاجتماع به بين نزولين نزول منك عليه قبل إن تبلغ المنزل ونزول منه إليك أي توجه اسم إلهي
