اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

لا بلسان رسوله بل بلسان رسالته جازاه مجازاة إلهية لا تعرف يدخل تحت
قوله ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
انتهى الجزء التاسع عشر ومائة
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

من نفس الرحمن قوله وما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ هذا توحيد الأمر بالعبادة وهو من أعجب الأمور كيف يكون الأمر فيما هو ذاتي للمأمور فإن العبادة ذاتية للمخلوقين ففيم وقع الأمر بالعبادة فأما في حق المؤمنين فأمرهم إن يعبدوه من حيث أحدية العين لما قال في حق طائفة قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فما هي هذه الطائفة التي أمرت أن تعبد إلها واحدا فلا تنظروا في الأسماء الإلهية من حيث ما تدل على معان مختلفة فتتعبدهم معانيها فتكون عبادتهم معلولة حيث رأوا أن كل حقيقة منهم مرتبطة بحقيقة إلهية يتعلق افتقارها القائم بها إليها وهي متعددة فإن حقيقة الطلب للرزق إنما تعبد الرزاق وحقيقة الطلب للعافية إنما تعبد الشافي فقيل لهم لا تعبدوا إلا إلها واحدا وهو أن كل اسم إلهي وإن كان يدل على معنى يخالف الآخر فهو أيضا يدل على عين واحدة تطلبها هذه النسب المختلفة وأما من حمل العبادة هنا على الأعمال فلا معرفة له باللسان فالعمل صورة والعبادة روح لتلك الصورة العملية التي أنشأها المكلف وأم
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

من نفس الرحمن قوله فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ هذا توحيد الاستكفاء وهو من توحيد الهوية لما قال الله تعالى وتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتَّقْوى فأحالنا علينا بأمره فبادرنا لامتثال أمره فمنا من قال لو لا إن الله قد علم إن لنا مدخلا صحيحا في إقامة ما كلفنا من البر والتقوى ما أحالنا علينا ومنا من قال التعاون الذي أمرنا به على البر والتقوى أن يرد كل واحد منا صاحبه إلى ربه في ذلك ويستكفي به فيما كلفه وهو قوله اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ خطاب تحقيق واسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ خطاب ابتلاء فإذا سمع القوم اللذين قالوا إن لنا مدخلا محققا في العمل ولهذا أمرنا بالتعاون ما قاله من جعله خطاب ابتلاء أو حمله على الرد إلى الله في ذلك لما علمنا أن نقول وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ واسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وهو قول موسى لقومه مع أنهم ما طلبوا معونة الله إلا وعندهم ضرب من الدعوى ولكن أعلى من أصحاب المقام الأول وأقرب إلى الحق فتولوا عنهم في هذا النظر ولم يقولوا به فكيف حالهم مع من هو مشهده وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ