Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة بدء الخلق الروحانى ومن هو أول موجود فيه ومم وجد وفيم وجد وعلى أى مثال وجد ولم وجد وما غايته ومعرفة أفلاك العالم الأكبر والأصغر

بهم عن طريق التقديس ووقفوا مع الهوى قال الله لنا أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ الأحلام لما ملكتهم الأهواء وحجبوا عن الالتذاذ بسماع وقع الرذاذ على الأفلاذ بالطور ولكِنْ لا يَعْلَمُونَ ليتميز العالي ممن هو دونه وإلا فأية فائدة لقوله لشي‏ء إذا أراده أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ذلك الشي‏ء إلا إيجاد الأشياء على أحسن قانون فسبحان من انفرد بالإيجاد والاختراع والإتقان والإبداع‏

(وصل في دعوى المدعين) [المنافقون: من طريق الأسرار]

وإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وإِذا خَلَوْا إِلى‏ شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ الايمان في هذا المقام على خمسة أقسام إيمان تقليد وإيمان علم وإيمان عين وإيمان حق وإيمان حقيقة فالتقليد للعوام والعلم لأصحاب الدليل والعين لأهل المشاهدة والحق للعارفين والحقيقة للواقفين وحقيقة الحقيقة وهو السادس للعلماء المرسلين أصلا ووراثة منع كشفها فلا سبيل إلى إيضاحها فكانت صفات الدعاوي إذا لقوا هؤلاء الخمسة قالوا آمنا فالقلب للعوام وسر القلب لأصحاب الدليل والروح لأهل المشاهدة وسر الروح للعارفين وسر السر للواقفين والسر الأعظم لأهل الغيرة والحجاب والمنافقون تعروا عن الايمان وانتظموا في الإسلام وإيمانهم ما جاوز خزانة خيالهم فاتخذوا أصناما في ذواتهم أقاموها مقام آلهتهم ف إِذا خَلَوْا إِلى‏ شَياطِينِهِمْ قالُوا باستيلاء الغفلة عليهم وخلو المحل عن مراتب الايمان إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ فوقع عليهم العذاب من قولهم له إلى شياطينهم في حال الخلوة فلما قامت الأضداد عندهم وعاملوا الحق والباطل عاملوا الحق بستر الباطل وعاملوا الباطل بإفشاء الحق فصح لهم النفاق ولو خاطبوا ذاتهم في ذاتهم ما صح عليهم هذا ولكانوا من أهل الحقائق فأوقع الله الجواب على الاستهزاء فقال الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وهو استهزاءهم عجبا كيف قالوا إِنَّا مَعَكُمْ وهم عدم لو عاينوا إيمان الحقيقة لعاينوا لخالق في الخليقة ولا خلوا ولا نطقوا ولا صمتوا بل كانوا يقومون مقام من شاهد وهو روح جاء مع صاحب المادة فلينظر الإنسان حقيقة اللقاء فإنه مؤذن بافتراق متقدم ثم اجتمعوا بصفة لم يعرفوها بل ظهر لهم منها ظاهر حسن فتأدبوا معها ولم يطيقوا أكثر من ذلك فقالوا آمنا ثم نكسوا على رءوسهم في الخلوة مع الشيطنة وهي البعد مثل اللقاء فقالوا إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ بالصفة التي لقينا فتدبر هذه الآية من حقيقة الحقيقة عند طلوع الفجر وزوال الشك بزوال الستارة ورفع الموانع يلح لك السر في سبحان والنساء والشمس فتجد الذين لقوا كمثل الذين لقوا فتصمت وإن تكلمت هلكت وهذه حقيقة الحقيقة التي منع كشفها إلا لمن شم منها رائحة ذوقا فلا بأس فانظر وتدبر ترشد إن شاء الله تم الجزء العاشر

(الباب السادس) في معرفة بدء الخلق الروحاني‏

(بسم الله الرحمن الرحيم) ومن هو أول موجود فيه ومم وجد وفيم وجد وعلى أي مثال وجد ولم وجد وما غايته ومعرفة أفلاك العالم الأكبر والأصغر

انظر إلى هذا الوجود المحكم *** ووجودنا مثل الرداء المعلم‏

وانظر إلى خلفائه في ملكهم *** من مفصح طلق اللسان وأعجم‏

ما منهمو أحد يحب إلهه *** إلا ويمزجه بحب الدرهم‏

فيقال هذا عبد معرفة وذا *** عبد الجنان وذا عبيد جهنم‏

إلا القليل من القليل فإنهم *** سكرى به من غير حس توهم‏

فهموا عبيد الله لا يدري بهم *** أحد سواه لا عبيد المنعم‏

فأفادهم لما أراد رجوعهم *** لقصورهم من كل علم مبهم‏

علم المقدم في البسائط وحده *** وأساسه ذو عنه لم يتصرم‏

وحقيقة الظرف الذي سترته عن *** أمثاله ومثاله لم يكتم‏

والعلم بالسبب الذي وجدت له *** عين العوالم في الطراز الأقدم‏

ونهاية الأمر الذي لا غاية *** تدري له فيه العظيم الأعظم‏

وعلوم أفلاك الوجود كبيره *** وصغيره إلا على الذي لم يذمم‏

هذي علوم من تحقق كشفها *** يهدي القلوب إلى السبيل الأقوم‏

فالحمد لله الذي أنا جامع *** لعلومها ولعلم ما لم يعلم‏

[إيجاز البيان بضرب من الإجمال‏]

إيجاز البيان بضرب من الإجمال بدء الخلق الهباء وأول موجود فيه الحقيقة المحمدية الرحمانية ولا أين يحصرها لعدم التحيز ومم وجد وجد من الحقيقة المعلومة التي لا تتصف بالوجود ولا بالعدم وفيم وجد في الهباء وعلى أي مثال وجد الصورة المعلومة في نفس الحق ولم وجد لإظهار الحقائق الإلهية وما غايته التخليص من المزجة فيعرف كل عالم حظه من منشئه من غير امتزاج فغايته إظهار حقائقه ومعرفة أفلاك الأكبر من العالم وهو ما عدا الإنسان في اصطلاح الجماعة والعالم الأصغر يعني الإنسان روح العالم وعلته وسببه وأفلاكه مقاماته وحركاته وتفصيل طبقاته فهذا جميع ما يتضمنه هذا الباب‏

[الإنسان عالم صغير]

فكما إن الإنسان عالم صغير من طريق الجسم كذلك هو أيضا حقير من طريق الحدوث وصح له التأله لأنه خليفة الله في العالم والعالم مسخر له مألوه كما إن الإنسان مألوه لله تعالى واعلم أن أكمل نشأة الإنسان إنما هي في الدنيا وأما الآخرة فكل إنسان من الفرقتين على النصف في الحال لا في العلم فإن كل فرقة عالمة بنقيض حالها فليس الإنسان إلا المؤمن والكافر معا سعادة وشقاء نعيم وعذاب منعم ومعذب ولهذا معرفة الدنيا أتم وتجلى الآخرة أعلى فافهم وحل هذا القفل ولنا رمز لمن تفطن وهو لفظه بشيع شنيع ومعناه بديع‏

روح الوجود الكبير *** هذا الوجود الصغير

لولاه ما قال إني *** أنا الكبير القدير

لا يحجبنك حدوثي *** ولا الفناء والنشور

فإنني إن تأملتني *** المحيط الكبير

فللقديم بذاتي *** وللجديد ظهور

والله فرد قديم *** لا يعتريه قصور

والكون خلق جديد *** في قبضتيه أسير

فجاء من هذا إني *** أنا الوجود الحقير

وإن كل وجود *** على وجودي يدور

فلا كليلي ليل *** ولا كنوري نور

فمن يقل في عبد *** أنا العبيد الفقير

أو قال إني وجود *** أنا الوجود الخبير

فصحني ملكا تجدني *** أو سوقة ما تجور

فيا جهولا بقدري *** أنت العليم البصير

بلغ وجودي عني *** والقول صدق وزور

وقل لقومك إني *** أنا الرحيم الغفور

وقل بأن عذابي *** هو العذاب المبير

وقل بأني ضعيف *** لا أستطيع أسير

فكيف ينعم شخص *** على يدي أو يبور

بسط الباب وبيانه ومن الله التأييد والعون [المعلومات الوجودية الأربعة]

اعلموا أن المعلومات أربعة الحق تعالى وهو الموصوف بالوجود المطلق لأنه سبحانه ليس معلولا لشي‏ء ولا علة بل هو موجود بذاته والعلم به عبارة عن العلم بوجوده ووجوده ليس غير ذاته مع أنه غير معلوم الذات لكن يعلم ما ينسب إليه من الصفات أعني صفات المعاني وهي صفات الكمال وأما العلم بحقيقة الذات‏

فممنوع لا تعلم بدليل ولا ببرهان عقلي ولا يأخذها حد فإنه سبحانه لا يشبه شيئا ولا يشبهه شي‏ء فكيف يعرف من يشبه الأشياء من لا يشبهه شي‏ء ولا يشبهه شيئا فمعرفتك به إنما هي إنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ ويُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وقد ورد المنع من الشرع في التفكر في ذات الله‏

[حقيقة الحقائق‏]

(و معلوم ثان) وهو الحقيقة الكلية التي هي للحق وللعالم لا تتصف بالوجود ولا بالعدم ولا بالحدوث ولا بالقدم هي في القديم إذا وصف بها قديمة وفي المحدث إذا وصف بها محدثة لا تعلم المعلومات قديمها وحديثها حتى تعلم هذه الحقيقة ولا توجد هذه الحقيقة حتى توجد الأشياء الموصوفة بها فإن وجد شي‏ء عن غير عدم متقدم كوجود الحق وصفاته قيل فيها موجود قديم لإنصاف الحق بها وإن وجد شي‏ء عن عدم كوجود ما سوى الله وهو المحدث الموجود بغيره قيل فيها محدثة وهي في كل موجود بحقيقتها فإنها لا تقبل التجزي فما فيها كل ولا بعض ولا يتوصل إلى معرفتها مجردة عن الصورة بدليل ولا ببرهان فمن هذه الحقيقة وجد العالم بوساطة الحق تعالى وليست بموجودة فيكون الحق قد أوجدنا من موجود قديم فيثبت لنا القدم وكذلك لتعلم أيضا أن هذه الحقيقة لا تتصف بالتقدم على العالم ولا العالم بالتأخر عنها ولكنها أصل الموجودات عموما وهي أصل الجوهر وفلك الحياة والحق المخلوق به وغير ذلك وهي الفلك المحيط المعقول فإن قلت إنها العالم صدقت أو إنها ليست العالم صدقت أو إنها الحق أو ليست الحق صدقت تقبل هذا كله وتتعدد بتعدد أشخاص العالم وتتنزه بتنزيه الحق وإن أردت مثالها حتى يقرب إلى فهمك فانظر في العودية في الخشبة والكرسي والمحبرة والمنبر والتابوت وكذلك التربيع وأمثاله في الأشكال في كل مربع مثلا من بيت وتابوت وورقة والتربيع والعودية بحقيقتها في كل شخص من هذه الأشخاص وكذلك الألوان بياض الثوب والجوهر والكاغذ والدقيق والدهان من غير أن تتصف البياضية المعقولة في الثوب بأنها جزء منها فيه بل حقيقتها ظهرت في الثوب ظهورها في الكاغذ وكذلك العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر وجميع الأشياء كلها فقد بينت لك هذا المعلوم وقد بسطنا القول فيه كثيرا في كتابنا الموسوم بإنشاء الجداول والدوائر (و معلوم ثالث) وهو العالم كله الأملاك والأفلاك وما تحويه من العوالم والهواء والأرض وما فيهما من العالم وهو الملك الأكبر (و معلوم رابع) وهو الإنسان الخليفة الذي جعله الله في هذا العالم المقهور تحت تسخيره قال تعالى وسَخَّرَ لَكُمْ ما في السَّماواتِ وما في الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ فمن علم هذه المعلومات فما بقي له معلوم أصلا يطلبه فمنها ما لا نعلم إلا وجوده وهو الحق تعالى وتعلم أفعاله وصفاته بضرب من الأمثلة ومنها ما لا يعلم إلا بالمثال كالعلم بالحقيقة الكلية ومنها ما يعلم بهذين الوجهين وبالماهية والكيفية وهو العالم والإنسان‏

«وصل» [بدء العالم ومثاله: الهباء والحقيقة المحمدية]

كان الله ولا شي‏ء معه‏

ثم أدرج فيه‏

وهو الآن على ما عليه‏

كان لم يرجع إليه من إيجاده العالم صفة لم يكن عليها بل كان موصوفا لنفسه ومسمى قبل خلقه بالأسماء التي يدعونه بها خلقه فلما أراد وجود العالم وبدأه على حد ما علمه بعلمه بنفسه انفعل عن تلك الإرادة المقدسة بضرب تجل من تجليات التنزيه إلى الحقيقة الكلية انفعل عنها حقيقة تسمى الهباء هي بمنزلة طرح البناء الجص ليفتح فيها ما شاء من الأشكال والصور وهذا هو أول موجود في العالم وقد ذكره علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسهل بن عبد الله رحمه الله وغيرهما من أهل التحقيق أهل الكشف والوجود ثم إنه سبحانه تجلى بنوره إلى ذلك الهباء ويسمونه أصحاب الأفكار الهيولى الكل والعالم كله فيه بالقوة والصلاحية فقبل منه تعالى كل شي‏ء في ذلك الهباء على حسب قوته واستعداده كما تقبل زوايا البيت نور السراج وعلى قدر قربه من ذلك النور يشتد ضوءه وقبوله قال تعالى مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ فشبه نوره بالمصباح فلم يكن أقرب إليه قبولا في ذلك الهباء إلا حقيقة محمد صلى الله عليه وسلم المسماة بالعقل فكان سيد العالم بأسره وأول ظاهر في الوجود فكان وجوده من ذلك النور الإلهي ومن الهباء ومن الحقيقة الكلية وفي الهباء وجد عينه وعين العالم من تجليه وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب وأسرار الأنبياء أجمعين وأما المثال الذي عليه وجد العالم كله من غير تفصيل فهو العلم القائم بنفس الحق تعالى فإنه سبحانه علمنا بعلمه بنفسه وأوجدنا على حد ما علمنا ونحن على هذا الشكل المعين في علمه ولو لم يكن الأمر كذلك لأخذنا هذا الشكل بالاتفاق لا عن قصد لأنه لا يعلمه وما يتمكن أن تخرج صورة في الوجود بحكم الاتفاق فلو لا إن هذا الشكل المعين معلوم لله سبحانه ومراد له ما أوجدنا عليه ولم يأخذ هذا الشكل من غيره إذ قد ثبت أنه كان ولا شي‏ء معه فلم يبق إلا أن يكون‏

ما برز عليه في نفسه من الصورة فعلمه بنفسه علمه بنا أزلا لا عن عدم فعلمه بنا كذلك فمثالنا الذي هو عين علمه بنا قديم بقدم الحق لأنه صفة له ولا تقوم بنفسه الحوادث جل الله عن ذلك‏

[غاية العالم‏]

وأما قولنا ولم وجد وما غايته يقول الله عز وجل وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فصرح بالسبب الذي لأجله أوجدنا وهكذا العالم كله وخصصنا والجن بالذكر والجن هنا كل مستتر من ملك وغيره وقد قال تعالى في حق السموات والأرض ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ وكذلك قال فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وذلك لما كان عرضا وأما لو كان أمرا لأطاعوا وحملوها فإنه لا تتصور منهم معصية جبلوا على ذلك والجن الناري والإنس ما جبلا على ذلك‏

[العالم كله حي ناطق‏]

وكذلك من الإنس أصحاب الأفكار من أهل النظر والأدلة المقصورة على الحواس والضرورات والبديهيات يقولون لا بد أن يكون المكلف عاقلا بحيث يفهم ما يخاطب به وصدقوا وكذلك هو الأمر عندنا العالم كله عاقل حي ناطق من جهة الكشف بخرق العادة التي الناس عليها أعني حصول العلم بهذا عندنا غير أنهم قالوا هذا جماد لا يعقل ووقفوا عند ما أعطاهم بصرهم والأمر عندنا بخلاف ذلك فإذا جاء عن نبي أن حجرا كلمه أو كتف شاة أو جذع نخلة أو بهيمة يقولون خلق الله فيه الحياة والعلم في ذلك الوقت والأمر عندنا ليس كذلك بل سر الحياة في جميع العالم وأن كل من يسمع المؤذن من رطب ويابس يشهد له ولا يشهد إلا من علم هذا عن كشف عندنا لا عن استنباط من نظر بما يقتضيه ظاهر خبر ولا غير ذلك ومن أراد أن يقف عليه فليسلك طريق الرجال وليلزم الخلوة والذكر فإن الله سيطلعه على هذا كله عينا فيعلم إن الناس في عماية عن إدراك هذه الحقائق‏

[وجود العلم ظهور سلطان السماء]

فأوجد العالم سبحانه ليظهر سلطان الأسماء فإن قدرة بلا مقدور وجودا بلا عطاء ورازقا بلا مرزوق ومغيثا بلا مغاث ورحيما بلا مرحوم حقائق معطلة التأثير وجعل العالم في الدنيا ممتزجا مزج القبضتين في العجنة ثم فصل الأشخاص منها فدخل من هذه في هذه من كل قبضة في أختها فجهلت الأحوال وفي هذا تفاضلت العلماء في استخراج الخبيث من الطيب والطيب من الخبيث وغايته التخليص من هذه المزجة وتمييز القبضتين حتى تنفرد هذه بعالمها وهذه بعالمها كما قال الله تعالى لِيَمِيزَ الله الْخَبِيثَ من الطَّيِّبِ ويَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى‏ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ في جَهَنَّمَ فمن بقي فيه شي‏ء من المزجة حتى مات عليها لم يحشر يوم القيامة من الآمنين ولكنه منهم من يتخلص من المزجة في الحساب ومنهم من لا يتخلص منها إلا في جهنم فإذا تخلص أخرج فهؤلاء هم أهل الشفاعة وأما من تميز هنا في إحدى القبضتين انقلب إلى الدار الآخرة بحقيقته من قبره إلى نعيم أو إلى عذاب وجحيم فإنه قد تخلص فهذا غاية العالم وهاتان حقيقتان راجعتان إلى صفة هو الحق عليها في ذاته ومن هنا قلنا يرونه أهل النار معذبا وأهل الجنة منعما وهذا سر شريف ربما تقف عليه في الدار الآخرة عند المشاهدة إن شاء الله وقد نالها المحققون في هذه الدار

[العوالم العلوية والسفلية ونظائرها من الإنسان‏]

وأما قولنا في هذا الباب ومعرفة أفلاك العالم الأكبر والأصغر الذي هو الإنسان فأعني به عوالم كلياته وأجناسه وأمراؤه الذين لهم التأثير في غيرهم وجعلتها مقابلة هذا نسخة من هذا وقد ضربنا لها دوائر على صور الأفلاك وترتيبها في كتاب إنشاء الدوائر والجداول الذي بدأنا وضعه بتونس بمحل الإمام أبي محمد عبد العزيز ولينا وصفينا رحمه الله فلنلق منه في هذا الباب ما يليق بهذا المختصر فنقول إن العوالم أربعة العالم الأعلى وهو عالم البقاء ثم عالم الاستحالة وهو عالم الفناء ثم عالم التعمير وهو عالم البقاء والفناء ثم عالم النسب وهذه العوالم في موطنين في العالم الأكبر وهو ما خرج عن الإنسان وفي العالم الأصغر وهو الإنسان (فأما العالم الأعلى) فالحقيقة المحمدية وفلكها الحياة نظيرها من الإنسان اللطيفة والروح القدسي ومنهم العرش المحيط ونظيره من الإنسان الجسم ومن ذلك الكرسي ونظيره من الإنسان النفس ومن ذلك البيت المعمور ونظيره من الإنسان القلب ومن ذلك الملائكة ونظيرها من الإنسان الأرواح التي فيه والقوي ومن ذلك زحل وفلكه نظيره من الإنسان القوة العلمية والنفس ومن ذلك المشتري وفلكه نظيرهما القوة الذاكرة ومؤخر الدماغ ومن ذلك الأحمر وفلكه نظيرهما القوة العاقلة واليافوخ ومن ذلك الشمس وفلكها نظيرهما القوة المفكرة ووسط الدماغ ثم الزهرة وفلكها نظيرهما القوة الوهمية والروح الحيواني ثم الكاتب وفلكه نظيرهما القوة الخيالية ومقدم الدماغ ثم القمر وفلكه نظيرهما القوة الحسية والجوارح التي تحس فهذه طبقات العالم الأعلى ونظائره من الإنسان (و أما عالم‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!