Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة العلم القليل ومن حصَّله من الصالحين

الأنوار في مواقع النجوم أيضا فيكون إدراكهم على قدر مراتب أنوارهم فتتميز المراتب بتمييز الأنوار وتتميز الرجال بتمييز المراتب‏

[الواصلون من الأولياء إلى حقائق الأنبياء]

ومن الرجال الواصلين من ليس لهم معرفة بهذا المقام ولا بالأسماء الإلهية ولكن لهم وصول إلى حقائق الأنبياء ولطائفهم فإذا وصلوا فتح لهم باب من لطائف الأنبياء على قدر ما كانوا عليه من الأعمال في وقت الفتح فمنهم من يتجلى له حقيقة موسى عليه السلام فيكون موسوي المشهد ومنهم من يتجلى له لطيفة عيسى وهكذا سائر الرسل فينسب إلى ذلك الرسول بالوراثة ولكن من حيث شريعة محمد صلى الله عليه وسلم المقررة من شرع ذلك النبي الذي تجلى له فيجد هذا الواصل أنه كان محققا في عمله الموجب لفتحه من جهة ظاهره أو باطنه شرع نبي متقدم مثل قوله تعالى أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي فإن ذلك من شرع موسى وقرره الشارع لنا فيمن خرج عنه وقت الصلاة بنوم أو نسيان فهؤلاء يأخذون من لطائف الأنبياء عليهم السلام ولقينا منهم جماعة وليس لهؤلاء في الأنوار ولا في الأعضاء ولا في الأسماء الإلهية ذوق ولا شرب ولا شرب ومن الواصلين أيضا إلى الله تعالى الوصول الذي بيناه من يجمع الله له الجميع ومنهم من يكون له من ذلك مرتبتان وأكثر على قدر رزقه الذي قسمه الله له منه وكل إنسان من هؤلاء إذا رد إلى الخلق بالإرشاد والهداية لا يتعدى ذوقه في أي مرتبة كان والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب السادس والأربعون في معرفة العلم القليل ومن حصله من الصالحين)

العلم بالأشياء علم واحد *** والكثر في المعلوم لا في ذاته‏

والأشعري يرى ويزعم أنه *** متعدد في ذاته وصفاته‏

إن الحقيقة قد أبت ما قاله *** ولو أنه من فكره وهباته‏

الحق أبلج لا خفاء بأنه *** متوحد في عينه وسماته‏

[وحدة العلم وكثرة المعلومات‏]

قال الله عز وجل وما أُوتِيتُمْ من الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا فكان شيخنا أبو مدين يقول إذا سمع من يتلو هذه الآية القليل أعطيناه ما هو لنا بل هو معار عندنا والكثير منه لم نصل إليه فنحن الجاهلون على الدوام وقال من هذا الباب خضر لموسى عليه السلام لما رأى الطائر الذي وقع على حرف السفينة ونقر في البحر بمنقاره أ تدري ما يقول هذا الطائر في نقرة في الماء قال موسى عليه السلام لا أدري قال يا موسى يقول هذا الطائر ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا ما نقص من هذا البحر منقاري‏

والمراد المعلومات بذلك لا العلم فإن العلم لو تعدد أدى أن يدخل في الوجود ما لا يتناهى وهو محال فإن المعلومات لا نهاية لها فلو كان لكل معلوم علم لزم ما قلناه ومعلوم أن الله يعلم ما لا يتناهى فعلمه واحد فلا بد أن يكون للعلم عين واحدة لأنه لا يتعلق بالمعلوم حتى يكون موجودا وما هو ذلك العلم هل هو ذات العالم أو أمر زائد في ذلك خلاف بين النظار في علم الحق سبحانه ومعلوم أن علم الله متعلق بما لا يتناهى فبطل أن يكون لكل معلوم علم وسواء زعمت أن العلم عين ذات العالم أو صفة زائدة على ذاته إلا أن تكون ممن يقول في الصفات إنها نسب وإن كنت ممن يقول إن العلم نسبة خاصة فالنسب لا تتصف بالوجود نعم ولا بالعدم كالأحوال فيمكن على هذا أن يكون لكل معلوم علم وقد علمنا إن المعلومات لا تتناهى فالنسب لا تتناهى ولا يلزم من ذلك محال كحدوث التعلقات عند ابن الخطيب والاسترسال عند إمام الحرمين وبعد أن فهمت ما قررناه في هذه المسألة فقل بعد ذلك ما شئت من نسبة الكثرة للعلم والقلة فما وصف الله العلم بالقلة إلا العلم الذي أعطى الله عباده وهو قوله وما أُوتِيتُمْ أي أعطيتم فجعله هبة وقال في حق عبده خضر وعَلَّمْناهُ من لَدُنَّا عِلْماً وقال علم القرآن فهذا كله يدلك على أنه نسبة لأن الواحد في ذاته لا يتصف بالقلة ولا بالكثرة لأنه لا يتعدد وبهذا نقول إن الواحد ليس بعدد وإن كان العدد منه ينشأ أ لا ترى أن العالم وإن استند إلى الله ولم يلزم أن يكون الله من العالم كذلك الواحد وإن نشأ منه العدد فإنه لا يكون بهذا من العدد فالوحدة للواحد نعت نفسي لا يقبل العدد وإن أضيف إليه فإن كان العلم نسبة فإطلاق القلة والكثرة عليه إطلاق حقيقي وإن كان غير ذلك فإطلاق القلة والكثرة عليه إطلاق مجازي وكلام العرب مبني على الحقيقة والمجاز عند الناس وإن كنا قد خالفناهم في هذه المسألة بالنظر إلى القرآن فإنا ننفي أن يكون في القرآن مجاز بل في كلام العرب وليس هذا موضع شرح هذه المسألة

[العلم الوهبي والعلم الكسبي‏]

والذي يتعلق بهذا الباب علم‏

الوهب لا علم الكسب فإنه لو أراد الله العلم المكتسب لم يقل أُوتِيتُمْ بل كان يقول أوتيتم الطريق إلى تحصيله لا هو وكان يقول في خضر وعَلَّمْناهُ طريق اكتساب العلوم لم يقل شيئا من هذا ونحن نعلم أن ثم علما اكتسبناه من أفكارنا ومن حواسنا وثم علما لم نكتسبه بشي‏ء من عندنا بل هبة من الله عز وجل أنزله في قلوبنا وعلى أسرارنا فوجدناه من غير سبب ظاهر وهي مسألة دقيقة فإن أكثر الناس يتخيلون أن العلوم الحاصلة عن التقوى علوم وهب وليست كذلك وإنما هي علوم مكتسبة بالتقوى فإن التقوى جعلها الله طريقا إلى حصول هذا العلم فقال إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وقال واتَّقُوا الله ويُعَلِّمُكُمُ الله كما جعل الفكر الصحيح سببا لحصول العلم لكن بترتيب المقدمات كما جعل البصر سببا لحصول العلم بالمبصرات والعلم الوهبي لا يحصل عن سبب بل من لدنه سبحانه فاعلم ذلك حتى لا تختلط عليك حقائق الأسماء الإلهية فإن الوهاب هو الذي تكون أعطياته على هذا الحد بخلاف الاسم الإلهي الكريم والجواد والسخي فإنه من لا يعرف حقائق الأمور لا يعرف حقائق الأسماء الإلهية ومن لا يعرف حقائق الأسماء الإلهية لا يعرف تنزيل الثناء على الوجه اللائق به فلهذا نبهتك لتنتبه فلا تكونن من الجاهلين‏

[النبوات كلها علوم وهبية لا مكتسبة]

فالنبوات كلها علوم وهبية لأن النبوة ليست مكتسبة فالشرائع كلها من علوم الوهب عند أهل الإسلام الذين هم أهله وأريد بالاكتساب في العلوم ما يكون للعبد فيه تعمل كما إن الوهب ما ليس للعبد فيه تعمل وإنما قلنا هذا من أجل الاستعدادات التي جعلت العالم يقبل هذا العلم الوهبي والكسبي فإنه لا بد من الاستعداد فإن وجد بعض الاستعدادات مما يتعمل الإنسان في تحصيلها كان العلم الحاصل عنها مكتسبا كمن عمل بما علم فأورثه الله علم ما لم يكن يعلم وأشباه ذلك فالشرائع كلها علوم وهبية وممن حصل علوم وهب مما ليس بشرع جماعة قليلة من الأولياء منهم الخضر على التعيين فإنه قال من لدنه والذي عرفناه من الأنبياء عليهم السلام آدم والياس وزكريا ويحيى وعيسى وإدريس وإسماعيل وإن كان قد حصله جميع الأنبياء عليهم السلام ولكن ما ذكرنا منهم إلا من حصل لنا التعريف به وسموا لنا من الوجه الذي نأخذ عن الله تعالى منه فلهذا سمينا هؤلاء ولم نذكر غيرهم فأما قوله تعالى وما أُوتِيتُمْ من الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا فليس بنص في الوهب ولكن له وجهان وجه يطلبه أوتيتم ووجه يطلبه قليلا من الاستقلال أي ما أعطيتم من العلم إلا ما تستقلون نجمله وما لا تطيقونه ما أعطيناكموه فإنكم ما تستقلون به فيدخل في هذا العطاء علوم النظر فإنها علوم تستقل العقول بإدراكها

[العلم المحدث وتعلقه بما لا يتناهي من المعلومات‏]

واختلف أصحابنا في العلم المحدث هل يتعلق بما لا يتناهى من المعلومات أم لا فمن منع أن تعرف ذات الله منع من ذلك ومن لم يمنع من ذلك لم يمنع حصوله ولكن ما نقل إلينا إنه حصل لأحد في الدنيا وما أدري في الآخرة ما يكون فإنا قد علمنا أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد علم علم الأولين والآخرين وقد قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه إنه يحمد الله غدا يوم القيامة بمحامد عند ما يطلب من الله عز وجل فتح باب الشفاعة أخبر أن الله تعالى يعلمه إياها في ذلك الوقت لا يعلمها الآن فلو علمها غيره لم يصدق‏

قوله علمت علم الأولين والآخرين‏

وهو صلى الله عليه وسلم الصادق في قوله فحصل من هذا إن أحدا لم يتعلق علمه بما لا يتناهى ولهذا ما تكلم الناس إلا في إمكانه هل يمكن أم لا وما كل ممكن واقع ووقوع الممكنات من المسائل المغلقة وكيف يكون ثم ممكن ولا يقع وهو المعقول عندنا في كل وقت فإن ترجيح أحد الممكنين أو الممكنات يمنع من وقوع ما ليس بمرجح في الحال فإن كان الذي لم يقع في الوجود من الممكنات مرجحا عدم وقوعه في الوجود فيكون عدمه مرجحا فقد وقع الممكن فإنه لا يلزم فيه من حيث الإمكان إلا اتصافه بكونه مرجحا سواء ترجح عدمه أو وجوده وإذا كان كذلك فقد وقع كل ممكن بلا شك وإن لم تتناه الممكنات فإن الترجيح ينسحب عليها وهي مسألة دقيقة فإن الممكنات وإن كانت لا تتناهى وهي معدومة فإنها عندنا مشهودة للحق عز وجل من كونه يرى فإنا لا نعلل الرؤية بالوجود وإنما نعلل الرؤية للأشياء بكون المرئي مستعد القبول تعلق الرؤية به سواء كان معدوما أو موجودا وكل ممكن مستعد للرؤية فالممكنات وإن لم تتناه فهي مرئية لله عز وجل لا من حيث نسبة العلم بل من نسبة خري تسمى رؤية كانت ما كانت قال تعالى أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ الله يَرى‏ ولم يقل هنا أ لم يعلم بأن الله يعلم وقال تَجْرِي بِأَعْيُنِنا أي بحيث نراها وقال أيضا لموسى وهارون إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وأَرى‏ والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الرابع والعشرون‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!