Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة من كُتب له كتاب العهد الخالص لا يشقى

فإن تعدى إلى ثان فإن له *** من نفسه وله الإسعاد في النادي‏

تساعد العلم وقتا إذ يساعدها *** العلم وقتا فإسعاد بإسعاد

لا تَعْلَمُونَهُمُ الله يَعْلَمُهُمْ *** علم كمعرفة والحكم للبادي‏

[إن السبب الكشف العرفانى هو الطمع الطبيعي في الربوبية]

اعلم أيدنا الله وإياك أن الذي أوجب الكشوف العرفاني الطمع الطبيعي في الربوبية ليشهد ما هو عليه الرب من الصفات المؤثرة في الأكوان فيظهر بها في ربوبيته عن كشف وتحقيق فلا نتعدى بالصفة أثرها فإن الأسماء الإلهية تتقارب وربما يتخيل من لا كشف له عليها ولا ذوق له فيها إنها متداخلة أو مترادفة وإنما هي في أنفسها مشتبهة ولا يصل إلى تحقيق ذلك أحد إلا بالكشف إلا أن هنا دقيقة وهي أن نسبة ذلك الاسم الإلهي إلى الرب تعالى ما يكون على مثل نسبته إلى المخلوق فإن الأمور إذا نسبت إلى شي‏ء تختلف نسبتها باختلاف من تنسب إليه وإن كان معنى ذلك الاسم المنسوب على حقيقة واحدة فإذا اطلع أهل الكشف من نفوسهم على تهيؤ المحال التي تتأثر لها يشوقها ذلك إلى تحصيل الوجوه التي تبقي عليها الأدب مع الله إذا أثرت بها لأنها قد علمت بالخبر الإلهي أنها مخلوقة على الصورة الإلهية وأن الخلافة ما صحت لها إلا بالصورة وأن كل إنسان ما هو على الصورة فإنه ثم إنسان حيوان وإنسان خليفة ولم يعلم هذا الإنسان الطالب أي إنسان هو هل هو الحيوان أو الإمام فأوجب له هذا الاطلاع أن يطلب من الحق تجليا خاصا في ربوبيته ويرى انفعال الأكوان عنه كما قال الصديق ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله فيرى صدور الأكوان عنه في الأكوان ويرى صورة التعلق وهل يكون الحق في ذلك التحلي على صورة ما يتكون عنه أو على صورة النسبة التي يكون بها التي يقول للشي‏ء كن فيكون ذلك الشي‏ء ويرى من أين يقبل المأمور بالتكوين التكون هل يقبله من أمر وجودي أم لا فإذا ظهر هل يظهر بصورة الاسم الذي قال به الحق له كن أو يكون هو عين الصورة التي قال بها كن فكانت في حق الحق أسماء وفي جوهر المكون فيه خلقا وصورة وإذا كانت بهذه المثابة فهل تبقي تلك الصورة الاسمية على ما شهدها في الحق أو تظهر بذلك الاسم في صورة أخرى لتكوين عين أخرى لاختلاف الأمثال لما بينهم من التميز الذي به يقال هذا ليس هذا أو هذا مثل هذا كل هذا يطلبه العارف حتى يقف عليه من نفسه وهذا هو الشخص الذي يدعو إلى الله على بصيرة ويكون من نفسه على بصيرة ويرى تأثير الخلق في الخلق هل هو أمر صحيح أو هو تأثير حق في خلق أو خلق في حق أو حق في حق أو هو المجموع أو لا أثر في نفس الأمر وإن ظهر أنه أثر كما تقدم في الرؤية هل المرئي الحق أو نفس الرائي وليس هذا مع ثبوت مرئي لا يعرف ما هو كذلك ربما يكون ثبوت أثر في الكشف وفي الوقوع فإن جعلنا محله حقا أو خلقا لم يصدق هذا الجعل وما ثم إلا حق وخلق فأين محل الأثر وهذا من أشكل ما تروم النفس تحصيله فإذا اطلع العارف على الوجه الصحيح انتقل من درجة المعرفة إلى درجة العلم فكان عالما إلهيا بعد ما كان عارفا ربانيا ولا يقال إلهي إلا فيمن هذه صفته فإن له الأمر العام الجامع فإذا نظرت إليه قلت إنه حق ثم تنظر إليه فنقول إنه خلق ثم تنظر إليه فتقول لا حق ولا خلق ثم تنظر إليه فتقول حق خلق فتحار فيه حيرتك في الله فحينئذ تعرف أنه قد حصل الصورة وأنه فارق الإنسان الحيوان ومتى لم يعرف الإنسان هذا من نفسه ذوقا وحالا وكشفا وشهودا فليس بالإنسان المخلوق على الصورة الذي له الإمامة في الكون صاحب العهد فإن الله لا ينال عهده الظالمون وليس عهده سوى صورته فاعلم ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الرابع والأربعون وأربعمائة في معرفة منازلة من كتب له كتاب العهد الخالص لا يشقى»

ليس يمحو الله خيرا قد كتب *** هكذا دل دليلي فوجب‏

وكذا حكم تجليه فما *** يتجلى ثم من بعد احتجب‏

كل ما أعطاك علما لا ترى *** بعد هذا العلم جهلا ينقلب‏

ولهذا عملوا واجتهدوا *** فلهذا الرب ف اسْجُدْ واقْتَرِبْ‏

يحكم الجود به من نفسه *** ما له من ذاته حكم غصب‏

فيكون الكل في رحمته *** بامتنان ووجوب قد كتب‏

يطمع الشيطان في رحمته *** وكذا حكم عبيد يكتسب‏

[الإخلاص في الدين‏]

قال الله تعالى أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ألا إنه العهد الذي خلص لنفسه في وفاء العبد به ما استخلصه العبد من الشيطان ولا من الباعث عليه من خوف ولا رغبة ولا جنة ولا نار فإنه قد يكون الباعث للمكلف مثل هذه الأمور في الوفاء بعهد الله فيكون العبد من المخلصين ويكون الدين بهذا الحكم مستخلصا من حد من يعطي المشاركة فيه فيميل العبد به عن الشريك ولهذا قال فيه حُنَفاءَ لِلَّهِ أي مائلين به إلى جانب الحق الذي شرعه وأخذه على المكلفين من جانب الباطل إذ قد سماهم الحق مؤمنين في كتابه فقال في طائفة إنهم آمَنُوا بِالْباطِلِ وكَفَرُوا بِاللَّهِ فكساهم حلة الايمان فما الايمان خصوص بالسعداء ولا الكفر خصوص بالأشقياء فوقع الاشتراك وتميزه قرائن الأحوال فلم يبق يعرف الايمان من الكفر ولا الايمان من الايمان ولا الكفر من الكفر إلا بلابسه فالعهد الخالص هو الذي لما أخذ الله من بَنِي آدَمَ من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ ثم ولد كل بنى آدم على الفطرة وهوقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كل مولود يولد على الفطرة

وهو الميثاق الخالص لنفسه الذي ما ملكه أحد غصبا فاستخلص منه بل لم يزل خالصا لنفسه في نفس الأمر طاهرا مطهرا ولكن هنا نكتة لا يمكن إظهارها كما كان الحق منزها لنفسه ما هو منزه لتنزيه عباده ولهذا قال من قال من العارفين سبحاني فإذا ولد المولود ونشأ محفوظا قبل التكليف كسهل بن عبد الله وأبي يزيد البسطامي ومن اعتنى الله به من أمثالهما ممن كان من الناس قبلهما وبعدهما وفي زمانهما ممن لم يصل إلينا خبره كما وصل إلينا خبر هذين السيدين ولم يرزأه في عهده هذا بشي‏ء مما ذكرناه آنفا فبقي عهده على أصله خالصا وهو الدين الخالص لا المخلص فقام بالعبد من غير استخلاص فما هو من العباد الذين أمروا أن يعبدوا الله مخلصين إذ لا فعل لهم في الاستخلاص بل لم يعرفوا إلا هذا الدين الخالص من غير شوب خالطه حتى يستخلصوه منه فيكونون مخلصين هذا لم يذوقوا له طعما مثل ما ذاقه الغير ومن كان هذا حاله من الدين فهو صاحب العهد الخالص ف لا يَشْقى‏ فإنه لا يشقى إلا أهل المكابدة والمجاهدة في استخلاص الدين ممن أمرهم الله أن يستخلصوه منه وليس على الحقيقة إلا هوى أنفسهم وهؤلاء في المرتبة الثانية من السعادة والطبقة الأولى هم الذين يغبطهم الأنبياء والشهداء أصحاب المنابر يوم القيامة المجهولون في الدنيا فهم لا يشفعون ولا يستشفعون ولا يرون للشفاعة قدرا في جنب ما هم فيه من الحال الطاهر القدوس لا المقدس ومن هذا المقام قال أبو يزيد لو شفعني الله في جميع الخلائق يوم القيامة لم يكن ذلك عندي بعظيم لأنه ما شفعني إلا في لقمة طين يعني خلق آدم من طين ونحن منه كما قال من نَفْسٍ واحِدَةٍ خلقت تلك النفس من طين فانظر ما أعجب إشارة أبي يزيد وإياك أن يخطر لك في هذا الرجل احتقار منه للمقام المحمود الذي لمحمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يوم القيامة وأنه يفتح فيه أمر الشفاعة وهو مقام جليل‏

[المقام المحمود والشفاعة]

واعلم أنه ما سمي مَقاماً مَحْمُوداً لمجرد الشفاعة بل لما فيه من عواقب الثناء الإلهي الذي يثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بها على ربه عز وجل مما لا يعلم بذلك الثناء الخاص اليوم فما حمد إلا من أجل الله لا من أجل الشفاعة ثم جاءت الشفاعة تبعا في هذا المقام فيقال له عند فراغه من الثناء سل تعطه واشفع تشفع فيشفع في الشافعين أن يشفعوا فيبيح الله الشفاعة للشافعين عند ذلك فيشفعون فلا يبقى ملك ولا رسول ولا مؤمن إلا ويشفع ممن هو من أهل الشفاعة وأهل العهد الخالص على منابرهم لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ على نفوسهم ولا على أحد لأنهم لم يكن لهم تبع في الدنيا وكل من كان له تبع في الدنيا فإنه وإن أمن على نفسه فإنه لا يأمن على من بقي وعلى تابعه لكونه لا يعلم هل قصر وفرط فيما أمره به أم لا فيحزنه الفزع الأكبر عليه تقول بعض النساء من العارفين لجماعة من رجال الله أ رأيتم لو لم يخلق جنة ولا نارا أ ليس هو بأهل أن يعبد تشير هذه المرأة إلى الدين الخالص وهو هذا المقام وهي رابعة العدوية ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ من يَشاءُ ويقول فيه أبو يزيد الأكبر لا صفة لي فلو استخلص عهده لكان مخلصا وإذا كان مخلصا كان ذا صفة فلم يصدق في قوله وهو عندنا صادق وهذه الطائفة هم الذين عمهم قوله تعالى رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ وهذا العهد الخالص فأمسكه الله عليهم فَمِنْهُمْ من قَضى‏ نَحْبَهُ أي من وفى بعهده فإن النحب العهد ومِنْهُمْ من يَنْتَظِرُ



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!