Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة لو كنت عند الناس كما أنت عندى ما عبدونى

الحدود على المتعدي بأمر الحق لا بنفسه ولهذا ليس للعبد أن يوقت حدا ولا يشرعه وأما في الوعيد إذا لم يكن حدا مشروعا وكان لك الخيار فيه وعلمت إن تركه خير من فعله عند الله فلك أن لا تفي به وأن تتصف بالخلف فيه مثل‏

قوله من حلف على يمين فرأى خيرا منها فليكفر عن يمينه‏

وليأت الذي هو خير قال تعالى ولا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ والسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا قال الشاعر

وإني إذا أوعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادى ومنجز موعدي‏

وإنما عوقب بالكفارة لأنه أمر بمكارم الأخلاق واليمين على ترك فعل الخير من مذام الأخلاق فعوقب بالكفارة وهو عندنا على غير الوجه الذي هو عند العامة من الفقهاء فإن الله قد جعل لنا عينا ننظره به وهو أن المسي‏ء في حقنا الذي خيرنا الله بين جزائه بما أساء وبين العفو عنه أنه لما أساء إلينا أعطانا من خير الآخرة ما نحن محتاجون إليه حتى لو كشف الله الغطاء بيننا وبين ما لنا من الخير في الآخرة في تلك المساءة حتى نراه عيانا لقلنا إنه ما أحسن أحد في حقنا ما أحسن هذا الذي قلنا عنه إنه أساء في حقنا فلا يكون جزاؤه عندنا الحرمان فنعفو عنه فلا نجازيه ونحسن إليه مما عندنا من الفضل على قدر ما تسمح به نفوسنا فإنه ليس في وسعنا ولا يملك مخلوق في الدنيا ما يجازى به من الخير من أساء إليه ولا يجد ذلك الخير ممن أحسن إليه في الدنيا ومن كان هذا عقده ونظره كيف يجازي المسي‏ء بالسيئة إذا كان مخيرا فيها فلما آلى وحلف من أسي‏ء إليه فما وفى المسي‏ء حقه وإن لم يقصد المسي‏ء إيصال ذلك الخير إليه ولكن الايمان قصده فينبغي له أن يدعو له إن كان مشركا بالإسلام وإن كان مؤمنا بالتوبة والصلاح ولو لم يكن ثم إخبار من الله بالخير الأخروي لمن أسي‏ء إليه إذا صبر ولم يجاز لكان المقرر في العرف بين الناس كافيا فيما في التجاوز والعفو والصفح عن المسي‏ء فإن ذلك من مكارم الأخلاق ولو لا إساءة هذا المسي‏ء إلى ما اتصفت أنا ولا ظهرت مني هذه المكارم من الأخلاق كما أني لو عاقبته انتفت عني هذه الصفات في حقه وكنت إلى الذم أقرب مني إلى أن أحمد على العقاب فكيف والشرع قد جاء في ذلك بأن أجر من يعفو ويتجاوز ولا يجازي أنه على الله فقد علمت إن‏

قوله وقتا وفيت ووقتا لم أف‏

إن ذلك راجع للوعد والوعيد بوجه وراجع لما في خلق الله من الوفاء وعدم الوفاء من كونهم ما فعلوا الذي فعلوه إلا بمشيئة الله فهو بالأصالة إليه ولهذا قال فلا تعترض إلا أن يكون الحق هو المعترض بأمره إياك أن تعترض فاعترض فإنه لا فرق عند ذلك بين أن تعترض أو تقيم الحد إذا كنت من أولي الأمر فيمن عين لك أن تقيمه حتى لو تركته لكنت عاصيا مخالفا أمر الله فالمؤمن العالم المستبرئ لنفسه لا يفوته أمثال هذه المشاهد والمواقف فإنه لا يزال باحثا عن مكارم الأخلاق حتى يتصف بها ويقوم فيها قيام الأدباء الأمناء ويراعون الشريعة في ذلك فرب مكرمة عرفا لا تكون مكرمة شرعا فلا تجعل أستاذك إلا الحق المشروع فإذا أمرك فامتثل أمره وإذا نهاك فانته عما نهاك وإذا خيرك فاعمل الأحب إليه والأرجح والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السادس والثلاثون وأربعمائة في معرفة منازلة لو كنت عند الناس كما أنت عندي ما عبدوني»

لو أن جنسك والأكوان أجمعها *** يدرون منك الذي أدريه ما عبدوا

سواك إذ كنت مشهودا لهم وأنا *** غيب ولو لا وجود الغيب ما جحدوا

إني حجبتك عن قوم بصورتك الدنيا *** ولو علموا القصوى لما عبدوا

أو أنهم علموا الأسماء ما وقفوا *** مع المثال ولم يصرفهم الجسد

ولا تغير أحوال تقوم بهم *** ولا تراكب أضداد ولا عدد

وكل ذلك مخصوص بصورتنا *** وليس ينكره في ذاتنا أحد

لكنهم غلطوا فينا وقام بهم *** لمثلهم حين لم أعصمهمو حسد

[اختلاف الخلفاء على حسب مراتبهم‏]

قال الله عز وجل وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ وقال إِنِّي جاعِلٌ في الْأَرْضِ خَلِيفَةً وقال لبعض خلفائه ولا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ ومن‏

هنا تعرف مراتب الناس من الخلفاء وأن الخلفاء يفضل بعضهم بعضا وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الله خلق آدم على صورته وما خلقه حتى استوى على العرش وما استوى على العرش إلا الرحمن‏

ولما عمت رحمة الله أبا يزيد البسطامي ولم ير للكون فيها أثرا يزيل عنها حكم العموم قال للحق لو علم الناس منك ما أعلم ما عبدوك وقال له الحق تعالى يا أبا يزيد لو علم الناس منك ما أعلم لرجموك‏

[لا بد للخليفة أن يكسو صفة الله ونعته‏]

فاعلم أن الذي يريد أن يستنيب في عباده من يقوم فيهم مقامه لا بد أن يكسوه صفته ونعته فيكون الخليفة هو الظاهر والذي استخلفه الباطن فيكون كسور الأعراف باطنه فيه الرحمة لأنه الحق الذي غلبت رحمته غضبه وظاهره من قبله العذاب فما العذاب في ظاهره وإنما العذاب قبله فيراه قبلا ممن استخلف عليهم وقد حد الحق حدودا له يعاملهم بها ليكون إذا قام بها عند المؤمن بها وبه محمودا لا يتطرق إليه ذم كما لا يتطرق لمن استخلفه ف من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله فلا يذمه إلا من لا يعرفه ولا يعرف الله فالراحم منا من له رحمتان رحمة طبيعية وهي ذاتية له اقتضاها مزاجه ورحمة موضوعة فيه من الله بخلقه على الصورة وهذه الرحمة تتضمن مائة رحمة التي لله فإن لله مائة رحمة بعدد أسمائه فإن له تعالى تسعة وتسعين اسما ظاهرة وأخفى المائة للوترية فإنه يحب الوتر لأنه وتر فلكل اسم رحمة وإن كان من أسمائه المنتقم ففي انتقامه رحمة سأذكرها في باب الأسماء الإلهية من هذا الكتاب إن شاء الله فللرحيم من العباد مائة رحمة ورحمة من أجل الوترية فإنه يحب الوتر لأنه يحب الله ودرجات الجنة مائة درجة لكل درجة رحمة وللنار مائة درك في كل درك رحمة مبطونة تظهر لمن هو في ذلك الدرك بعد حين فإن الغضب مغلوب وبالرحمة مسبوق فما يظهر في محل إلا والرحمة قد سبقته إلى ذلك المحل فيغالبها فتغلبه لأن الدفع أهون من الرفع فلا حكم للغضب في المغضوب عليه إلا زمان المغالبة خاصة فإن هذا المحل هو ميدانهما فينال هذا المحل من المشقة فيما يطرأ بين الرحمة والغضب بقدر ما تدوم المحاربة بينهما إلى وقت غلبة الرحمة وبالرحمة الطبيعية تقع الشفاعة من الشافعين لا بالرحمة الموضوعة فإن الرحمة الإلهية الموضوعة يصحبها في العبد العزة والسلطان فهي لا عن شفقة والرحمة الطبيعية عنها تكون الشفقة ولو لم تصحب الرحمة الإلهية العزة وتتنزه عن الشفقة ما عذب الله أحدا من خلقه أصلا فهذه الرحمة التي يجدها العبد على خلق الله هي حكم الرحمة الطبيعية لا الرحمة الموضوعة فإن الرحمة الموضوعة لا تقوم إلا بالخلفاء أ لا ترى الإنسان إذا رأى الخليفة يعاقب ويظلم ويجور على الناس كيف يجد الشفقة على المظلومين المعاقبين ويقول ما عنده رحمة ولو قمت أنا مقامه لرحمتهم ولرفعت هذا الظلم عنهم فإذا ولي هذا القائل ذلك‏

المنصب حجبه الله عن الرحمة الطبيعية التي تورث الشفقة وجعل فيه الرحمة التي تصحبها العزة والسلطان فيرحم بالمشيئة لا بالشفقة ولا للحاجة لأنه العزيز الغني في نفسه فيظلم ويعاقب ربما أكثر من الآخر الذي كان يذمه على ذلك قبل حصوله في مقام الخلافة فإذا قيل له في ذلك يقول والله ما أدري إذا لم يكن عالما فإني لا أجد في نفسي إلا ما ترون والآن قام لي عذر الذي تقدمني فيما كان يفعله وكنت أجد عليه في ذلك وأخبرني صادق أن مثل هذا وقع من الإمام الناصر لدين الله رحمه الله أحمد بن الحسن مع أبيه المستضى‏ء بحضور الوزير وإنه عتب مع الوزير في حق أبيه فلما أفضت إليه الخلافة ظهر منه ما ظهر من أبيه مما أخذه عليه فنبهه الوزير على قوله فقال الحال الذي كنت أجده في ذلك الوقت ذهب عني وما أجد الساعة إلا ما ترى أثره والآن قام عندي عذر أبي رحمه الله فمضمون هذه المنازلة أن الله أنشأ المحمدي على ما أنشأ عليه محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فأنشأه بالمؤمنين رءوفا رحيما وأرسله رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ حتى إن دعاءه على رعل وذكوان من الرحمة بهم لئلا يزيدوا طغيانا فيزدادوا من الله بعدا ومن رحمته‏

قال لأزيدن على السبعين أو قال لو علمت إن الله يغفر لهم لزدت على السبعين إذ قيل له إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ الله لَهُمْ‏

فلو عرف الناس من محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما علم الله منه بما جبله الله عليه ما عبد الله أحد بما كلفه بل كان الناس يتبعون أهواءهم بعلم لأن الله ما أخذ من اتبع هواه إلا لكونه اتبع هواه بغير علم فحرمان الجهل أوقع بهم قال تعالى بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ ومن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بغير علم وقوله تعالى لداود عليه السلام ولا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله ولم يقل عن الله وسبيل الله ما شرعه لدار القرار التي هي محل سعادتك وأما تمام الآية



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!