Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة من لم يفهم لا يُوصل إليه شىء

أنه قال إنما الأعمال بالنيات وإنما لامرئ ما نوى‏

فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ثم يضاف إلى هذه الأجور قدر كرم المعطي وغناه وهذا يدخل تحت‏

قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

يعني من المجزيين وتحت قوله وزيادة من قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى‏ وزِيادَةٌ وهذه الزيادة ما عينها الحق لاحد وأكد هذا الأجر على غيره ممن له أجر على الله بالوقوع وهو الوجوب فإن الأجر قد يقتضيه الكرم من غير وجوب وقد يقتضيه الوجوب والذي يقتضيه الوجوب أعلى كما إن الفرائض أعلى وأحب إلى الله من النوافل‏

صح في الخبر أن الله تعالى يقول ما نقرب إلى أحد بأحب إلي مما افترضته عليه فجعله أحب إليه ثم قال ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه وبصره‏

فهذا نتيجة النوافل فما ظنك بنتيجة الفرائض وهي أن يكون العبد سمع الحق وبصره وقد بينا صورة ذلك فيما تقدم فيريد الحق بإرادة العبد وهذا المقام ذكرته العرب في حق محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وفي النوافل يريد العبد بإرادة الحق ويظهر معنى ما ذهبنا إليه في اتصاف الحق بنعوت المخلوق وفي الوجه الآخر اتصاف العبد بصفات الحق وهذا في الشرع موجود

«النوع الثالث» ممن أجره على الله وهو من عفا عمن أساء إليه وأصلح‏

يعني حال من أساء إليه بالإحسان فأصلح منه ما كان أوجب الإساءة إليه منه فما أراد هنا بأصلح إلا هذا ولا يحصل في هذا المقام إلا من له همة عالية فإن الله قد أباح له أن يجازي المسي‏ء بإساءته على وزنها فأنف على نفسه أن يكون محلا للاتصاف بما سماه الحق سيئة

نفس الكريم كريمة في كل ما *** تجري به الأهواء والأقدار

والله يحكم في النفوس بقدرها *** وهو الذي من حكمه يختار

فيجي‏ء ذو اللب المجوز عقله *** غير الذي حكمت به فيحار

يقول الله تعالى في هذا المقام ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ يعني قوله وأصلح السَّيِّئَةَ ... فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وما يُلَقَّاها يعني هذه الصفة إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا حبسوا أنفسهم عن أن يجاز والمسي‏ء بإساءته إساءة ولو علم الناس قدر ما نبهنا عليه في هذه المسألة ما جازى أحد من أساء إليه بإساءة فما كنت ترى في العالم إلا عفوا مصلحا لكن الحجب على أعين البصائر كثيفة وليست سوى الأغراض واستعجال التشفي والمؤاخذة ولو نظر هذا الناظر لما أساء هو على الله في رد ما كلفه به وركوبه الخطر في ذلك وإمهال الحق له وتجاوزه عنه في هذه الدار حتى يكون هو الذي يكشف نفسه حتى تقام عليه الحدود ويرمي نفسه في المهالك كما قال الصاحب لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه في المعترف بالزنى وإن الملائكة الكتاب لا يكتبون على العبد من أفعاله السيئة إلا ما تكلم بها وهو قوله ما يَلْفِظُ من قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وهو الكاتب وإن كانوا يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ ما قال يكتبون ثم إنه من كرم الله إن الكشف أعطى وقد ورد به خبر أن العبد إذا عمل السيئة قال الملك لصاحبه الذي أمره الحق أن يستأذنه في كتاب السيئة أ أكتب فيقول له لا تكتب وأنظره إلى ست ساعات من وقت عمله السيئة فإن تاب أو استغفر فلا تكتبها وإن مرت عليه ست ساعات ولم يستغفر فاكتبها سيئة واحدة

ولا نكتبها إلا إذا تلفظ بها بأن يقول فعلت كذا أو تكون السيئة في القول فتكتب بعد مضى هذا القدر من الزمان وأي مؤمن تمضي عليه ست ساعات لا يستغفر الله فيها فلهذا النوع أجر على الله من وجهين أجر العفو وأجر العفو من الله كثير فإنه من الأضداد وأجر الإصلاح وهو الإحسان إليه المزيل لما قام به من الموجب للاساءة إليه والله يحب المحسنين ولو لم يكن في إحسانه المعبر عنه بالإصلاح إلا حصول حب الله إياه الذي لا يعدله شي‏ء لكان عظيما فيكون أجر من هذا صفته على الله أجر محب لمحبوب وكفى بما تعطيه منزلة الحب فما يقدر أحد أن يقدر أجر ما يعطيه المحب لمحبوبه فهذا قد أومأنا إلى من له أجر على الله بأوجز عبارة طلبا للاختصار فإن المقام عظيم والمنازلة كبيرة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن عشر وأربعمائة في معرفة منازلة من لم يفهم لا يوصل إليه شي‏ء»

من يفهم الأمر فذاك الذي *** خاطبه الرحمن من كل عين‏

وهو الذي دار عليه الورى *** وهو الذي في حكمه كل أين‏

إن إياسا خص من بأقل *** لما حوته حكمة القبضتين‏

قد أوضح الله لنا حكمه *** في كل ما في الكون من فرقتين‏

والضد لا يعرفه ضده *** والحق معلوم لنا دون مين‏

قد ثبت المثل له وانتفى *** عني ذاك المثل من بعد بين‏

قال الله تعالى وقالُوا قُلُوبُنا في أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ‏

[الكلام ما هو]

اعلم أن الكلام على قسمين كلام في مواد تسمى حروفا وهو على قسمين إما مرقومة أعني الحروف وتسمى كتابا أو متلفظا بها وتسمى قولا وكلاما والنوع الثاني كلام ليس في مواد فذاك الكلام الذي لا يكون في مواد يعلم ولا يقال فيه يفهم فيتعلق به العلم من السامع الذي لا يسمع بآلة بل يسمع بحق مجرد عن الآلة كما إذا كان الكلام في غير مادة فلا يسمع إلا بما يناسبه والذي في المادة يتعلق به الفهم وهو تعلق خاص في العلم فإذا علم السامع اللفظة من اللافظ بها أو يرى الكتابة فإن علم مراد المتكلم في تلك الكلمة مع تضمنها في الاصطلاح معاني كثيرة خلاف مراد المتكلم بها فذلك الفهم وإن لم يعلم مراد المتكلم من تلك الكلمة على التفصيل واحتمل عنده فيها وجوه كثيرة مما تدل عليه تلك الكلمة ولا يعلم على التعيين مراد المتكلم من تلك الوجوه ولأهل أرادها كلها أو أراد وجها واحدا أو ما كان فمع هذا العلم بمدلول تلك الكلمة لا يقال فيه إنه أعطى الفهم فيها وإنما أعطى العلم بمدلولاتها كلها لعلمه بالاصطلاح لأن المتكلم بها عند السامع الغالب عليه أمران الواحد القصور عن معرفة مدلولات تلك الكلمة في اللسان والأمر الآخر أنه وإن عرف جميع مدلولاتها فإنه لا يتكلم بها إلا لمعنى تقتضيه قرينة الحال فالذي يفهم مراده بها فذلك الذي أوتي الفهم فيها ومن لم يعلم ذلك فما فهم فكان المتكلم ما أوصل إليه شيئا في كلامه ذلك وأما كلام الله إذا نزل بلسان قوم فاختلف أهل ذلك اللسان في الفهم عن الله ما أراده بتلك الكلمة أو الكلمات مع اختلاف مدلولاتها فكل واحد منهم وإن اختلفوا فقد فهم عن الله ما أراده فإنه عالم بجميع الوجوه تعالى وما من وجه إلا وهو مقصود لله تعالى بالنسبة إلى هذا الشخص المعين ما لم يخرج من اللسان فإن خرج من اللسان فلا فهم ولا علم وكذلك أصحاب الأخذ بالإشارات فإن إدراكهم لذلك في باب الإشارات في كلام الله تعالى خاصة فهم فيه لأنه مقصود لله تعالى في حق هذا المشار إليه بذلك الكلام وكلام المخلوق ما له هذه المنزلة فمن أوتي الفهم عن الله من كل وجه فقد أوتي الحكمة وفصل الخطاب وهو تفصيل الوجوه والمرادات في تلك الكلمة ومن أوتي الحكمة فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً فكثره لما فيها من الوجوه فمن كان قلبه في كن أو كان عليه قفل أو كان أعمى البصيرة أو كان صاديا أو كان على قلبه ران فإن الله قد حال بينه وبين الفهم عن الله تعالى وإن تأوله ولهذا يتخذ آيات الله هزوا ودينه لهوا ولعبا لعدم فهمه عن الله ما خاطب به عباده فلهذا قال من لم يفهم لم يوصل إليه شي‏ء فأما الران فهو صدأ وطخاء وليس إلا ما تجلى في مرآة القلب من صور ما لم يدع الله إلى رؤيتها وجلاؤها من ذلك بالذكر والتلاوة وأما الكن فهو كالمقصورات في الخيام فهو في بيت الطبيعة مشغول بأمه ما عنده خبر بأبيه الذي هو روح الله فلا يزال في ظلمة الكن وهي حجاب الطبيعة فهو في حجابين كن وظلمة فهو يسمع ولا يفهم كما قال الله فيهم ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وهُمْ لا يَسْمَعُونَ أي لا يفهمون وأما أن يكون في أذنيه وقر أو صمم فإن كان وقر فهو ثقل الأسباب الدنياوية التي تصرفه عن الآخرة وإن كان طخاء فهو قساوة قلبه إن يؤثر فيه قبول ما يخطر له حديث النفس من النظر والإصغاء إلى هذا الداعي الذي هو الشارع وهو قوله تعالى والْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ حتى لا يسمعوا دعاء فلا يرجعون ولا يعقلون لأنه بلسانهم خاطبهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ فَأَصَمَّهُمْ الله وأَعْمى‏ أَبْصارَهُمْ وختم على ألسنتهم فما تلفظوا بما دعاهم إليه أن يتلفظوا به وأما القفل فهو لأهل الاعتذار يوم القيامة يقولون نحن ما قفلنا على قلوبنا وإنما وجدناها مقفلا عليها وهذا من الجدال الذي قال الله عنهم فيه‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!