Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة من اطلع على المقام المحمدىّ ولم ينله من الأقطاب

(بسم الله الرحمن الرحيم)

(الباب الثامن والثلاثون في معرفة من اطلع على المقام المحمدي ولم ينله من الأقطاب)

بين النبوة والولاية فارق *** لكن لها الشرف الأتم الأعظم‏

يعنو لها الفلك المحيط بسره *** وكذلك القلم العلي الأفخم‏

إن النبوة والرسالة كانتا *** وقد انتهت ولها السبيل الأقوم‏

وأقام بيتا للولاية محكما *** في ذاته فله البقاء الأدوم‏

لا تطلبنه نهاية يسعى لها *** فيكون عند بلوغه يتهدم‏

صفة الدوام لذاته نفسية *** فهو الولي فقهره متحكم‏

يأوي إليه نبيه ورسوله *** والعالم الأعلى ومن هو أقدم‏

[الرسالة والنبوة والولاية]

ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي‏

الحديث بكماله فهذا الحديث من أشد ما جرعت الأولياء مرارته فإنه قاطع للوصلة بين الإنسان وبين عبوديته وإذا انقطعت الوصلة بين الإنسان وبين عبوديته من أكمل الوجوه انقطعت الوصلة بين الإنسان وبين الله فإن العبد على قدر ما يخرج به عن عبوديته ينقصه من تقريبه من سيده لأنه يزاحمه في أسمائه وأقل المزاحمة الاسمية فأبقى علينا اسم الولي وهو من أسمائه سبحانه وكان هذا الاسم قد نزعه من رسوله وخلع عليه وسماه بالعبد والرسول ولا يليق بالله أن يسمى بالرسول فهذا الاسم من خصائص العبودية التي لا تصح أن تكون للرب وسبب إطلاق هذا الاسم وجود الرسالة والرسالة قد انقطعت فارتفع حكم هذا الاسم بارتفاعها من حيث نسبتها بها من الله‏

[رسالة التبليغ والنقل‏]

ولما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في أمته من يجرع مثل هذا الكأس وعلم ما يطرأ عليهم في نفوسهم من الألم لذلك رحمهم فجعل لهم نصيبا ليكونوا بذلك عبيد العبيد فقال للصحابة ليبلغ الشاهد الغائب فأمرهم بالتبليغ كما أمره الله بالتبليغ لينطلق عليهم أسماء الرسل التي هي مخصوصة بالعبيد وقال صلى الله عليه وسلم رحم الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها

يعني حرفا حرفا وهذا لا يكون إلا لمن بلغ الوحي من قرآن أو سنة بلفظه الذي جاء به وهذا لا يكون إلا لنقلة الوحي من المقرءين والمحدثين ليس للفقهاء ولا لمن نقل الحديث على المعنى كما يراه سفيان الثوري وغيره نصيب ولا حظ فيه فإن الناقل على المعنى إنما نقل إلينا فهمه في ذلك الحديث النبوي ومن نقل إلينا فهمه فإنما هو رسول نفسه ولا يحشر يوم القيامة فيمن بلغ الوحي كما سمعه وأدى الرسالة كما يحشر المقرئ والمحدث الناقل لفظ الرسول عينه في صف الرسل عليهم السلام فالصحابة إذا نقلوا الوحي على لفظه فهم رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون رسل الصحابة وهكذا الأمر جيلا بعد جيل إلى يوم القيامة فإن شئنا قلنا في المبلغ إلينا أنه رسول الله وإن شئنا أضفناه لمن بلغ عنه وإنما جوزنا حذف الوسائط لأن رسول الله كان يخبره جبريل عليه السلام وملك من الملائكة ولا نقول فيه رسول جبريل وإنما نقول فيه رسول الله كما قال الله تعالى مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله والَّذِينَ مَعَهُ وقال عز وجل ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ من رِجالِكُمْ ولكِنْ رَسُولَ الله مع قوله نَزَلَ به الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى‏ قَلْبِكَ ومع هذا فما أضافه الله إلا إلى نفسه‏

[الولاية والعبودية]

فهذا القدر بقي لهم من العبودية وهو خير عظيم امتن به عليهم ومهما لم ينقله الشخص بسنده متصلا غير منقطع فليس له هذا المقام ولا شم له رائحة وكان من الأولياء المزاحمين الحق في الاسم الولي فنقصه من عبوديته بقدر هذا الاسم فلهذا اسم المحدث بفتح الدال أولى به من اسم الولي فإن مقام الرسالة لا يناله أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بقدر ما بيناه فهو الذي أبقاه الحق تعالى علينا ومن هنا تعرف مقام شرف العبودية وشرف المحدثين نقلة الوحي بالرواية ولهذا اشتد علينا غلق هذا الباب وعلمنا إن الله قد طردنا من حال العبودية الاختصاصية التي كان ينبغي لنا أن نكون عليها وأما النبوة فقد بينا هالك فيما تقدم في باب معرفة الأفراد وهم أصحاب الركاب‏

[الصلاة المقسومة بين العبد والرب‏]

ثم إنه تعالى من باب طردنا من العبودة ومقامها

قال تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين‏

ومن نحن حتى‏

تقع القسمة بيننا وبينه وهو السيد الفاعل المحرك الذي يقولنا في قولنا إِيَّاكَ نَعْبُدُ وأمثال ذلك مما أضافه إلينا وقد علمنا أن نواصينا بيده في قيامنا وركوعنا وسجودنا وجلوسنا وفي نطقنا يقول العبد الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يقول الله حمدني عبدي تفضلا منه فإنه من قوله بهذه اللفظة وما قدره حتى بقول السيد قال عبدي وقلت له هذا حجاب مسدل فينبغي للعبد أن يعرف أن لله مكرا خفيا في عباده وكل أحد يمكر به على قدر علمه بربه فيأخذ هذا التكريم الإلهي ابتداء من الله مدرجا في نعمة فإذا صلى وتلا قال الحمد لله يقولها حكاية من حيث ما هو مأمور بها لتصح عبوديته في صلاته ولا ينتظر الجواب ولا يقول ليجاب بل يشتغل بما كلفه سيده به من العمل حتى يكون ذلك الجواب والإنعام من السيد لا من كونه قال فإن القائل على الحقيقة خالق القول فيه فنسلم من هذا المكر وإن كان منزلة رفيعة ولكن بالنظر إلى من هو في غير هذه المنزلة ممن نزل عنها

[الإرث المحمدي الموصول‏]

فما ورثنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المقام الذي أغلق بابه دوننا إلا ما ذكرناه من عناية الحق بمن كشف له عن ذلك ورزقه علم نقل الوحي بالرواية من كتاب وسنة فما أشرف مقام أهل الرواية من المقرءين والمحدثين جعلنا الله ممن اختص بنقله من قرآن وسنة فإن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته والحديث مثل القرآن بالنص فإنه صلى الله عليه وسلم ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‏ وممن تحقق بهذا المقام معنا أبو يزيد البسطامي كشف له منه بعد السؤال والتضرع قدر خرق الإبرة فأراد أن بضع قدمه فيه فاحترق فعلم أنه لا ينال ذوقا وهو كمال العبودة وقد حصل لنا منه صلى الله عليه وسلم شعرة وهذا كثير لمن عرف فما عند الخلق منه إلا ظله ولما أطلعني الله عليه لم يكن عن سؤال وإنما كان عن عناية من الله ثم إنه أيدني فيه بالأدب رزقا من لدنه وعناية من الله بي فلم يصدر مني هناك ما صدر من أبي يزيد بل اطلعت عليه وجاء الأمر بالرقي في سلمة فعلمت إن ذلك خطاب ابتلاء وأمر ابتلاء لا خطاب تشريف على أنه قد يكون بعض الابتلاء تشريفا فتوقفت وسألت الحجاب فعلم ما أردت فوضع الحجاب بيني وبين المقام وشكر لي ذلك فمنحني منه الشعرة التي ذكرناها اختصاصا إلهيا فشكرت الله على الاختصاص بتلك الشعرة غير طالب بالشكر الزيادة وكيف أطلب الزيادة من ذلك وأنا أسأل الحجاب الذي هو من كمال العبودية فسرت في العبودة وظهر سلطانها وحيل بيني وبين مرتبة السيادة لله الحمد على ذلك وكم طلبت إليها وما أجبت وهكذا إن شاء الله أكون في الآخرة عبدا محضا خالصا ولو ملكني جميع العالم ما ملكت منه إلا عبوديته خاصة حتى يقوم بذاتي جميع عبودية العالم‏

[ولي الله‏]

وللناس في هذا مراتب فالذي ينبغي للعبد أن لا يزيد على هذا الاسم غيره فإن أطلق الله ألسنة الخلق عليه بأنه ولي الله ورأى أن الله قد أطلق عليه اسما أطلقه تعالى على نفسه فلا يسمعه ممن يسميه به إلا على أنه بمعنى المفعول لا بمعنى الفاعل حتى يشم فيه رائحة العبودية فإن بنية فعيل قد تكون بمعنى الفاعل وإنما قلنا هذا من أجل ما أمرنا أن نتخذه سبحانه وكيلا فيما هو له مما نحن مستخلفون فيه فإن في مثل هذا مكرا خفيا فتحفظ منه ويكفي من التنبيه الإلهي العاصم من المكر كونك مأمورا بذلك فامتثل أمره واتخذه وكيلا لا تدعى الملك فإن الله تولاك فإنه قال وهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ واسم الصالح من خصائص العبودية ولهذا وصف محمد صلى الله عليه وسلم نفسه بالصلاح فإنه ادعى حالة لا تكون إلا للعبيد الكمل فمنهم من شهد له بها الحق عز وجل بشرى من الله فقال في عبده يحيى عليه السلام نَبِيًّا من الصَّالِحِينَ وقال في نبيه عيسى عليه السلام وكَهْلًا ومن الصَّالِحِينَ وقال في إبراهيم عليه السلام وإِنَّهُ في الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ من أجل الثلاثة الأمور التي صدرت منه في الدنيا وهي قوله عن زوجته سارة إنها أخته بتأويل وقوله إِنِّي سَقِيمٌ اعتذارا وقوله بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ إقامة حجة فبهذه الثلاثة يعتذر يوم القيامة للناس إذا سألوه أن يسأل ربه فتح باب الشفاعة فلهذا ذكر صلاحه في الآخرة إذ لم يؤاخذه بذلك كما قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ وقال عَفَا الله عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ فقدم البشرى قبل العتاب وهذه الآية عندنا بشرى خاصة ما فيها عتاب بل هو استفهام لمن أنصف وأعطى أهل العلم حقهم وأما سليمان وأمثاله عليهم السلام فأخبرنا الحق أنه قال وأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحِينَ وإن كانوا صالحين في نفس الأمر عند الله فهم بين سائل في الصلاح ومشهود له به مع كونه نعتا عبوديا لا يليق بالله فما ظنك بالاسم الولي الذي قد تسمى الله به بمعنى الفاعل فينبغي أن لا ينطلق ذلك‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!