Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الأقطاب العيسويين وأسرارهم

في جنسهم كذلك نحن مع الأنبياء فيما يكون للاتباع من خرق العوائد ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ما مشى في الهواء إلا محمولا على البراق كالراكب وعلى الرفرف كالمحمول في المحفة فأظهر البراق والرفرف صورة المقام الذي هو عليه في نفسه بأنه محمول في نفسه ونسبة أيضا إلهية من قوله تعالى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ ومن قوله ويَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فالعرش محمول فهذا حمل كرامة بالحاملين وحال راحة ومجد وعز للمحمولين وقد قررنا لك في غير موضع أن المحمول أعلى من غير المحمول في هذا المقام وأمثاله وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله مما اختص به الحملة وإن كان جميع الخلق محمولين ولكن لم يكشف ذلك الحمل لكل أحد وإن كان الحمل على مراتب حمل عن عجز وحمل عن حقيقة كحمل الأثقال وحمل عن شرف ومجد فالعناية بهذه الطائفة أن يكونوا محمولين ظاهرا كما هو الأمر في نفسه باطنا لتبريهم من الدعوى كما قررناه في بابه‏

[علامات العيسويين‏]

وللعيسويين همة فعالة ودعاء مقبول وكلمة مسموعة ومن علامة العيسويين إذا أردت أن تعرفهم فتنظر كل شخص فيه رحمة بالعالم وشفقة عليه كان من كان وعلى أي دين كان وبأية نحلة ظهر وتسليم لله فيهم لا ينطقون بما تضيق الصدور له في حق الخلق أجمعين عند خطابهم عباد الله ومن علامتهم أنهم ينظرون من كل شي‏ء أحسنه ولا يجري على ألسنتهم إلا الخير واشتركت في ذلك الطبقة الأولى والثانية فالأولى مثل ما

روى عن عيسى عليه السلام أنه رأى خنزيرا فقال له أنج بسلام فقيل له في ذلك فقال أعود لساني قول الخير

وأما الثانية

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الميتة حين مر عليها ما أحسن بياض أسنانها وقال من كان معه ما أنتن ريحها

وأن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان قد أمر بقتل الحيات على وجه خاص وأخبر أن الله يحب الشجاعة ولو على قتل حية ومع هذا فإنه كان بالغار في منى وقد نزلت عليه سورة والمرسلات وبالمرسلات يعرف الغار إلى الآن دخلته تبركا فخرجت حية وابتدر الصحابة إلى قتلها فأعجزهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وقاها شركم كما وقاكم شرها

فسماه شرا مع كونه مأمورا به مثل قوله تعالى في القصاص وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فسمى القصاص سيئة وندب إلى العفو فما وقعت عينه صلى الله عليه وسلم إلا على أحسن ما كان في الميتة فهكذا أولياء الله لا ينظرون من كل منظورا لا أحسن ما فيه وهم العمي عن مساوي الخلق لا عن المساوي لأنهم مأمورون باجتنابها كما هم ضم عن سماع الفحشاء كما هم البكم عن التلفظ بالسوء من القول وإن كان مباحا في بعض المواطن هكذا عرفناهم فسبحان من اصطفاهم واجتباهم وهداهم إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ فهذا مقام عيسى عليه السلام في محمد صلى الله عليه وسلم لأنه تقدمه بالزمان ونقلت عنه هذه الأحوال قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم حين ذكر في القرآن من ذكر من النبيين وعيسى في جملة من ذكر عليهم السلام أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وإن كان مقام الرسالة يقتضي تبيين الحسن من القبيح ليعلم كما قال تعالى لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فإن بين السوء في حق شخص فبوحي من الله كما قال في شخص بئس أين العشيرة والخضر قتل الغلام وقال فيه طبع كافر أو أخبر لو تركه بما يكون منه من السوء في حق أبويه وقال ما فعلت ذلك عن أمري فالذي للرجال من ذواتهم القول الحسن والنظر إلى الحسن والإصغاء بالسمع إلى الحسن فإن ظهر منهم وقتا ما خلاف هذا من نبي أو ولي مرجوم فذلك عن أمر إلهي ما هو لسانهم فهذا قد ذكرنا من أحوال العيسويين ما يسره الله على لساني والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب السابع والثلاثون في معرفة الأقطاب العيسويين وأسرارهم)

فاعلم أيدك الله بروح القدس أن‏

القطب من ثبتت في الأمر أقدامه *** والعيسوى الذي يبديه قدامه‏

والعيسوى الذي يوما له رفعت *** بين النبيين في الإشهاد أعلامه‏

وجاءه من أبيه كل رائحة *** كالمسك في شمها بالوحي أعلامه‏

له الحياة فيحيي من يشاء بها *** فلا يموت ولا تفنيه أيامه‏

فلو تراه وقد جاءته آيته *** تسعى لتظهر في الأكوان أحكامه‏

مواجها بلسان أنت قلت لهم *** بأنك الله وهو الله علامة

جوابه قيل ما قد قيل فاعف ولا *** تنظر لجرم الذي أرداه إجرامه‏

صلى عليه إله الخلق من رجل *** أعطى وأعطى الذي أعطاه إكرامه‏

[الميراثان: الروحاني والمحمدي‏]

اعلم أيدك الله بروح القدس إنا قد عرفناك إن العيسوى من الأقطاب هو الذي جمع له الميراثان الميراث الروحاني الذي يقع به الانفعال والميراث المحمدي ولكن من ذوق عيسى عليه السلام لا بد من ذلك وقد بينا مقاماتهم وأحوالهم فلنذكر في هذا الباب نبذا من أسرارهم‏

[سريان الحال عن طريق اللمس أو المعانقة]

فمنها أنهم إذا أرادوا أن يعطوا حالا من الأحوال التي هم عليها وهي تحت سلطانهم لما يرون في ذلك الشخص من الاستعداد إما بالكشف وإما بالتعريف الإلهي فيلمسون ذلك الشخص أو يعانقونه أو يقبلونه أو يعطونه ثوبا من لباسهم أو يقولون له ابسط ثوبك ثم يغرفون له مما يريدون أن يعطوه والحاضر ينظر أنهم يغرفون في الهواء ويجعلونه في ثوبه على قدر ما يحد لهم من الغرفات ثم يقولون له ضم ثوبك مجموع الأطراف إلى صدرك أو ألبسه على قدر الحال التي يحبون أن يهبوه إياها فأي شي‏ء فعلوا من ذلك سرى ذلك الحال في ذلك الشخص المأمور المراد به من وقته لا يتأخر وقد رأينا ذلك لبعض شيوخنا جاء لأقوام من العامة فيقول لي هذا شخص عنده استعداد فيقرب منه فإذا لمسه أو صربه بصدره في ظهره قاصدا أن يهبه ما أراد سرى فيه ذلك الحال من ساعته وخرج مما كان فيه وانقطع إلى ربه وكان أيضا له هذه الحال مكي الواسطي المدفون بمكة تلميذ أزدشير كان إذا أخذه الحال يقول لمن يكون حاضرا معه عانقني أو تعرف الحاضر أمره فإذا رآه متلبسا بحاله عانقة فيسري ذلك الحال في هذا الشخص ويتلبس به شكى جابر بن عبد الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يثبت على ظهر الفرس فضرب في صدره بيده فما سقط عن ظهر فرس بعد ونخس رسول الله صلى الله عليه وسلم مركوبا كان تحت بعض أصحابه بطيئا يمشي به في آخر الناس فلما نخسه لم يقدر صاحبه على إمساكه وكان يتقدم على جميع الركاب وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بطيئا لأبي طلحة يوم أغير على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق ذلك الفرس إنا وجدناه لبحرا فما سبق بعد ذلك‏

وشكى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة أنه ينسى ما يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا أبا هريرة ابسط رداءك فبسط أبو هريرة رداءه فاغترف رسول الله صلى الله عليه وسلم غرفة من الهواء أو ثلاث غرفات وألقاها في رداء أبي هريرة وقال له ضم رداءك إلى صدرك فضمه إلى صدره فما نسي بعد ذلك شيئا يسمعه‏

وهذا كله من هذا المقام‏

[السببية والنسب الأسمائية]

فانظر في سر هذا الأمر أنه ما ظهر شي‏ء من ذلك إلا بحركة محسوسة لإثبات الأسباب التي وضعها الله ليعلم أن الأمر الإلهي لا ينخرم وأنه في نفسه على هذا الحد فيعرف العارف من ذلك نسب الأسماء الإلهية وما ارتبط بها من وجود الكائنات وأن ذلك تقتضيه الحضرة الإلهية لذاتها فنصرف العالم المحقق بهذه الأمور والتنبيهات الإلهية على إن الحكمة فيما ظهر وأن ذلك لا يتبدل وأن الأسباب لا ترفع أبدا وكل من زعم أنه رفع سببا بغير سبب فما عنده علم لا بما رفع به ولا بما رفع فلم يمنح عبد شيئا أفضل من العلم والعمل به وهذه أحوال الأدباء من عباد الله تعالى‏

[إعجاز البيان وإعجاز القرآن‏]

ومن أسرارهم أيضا أنهم يتكلمون في فصول البلاغة في النطق ويعلمون إعجاز القرآن ولم يعلم منهم ولا حصل لهم من العلم بلسان العرب والتحقق به على الطريقة المعهودة من قراءة كتب الأدب ما يعلم أنهم حصل لهم ذلك من هذه الجهة بل كان ذلك لهم من الهبات الإلهية بطريق خاص يعرفونه من نفوسهم إذا أعطوا العبارة عن الذي يرد عليهم في بواطنهم من الحقائق وهم أميون وإن أحسنوا الكتابة من طريق النقش ولكن هم عوام الناس فينطقون بما هو خارج في المعتاد عن قوتهم إذ لم يكونوا من العرب وإن كانوا من العرب فلم يكونوا إلا بالنسب لا باللسان فيعرف الإعجاز فيه منه فمن هنالك يعرف إعجاز القرآن وذلك قول الحق قيل لي في بعض الوقائع أ تعرف ما هو إعجاز القرآن قلت لا قال كونه إخبارا عن حق التزم الحق يكن كلامك معجزا فإن المعارض للقرآن أول ما يكذب فيه أنه يجعله من الله وليس من الله فيقول على الله ما لا يعلم فلا يثمر ولا يثبت فإن الباطل زهوق لا ثبات له ثم يخبر في كلامه عن‏

أمور مناسبة للسورة التي يريد معارضتها بأمور تناسبها في الألفاظ مما لم يقع ولا كانت فهي باطل والباطل عدم والعدم لا يقاوم الوجود والقرآن إخبار عن أمر وجودي حق في نفس الأمر فلا بد أن يعجز المعارض عن الإتيان بمثله فمن التزم الحق في أفعاله وأقواله وأحواله فقد امتاز عن أهل زمانه وعن كل من لم يسلك مسلكه فأعجز من أراد التصور على مقامه من غير حق‏

[أبو عبد الله الغزال وشيخه ابن العريف‏]

ومن أسرارهم أيضا علم الطبائع وتأليفها وتحليلها ومنافع العقاقير يعلم ذلك منها كشفا خرج شيخنا أبو عبد الله الغزال كان بالمرية رحمه الله في حال سلوكه من مجلس شيخه أبي العباس بن العريف وكان ابن العريف أديب زمانه فهو بالأحرش بطريق الصماد حية إذ رأى أعشاب ذلك المرج كلها تخاطبه بمنافعها فتقول له الشجرة أو النجم خذني فإني أنفع لكذا وأدفع من المضار كذا حتى ذهل وبقي حائرا من نداء كل شجرة منها تحببا له وتقربا منه فرجع إلى الشيخ وعرفه بذلك فقال له الشيخ ما لهذا خدمتنا أين كان منك الضار النافع حين قالت لك الأشجار إنها نافعة ضارة فقال يا سيدي التوبة قال له الشيخ إن الله فتنك واختبرك فإني ما دللتك إلا على الله لا على غيره فمن صدق توبتك أن ترجع إلى ذلك الموضع فلا تكلمك تلك الأشجار التي كلمتك إن كنت صادقا في توبتك فرجع أبو عبد الله الغزال إلى الموضع فما سمع شيئا مما كان قد سمعه فسجد لله شكرا ورجع إلى الشيخ فعرفه فقال الشيخ الحمد لله الذي اختارك لنفسه ولم يدفعك إلى كون مثلك من أكوانه تشرف به وهو على الحقيقة يشرف بك فانظر همته رضي الله عنه‏

[الأسباب كتجليات للحق من خلف حجابها]

وإذا علم أسرار الطبائع ووقف على حقائقها علم من الأسماء الإلهية التي علمها الله آدم عليه السلام نصفها وهي علوم عجيبة لما أطلعنا الله عليها من هذه الطريقة رأينا أمرا هائلا وعلمنا من سر الله في خلقه وكيف سر الاقتدار الإلهي في كل شي‏ء فلا شي‏ء ينفع إلا به ولا يضر إلا به ولا ينطق إلا به ولا يتحرك إلا به وحجب العالم بالصور فنسبوا كل ذلك إلى أنفسهم وإلى الأشياء والله يقول يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله وكلامه حق وهو خبر ومثل هذه الأخبار لا يدخلها النسخ فلا فقر إلا إلى الله ففي هذه الآية تسمى الله بكل شي‏ء يفتقر إليه ومن هذا الباب يكون الفقير من يفتقر إلى كل شي‏ء ولا يفتقر إليه شي‏ء فيتناول الأسباب على أوضاعها الحكمية لا يخل بشي‏ء منها وهذا الذوق عزيز ما رأينا أحدا عليه فيمن رأيناه ولا نقل إلينا سماعا لا في المتقدم ولا في المتأخر لكن رأينا ونقل إلينا عن جماعة إثبات الأسباب وليس من هذا الباب فإن الذي نذكره ونطلبه سريان الألوهية في الأسباب أو تجليات الحق خلف حجاب الأسباب في أعيان الأسباب أو سريان الأسباب في الألوهية هذا هو الذي لم نجد له ذائقا إلا قول الله تعالى فهي الآية اليتيمة في القرآن لا يعرف قدرها إذ لا قيمة لها وكل ما لا قيمة له ثبت بالضرورة أنه مجهول القدر ولو اعتقدت فيه النفاسة

[النشأتان: الطبيعية والروحانية]

ومن أسرارهم أيضا معرفة النشأتين في الدنيا وهي النشأة الطبيعية والنشأة الروحانية وما أصلهما ومعرفة النشأتين في الدار الآخرة الطبيعية والروحانية وما أصلهما ومعرفة النشأتين نشأة الدنيا ونشأة الآخرة فهي ستة علوم لا بد من معرفتها

[العبودة البشرية والقوى الإلهية]

ومن أسرارهم أنه ما منهم شخص كمل له هذا المقام إلا ويوهب ستمائة قوة إلهية ورثها من جده الأقرب لأبيه فيفعل بها بحسب ما تعطيه فإن شاء أخفاها وإن شاء أظهرها والإخفاء أعلى فإن العبودة إنما تأخذ من القوي ما تستعين بها على أداء حق أوامر سيدها لثبوت حكم عبوديتها وكل قوة تخرجه عن هذا الباب بالقصد فليس هو مطلوبا لرجال الله فإنهم لا يزاحمون ذا القوة المتين فإن الله ما طلب منهم أن يطلبوا العون منه إلا في عبادته لا أن يظهروا بها ملوكا أربابا كما زعمت طائفة من أهل الكتاب ممن اتخذوا عيسى ربا قالوا إن محمدا يطلب منا أن نعبده كما عبدنا عيسى فأنزل الله تعالى قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‏ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا الله ولا نُشْرِكَ به شَيْئاً ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً من دُونِ الله‏

[معارج العيسويين‏]

ومن أسرارهم أيضا أنهم لا يتعدون في معارجهم من حيث أبيهم السماء الثانية إلا أن يتوجهوا إلى الجد الأقرب فربما ينتهي بعضهم إلى السدرة المنتهى وهي المرتبة التي تنتهي إليها أعمال العباد لا تتعداها ومن هناك يقبلها الحق وهي برزخها إلى يوم القيامة الذي يموت فيه صاحب ذلك العمل ويكفي هذا القدر من علم أسرار هذه الجماعة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء العشرون‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!