Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سرّين من أسرار المغفرة من الحضرة المحمدية

كل موضع ورد فإن الناس تفرقوا في ذلك فرقا والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ويَهْدِي من يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏

«الباب الرابع والأربعون وثلاثمائة في معرفة منزل سرين من أسرار المغفرة وهو من الحضرة المحمدية»

رأيت رجالا لا يرون بكافر *** ولا كاذب والشأن صدق وإيمان‏

فقلت لهم كفوا عن الزور أنه *** مقام ولكن فيه بخس ونقصان‏

فما كل عين في الوجود مغاير *** ولا كل كون ما سوى الله إنسان‏

ولكنه منه كبير مقدم *** ومنه صغير فيه حق وبهتان‏

فلو لا وجودي لم يكن ثم عالم *** ولا كانت أسماء ولا كانت أعيان‏

وكان وحيد الذات ليس بخالق *** ولا مالك يقضي بذلك برهان‏

ودل دليل العقل في كل حالة *** بأن إله الخلق في الخلق محسان‏

[إن لله رحمة عامة ورحمة خاصة]

قد قدمنا إن لله رحمة عامة ورحمة خاصة وإن الله خص هذه الأمة برحمة خاصة

فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن أمتي أمة مرحومة ليس عليها في الآخرة عذاب إنما عذابها في الدنيا الزلازل والقتل والبلاء خرج هذا الحديث البيهقي في كتاب الأدب‏

له في باب المؤمن قل ما يخلو من البلاء لما يراد به من الخير من طريق أبي القاسم علي بن محمد بن على الأيادي عن أبي جعفر عبد الله بن إسماعيل إملاء عن إسماعيل ابن إسحاق القاضي عن محمد بن أبي بكر عن معاذ بن معاذ عن المسعودي عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الحديث وكلهم قالوا حدثنا إلا المسعودي فإنه عنعنة ولا البيهقي فإنه قال أخبرنا وفي الباب عن أبي بردة قال كنت جالسا عند ابن زياد وعنده عبد الله بن يزيد فجعل يؤتى برءوس الخوارج قال وكانوا إذا مروا برأس قلت إلى النار قال فقال لي لا تفعل يا ابن أخي فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول يكون عذاب هذه الأمة في دنياها

وقد ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنه قال أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم‏

ولم يخصص صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أمة من أمة فإنه ما قال ناس من أمتي فهذه رحمة عامة فيمن ليس من أهل النار

ثم قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فأماتهم الله فيها إماتة

فأكده بالمصدر فهذا كله قبل ذبح الموت وإنما أماتهم حتى لا يحسوا بما تأكل النار منهم فإن النفوس التامة هي الموحدة المؤمنة فيمنع التوحيد والايمان قيام الآلام والعذاب بها والحواس أعني الجسوم كلها مطيعة لله فلا تحس بآلام الإحراق الذي يصيرهم حمما فإن الميت لا يحس بما يفعل به وإن كان يعلمه فما كل ما يعلم يحس به فرفع الله العذاب عن الموحدين والمؤمنين وإن دخلوا النار فما أدخلهم الله النار إلا لتحقق الكلمة الإلهية ويقع التمييز بين الذين اجترحوا السيئات وبين الذين عملوا الصالحات فهذا حديث صحيح يعم الناس ويبقى العذاب على أهل النار الذين هم أهلها يجري إلى أجل مسمى عند الله إلى أن تذكرهم ملائكة العذاب التسعة عشر فإن الملائكة إذا شفعت لم تشفع هذه التسعة عشر فتتأخر شفاعتهم إلى أوان اتصافهم بالرحمة عند ما يرتفع شهودهم غضب الله إيثارا منهم لجناب الله على الخلق فإن الملائكة تشفع يوم القيامة يقول الله شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون وبقي أرحم الراحمين فيشفع عند شديد العقاب والمنتقم وهذا من باب شفاعة الأسماء الإلهية فيخرج من النار كل موحد وحد الله من حيث علمه لا من حيث إيمانه وما له عمل خير غير ذلك لكنه عن غير إيمان فلذلك اختص الله به وهذا الصنف من الموحدين هم الذين شهدوا مع شهادة الله سبحانه والملائكة أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فمن هناك سبقت لهم العناية بالاشتراك في الشهادة ولم يعرفهم إلا الله وحده والملائكة وإن عرفتهم فإن الملائكة تحت أمر الله كالثقلين فيحترمون جناب الله ويؤثرونه على هؤلاء فلا يقدمون على الشفاعة فيهم لمخالفتهم أمر الله وعدم قبولهم الايمان فينفرد الله وحده سبحانه من كونه أرحم الراحمين بإخراج هؤلاء من النار ويترك أهلها فيها على حالهم إلى تجليه في صورة الرضاء وعموم حكم الرحمة المركبة في عالم التركيب وشفاعة ملائكة العذاب فحينئذ يتغير الحال على أهل النار كما ذكرناه من المحرور والمقرور

[أن الموازنة بحكم الاعتدال معقولة غير موجودة الحكم‏]

واعلم أن الموازنة بحكم الاعتدال معقولة غير موجودة الحكم لأنه لو كان لها حكم‏

ما كان التكوين واقعا لأن حكمها الاعتدال والاعتدال يقابل الميل ولا يكون التكوين إلا بالميل ولما علم النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من الله أنه ما أوجد العالم إلا بترجيح أحد الإمكانين‏

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لقاضي الدين إذا وزنت فارجح‏

فإن الممكن الوجهان فيه على السواء فما أوجده الله إلا بالترجيح ثم إن الله ذكر عن نفسه ما كان عليه ولا عالم فذكر عن نفسه أنه أحب أن يعرف فرجح جانب المعرفة به على مقابله فخلق العالم بالترجيح لجانب العلم على مقابله فلما وازن الله بين الرحمة والغضب رجحت الرحمة وثقلت وارتفع الغضب الإلهي ولا معنى لارتفاع الشي‏ء إلا زوال حكمه فلم يبق للغضب الإلهي حكم في المال فإنه في المال وقع ترجيح الرحمة وارتفاع الغضب لخفته فما ظهر حكم الغصب إلا في حال وضع الغضب والرحمة في الميزان فحكم كل واحد منهما في العالم إلى أن يظهر الترجيح فيرتفع حكم الغضب وما قلنا هذا إلا ردا لما قاله من يدعي الكشف فقال في الموازنة الإلهية إن الله لا يحكم عدله في فضله ولا فضله في عدله وإن القبضتين على السواء من جميع الوجوه وهذا من أعظم الغلط الذي يطرأ على أهل الكشف لعدم الأستاذ وما يقول هذا إلا من لم يكن بين يدي أستاذ قد رباه أستاذ متشرع عارف بموارد الأحكام الشرعية ومصادرها فإن الله ما نصب طريقا إلى معرفته التي لا يستقل العقل بإدراكها من حيث فكره إلا ما شرعه لعباده على ألسنة رسله وأنبيائه وإنما قلنا هذا لما علمنا إن ثم طريقا آخر يقتضيه الوجود ويحصله بعض النفوس الفاضلة فأردنا إن نرفع الإشكال وذلك أن النفوس تصفو بالرياضة وترك الشهوات الطبيعية والاستغراق في الأمور المحسوسة وتتشوق إلى ما منه جاءت وما أريدت له وإلى أين ما لها وما مرتبتها من العالم وعلمت من ذاتها إن وراء هذا الجسم أمرا آخر هو المحرك له والمدبر لما عاينت من الموت النازل به فتنظر إلى آلاته على كمالها ولا ترى له تلك الإدراكات التي كانت له في زمان وصفه بالحياة فعلمت أنه لا بد من أمر آخر هناك لا تعرف ما نسبته إلى هذا الجسم هل نسبة العرض إلى محله أو المتمكن إلى مكانه أو الملك إلى ملكه‏

[إن بين الموت والنوم فرقانا]

ثم علمت إن بين الموت والنوم فرقانا بما تراه في النوم من الصور وما تستفيده من الأحوال الملذة والمؤلمة وسرعة التغير في صورة النائم من حال إلى حال ولم تر ذلك في صورة الجسم ثم تستيقظ فترى الجسم على حاله في صورته ما تغير وترى انفعال الجسم في بعض الأوقات لما يطرأ للنائم في حال نومه مثل دفق الماء في الاحتلام عند رؤية الجماع في النوم فعلمت بهذا كله إن وراء هذا الجسم أمرا آخر بينه وبين هذه الصورة علاقة ثم إنها رأت تفاوت الأمثال في العلوم والفهم وافتقار بعضها إلى التعليم ونظرت إلى حال من زهد وفكر واتخذ الخلوات ولم يأخذ من لذات المحسوسات إلا ما تمس إليه الحاجات مما به قوام هذا الجسم وإن صاحب هذا الحال يزيد على نفس أخرى بعلوم وفضائل يفتقر إليه فيها وفي العلم بها فنظرت في الطريق الذي أوصل تلك النفوس دون غيرها إلى هذا المقام فلم تر مانعا إلا انكباب بعض النفوس على تناول هذه المشتهيات الظاهرة الطبيعية والتنافس فيها فزهدت في ذلك كله وتحلت بمكارم الأخلاق ولم تترك لأحد عليها مطالبة ولا علاقة ولم تزاحمهم على ما هم عليه وجنحت إلى الخلوات ورفعت الهمة إلى الاستشراف لتعلم ما هو الأمر عليه فلما كانت بهذه المثابة وكل ذلك نظر منها ما هو عن تقليد شرع إلهي وإنما هو عن فكرة صحيحة وإلهام إلهي ناقص غير كامل لأن الإلهام الكامل أن يلهم لاتباع الشرع والنظر في كلامه وفي الكتب التي قيل لنا إنها جاءت من عند الله فمثل هذا هو الإلهام الأكمل فلما صفت هذه النفس وشفت وصارت مثل المرآة وزال عنها صدأ هذه الطبيعية انتقش فيها صور العالم فرأت ما لم تكن رأته فنطقت بالغيوب والتحقت بالملإ الأعلى التحاق غريب ورد على غير موطنه وهو موطنه ولكن ما عرف لغربته لما سافر إلى أرض طبيعته وبدنه فلم يكن له ذلك الإدلال ولا كمال الأنس بذلك العالم ورأى اشتغال ذلك العالم عنه بالتسبيح والتقديس وما سخروا فيه من الأعمال في حق هذه المولدات العنصرية فرأت ما يختص منهم بتحريك الأفلاك وتسيير كواكبها وما يحدث في الأركان منها وعلمت ما لم تكن تعلم وأخذت عن الأرواح الملكية علوما لم تكن عندها وما علمت إن ثم طريقا تصل منه إذا سلكت عليه إلى الأخذ عن الله منشئ الكل وأن بينه وبينها بابا خاصا يخصها فقالت هذا هو الغاية وما ثم إلا هؤلاء ونظرت إلى تفوقها بذلك على غيرها من أمثالها فقنعت فكل ما يأتي به من هذا نعته وحاله ليس له ذوق إلهي‏

البتة ولا يأخذ أبدا إلا عن الأرواح والعقول الملكية أخذ حال لا أخذ نطق إلا أن تجسد له في خياله أمر يخاطبه وصاحب الطريقة الشرعية يقلد الشارع فيما أخبره به من أنه ما ثم إله بينه وبين العالم مناسبة وإنه تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ ولا يشبه شيئا من العالم أعلاه وأسفله ومع هذا كله فله عين وأعين ويد ويدان ووجه وكلام ونزول واستواء وفرح ومعية مع عباده بالصحبة وقرب وبعد وإجابة لمن دعاه ورحمة وأن العالم كله عبيد له خلقهم وفضل بعضهم على بعض وأن له غصبا وأن له خلفاء في الأرض من هذا النوع الإنساني فعند ما سمع ذلك وعلم إن ثم خليفة من نوعه تشوف إلى تلك المرتبة أن ينالها ورأى الطريق التي شرعها شارع وقته وخاطبه بها ورأى جميع ما كان يفعله صاحب تلك النفس التي فكرت بنظرها قد حرضها هذا الشارع عليه وحمده وقال به فأخذ به هذا المؤمن من حيث إن هذا الشارع جاء به وعلق الهمة بربه الذي أوجده لما أعلمه الشارع أنه المنتهى فقال له وأَنَّ إِلى‏ رَبِّكَ الْمُنْتَهى‏ وليس وراء الله مرمى فجعله موضع غايته وسلك سلوك المفكر الباحث صاحب النظر العقلي لكن بالطريق الشرعي فصفت نفسه وصقلت مرآته وانتقش فيها صور العالم كله الروحاني وإلى حد الطبيعة التي دون النفس يصل أهل الفكر وما ينتقش فيهم مما فوقها إلا من يكون سلوكه على الطريق المشروع فإذا وصل هذا السالك على طريق الشرع انتقش فيه ما في اللوح المحفوظ فيرى مرتبة الشرائع ويرى نفسه وحظه ونصيبه وغايته من العالم فيعمل بحسب ما يراه فيرتفع بالطلب إلى الوجه الخاص به فيأخذ عن الحق أخذ إلهام وأخذ تجل وأخذ تنزيه وأخذ تشبيه ويعاين سريان الوجود في الممكنات ويعلم عند ذلك لمن الحكم فيما ظهر ومن هو الظاهر الذي تظهر فيه هذه الأحكام والاختلافات الروحانية والطبيعية فإذا نطق هذان الشخصان علم الكامل من الرجال الفرق بين الشخصين وعلم من أين أتى على كل واحد منهما ولما ذا نقص السالك بفكره عن رتبة المتشرع فصاحب الفكر لا يزال أبدا منكوس الرأس منتظرا ما يأتيه به الإمداد الروحاني وصاحب الشرع لا يزال منكوس الرأس حياء من التجلي الإلهي في أوقات كما لا يزال شبه الحائر الواله المبهوت إذا رآه في كل شي‏ء فلا ينطق إلا به ولا ينظر إلا إليه ولا يعلم أن ثم عينا سواه فيطلبه الملأ الأعلى والأرواح العلى والأفلاك الدائرة المتحركة والكواكب السابحة لتوصل إليه ما أمنت عليه مما يستحقه عليها فلا تجد من يأخذ عنها بطريق الاعتبار والأدب فتؤدي ذلك أداء ذاتيا ويأخذه منها ما بقي من نشأته أخذا ذاتيا وهو غائب بربه عن هذا كله فإذا رد إلى رؤية ذاته رأى في ذاته جميع ما أعطاه العالم كله أعلاه وأسفله مما هو له وهو أمانة عندهم فشكر الله على ذلك وعلم إن كل ما في الكون مسخر له ولأمثاله ولكن لا يعلمون فإذا حصل في هذا المقام رأى أن الذين أوتوا العلم على درجات يزيدون بها على غيرهم من أمثالهم ويرى أن أمثاله بمثابته ولا علم لهم بذلك فيفرح بذاته ويحزن لهم حيث هم في مقام واحد معه ولا يشعرون بذلك وإنه ما فضل عليهم إلا بالعلم به وبهم وبما هو الأمر عليه ولما ارتقى هذه الدرجات ارتقاء كشف وتحقيق ومعاينة يقينية طلب من أين له هذه الدرجات التي ارتقى فيها واختص دون أكثر أمثاله بها فتجلى له الحق عند ذلك في اسمه رَفِيعُ الدَّرَجاتِ وإنه الملقي من هذه الدرجات الروح عَلى‏ من يَشاءُ من عِبادِهِ فعلم أنه ممن شاء من عباده فقابل الدرجات بالدرجات فإذا هي عينها لا غيرها ورأى تلك الدرجات في العالم كله وأنه فيها فأخذ يظهر للعالم بها والعالم لا يشعر فيخاطب كل إنسان من حيث هو من درجته التي له فيقول هذا معي وعلى هذا مذهبي واعتقادي فلا ينكره أحد من العالم ولا ينكر هو أحدا من العالم مع لزوم الأدب الإلهي ولا يلزم الأدب إلا صاحب المقام ومقام أن لا مقام مقام وأما صاحب الحال فقد يطهر عليه‏

من هذا لنقصه ونزوله عن صاحب المقام ما يؤدي الناظر فيه إلى معرفته به فالكامل ينصبغ بكل صورة في العالم ويتستر بما يقدر عليه فإن كان ثم من رآه في صورة قد اختلفت عليه لأجل اختلاف الخلق اعتقد فيه عدم التقييد الذي هو عليه هذا الناظر فقال بكفره وزندقته وما علم من أين أتى عليه فينبغي لصاحب هذا المقام أن لا يظهر لشخصين في صورة واحدة أبدا كما لا يتجلى الحق لشخصين في صورة واحدة أبدا فإن الدرجات هي الدرجات فإن كفره وزندقه من لم ير اختلاف الصور عليه فذلك جهل منه وحسد فيكون ما ينسبه إليه على صورة ما ينسبه إلى الله‏

جل وعلا من الصاحبة والولد والشريك وما نزه الحق نفسه عنه فهذا لا يؤثر في صاحب هذا المقام بل هو على كماله وذلك الواقع فيه من المفترين فإنه ما حكم عليه إلا بما شاهده منه ويقول بلسانه عنه ما يعلم خلافه في نفسه ظلما وعلوا كما قال تعالى وجَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ وكذلك تكون عاقبة هذا فدرجات الحق ما هو العالم عليه وصاحب هذا المقام قد تميز فيها حين ميزها فهو الإله الظاهر والباطن والأول في الوجود والآخر في الشهود والله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ فلا يدخله تنكير والإله يدخله التنكير فيقال إله فاجعل بالك لما نبهتك عليه لتعلم الفرقان بين قولك الله وبين قولك إله فكثرت الآلهة في العالم لقبولها التنكير والله واحد معروف لا يجهل أقرت بذلك عبدة الآلهة فقالت ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى‏ وما قالت إلى إله كبير هو أكبر منها ولهذا أنكروا ما جاء به صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في القرآن والسنة من أنه إله واحد من إطلاق الإله عليه وما أنكروا الله ولو أنكروه ما كانوا مشركين فبمن يشركون إذا أنكروه فما أشركوا إلا بإله لا بالله فافهم فقالوا أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْ‏ءٌ عُجابٌ وما قالوا أ جعل الآلهة الله فإن الله ليس هو عند المشركين‏

بالجعل وعصم الله هذا اللفظ أن يطلق على أحد وما عصم إطلاق إله ولقد رأيت بعض أهل الكفر في كتاب سماه المدينة الفاضلة رأيته بيد شخص بمرشانة الزيتون ولم أكن رأيته قبل ذلك فأخذته من يده وفتحته لأرى ما فيه فأول شي‏ء وقعت عيني عليه قوله وأنا أريد في هذا الفصل أن ننظر كيف نضع إلها في العالم ولم يقل الله فتعجبت من ذلك ورميت بالكتاب إلى صاحبه وإلى هذا الوقت ما وقفت على ذلك الكتاب فمن كان ذا بصيرة وتنبه فليتفطن لما ذكرناه فإنه من أنفع الأدوية لهذه العلة المهلكة فاسم الإله من الدرجات المذكورة فلا بد منه إذ لا بد من الدرجات ومن هذا الباب قول السامري هذا إِلهُكُمْ وإِلهُ مُوسى‏ في العجل ولم يقل هذا الله الذي يدعوكم إليه موسى وقول فرعون لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى‏ إِلهِ مُوسى‏ ولم يقل إلى الله الذي يدعو إليه موسى عليه السلام وقال ما عَلِمْتُ لَكُمْ من إِلهٍ غَيْرِي فما أحسن هذا التحري لتعلم إن فرعون كان عنده علم بالله لكن الرئاسة وحبها غلب عليه في دنياه فإنه قال ما عَلِمْتُ لَكُمْ ولم يقل ما علمت للعالم لما علم إن قومه يعتقدون فيه أنه إله لهم فأخبر بما هو عليه الأمر وصدق في إخباره بذلك فإنه علم أنه ليس في علمهم إن لهم إلها غير فرعون ولما كان في نفس الأمر إن ثم درجات منسوبة إلى الله بالرفعة بكونه رفيع الدرجات كثر على وجه الاختلاف صور التجلي لهذا نطق السامري بقوله وإِلهُ مُوسى‏ فإن التجلي الإلهي لا يكون إلا للاله وللرب لا يكون لله أبدا فَإِنَّ الله هُوَ الْغَنِيُّ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وهو سبحانه لا يتجلى لشخص في صورة واحدة مرتين ولا لشخصين في صورة واحدة فلهذا قال وإِلهُ مُوسى‏ فإن تجليه للأنبياء مختلف الصور أحدي الحكم بأنه الإله في أي صورة تجلى أ لا تراه في القيامة إذا تجلى ينكر ويعرف باختلاف الصور فإن قلت فقد رجع إلى الصورة حين أنكر حتى يعرف فقلنا لو علمت قوله هل بينكم وبينه علامة فتلك العلامة هي الدليل لهم حيثما رأوها عليه علموا أنه ربهم فسميت صورة تلك العلامة إذ كل معلوم ينطلق عليه اسم الصورة فبالعلامة عرفوه لا أنه كرر عليهم الصورة وإنما كانت تلك الصورة هي العلامة فدرجات الحق ليست لها نهاية لأن التجلي فيها وليس له نهاية فإن بقاء العالم ليس له نهاية فالدرجات ليست لها نهاية في الطرفين أعني الأزل والأبد اللذين ظهرا بالحال وهو العالم فلو زال العالم لم يتميز أزل من أبد كما هو الأمر عليه في نفسه فما ثم بدء في حق الحق ونفي البدء في حقه درجة من درجاته التي ارتفع بها عن مناسبة العالم ودرجات العالم التي هي عين درجاته لا يتناهى أبدها وإن كان نزول العالم في درجة منها فتلك الدرجة

هي بدء للعالم لأن الدرجات لها ابتداء بل ظهور العالم فيها له ابتداء واعلم أن الحق من حيثما تميز عن الخلق كان برزخا بين الدرجات وبين الدركات فإنه وصف نفسه بأن له يدين وما بين اليدين برزخ فما كان على اليمين هو درجات الجنة لأهلها وما كان على اليد الأخرى دركات النار لأهلها فنسبة السفل إليه نسبة العلو لأنه مع العباد أينما كانوا فهو معهم في درجاتهم وهو معهم في دركاتهم كما يليق بجلاله واعلم أنه من الدرجات درجة المغفرة وهما درجتان الواحدة ستر المذنبين عن إن تصيبهم عقوبة ذنوبهم والدرجة الأخرى سترهم عن إن تصيبهم الذنوب وهذا

الستر هو ستر العصمة فقال في الستر الواحد من المغفرة وقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ وقال في الستر الآخر من المغفرة وقِهِمُ السَّيِّئاتِ وما ثم للمغفرة ستر آخر فالستر الحائل بين المذنب والعذاب ستر كرم وعفو وصفح وتجاوز والستر الحائل بين العبد والذنب ستر عناية إلهية واختصاص وعصمة يوجب ذلك خوفا أو رجاء أو حياء كما

جاء في صهيب نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه‏

فسبب عصمته من وجود المعصية خوفه ولو لم يكن الخوف لمنعه الحياء من الله تعالى أن يجري عليه لسان ما يسمى ذنبا في حق من كان ولو لم يكن ذنبا في حقه لكونه ما أقيم إلا فيما أبيح له وهذه غاية العناية والعصمة من التصرف في المباح وأعظم المعاصي ما يميت القلوب ولا تموت إلا بعدم العلم بالله وهو المسمى بالجهل لأن القلب هو البيت الذي اصطفاه الله من هذه النشأة الإنسانية لنفسه فغصبه فيه هذا الغاصب وحال بينه وبين مالكه فكان أظلم الناس لنفسه لأنه حرمها الخير الذي يعود عليها من صاحب هذا البيت لو تركه له فهذا حرمان الجهل غير إن هنا نكتة ينبغي التنبيه عليها وذلك أن صاحب القلب الذي يرى أنه وسع القلب ربه دون سائر نشأته ينزل عن درجة من يرى أن الحق عين نشأته من غير تخصيص إذ كان الحق سمعه وبصره وجميع قواه فما اختص منه بشي‏ء دون شي‏ء فصاحب القلب مراقب قلبه وصاحب الحالة الأخرى يحكم بربه على كل شي‏ء استتر فيه ربه عن ذلك الشي‏ء وهو مشهود لصاحب هذه الصفة في ذلك الستر فيعامله بما يوحى إليه به فإن أوحي إليه بالكشف عنه اعتناء من الحق بهذا المستور عنه كشفه له وأعرب له عن نفسه وعرفه ما هو الحق منه وإن أوحي إليه بإبقاء الستر عليه أبقاه ولم يظهر له شيئا مما هو في نفسه عليه هذا المستور فيحكم صاحب هذه الصفة على صاحب القلب ولا يحكم عليه صاحب القلب لشغله بحراسة قلبه الذي هو بيت ربه لئلا يدخل فيه غير ربه فإنه الحفيظ البواب فإذا فهمت هذا فانظر أي الرجلين تكون ولهذا أهل المراقبة لا يزالون في الحجاب عن التصرف في الكون وهم أهل الحدود في الله فإذا ارتفعوا عن مراقبة قلوبهم فهو أعظم الحجب وإذا تعدوا في مراقبة قلوبهم مراقبة العالم بأسره اتسع عليهم المجال ولكن ما لهم حكم صاحب ذلك الوصف الذي ذكرنا فإنهم مراقبون إياه لكونه مراقبا إياهم لأنه على كل شي‏ء رقيب فقابلوا الحفظ بالحفظ مقابلة الأمثال بالموازنة والمطابقة فكما راقبهم بعينه راقبه هذا المراقب بعينه أيضا ومن كان حقا كله في نفسه وفي العالم خرج عن صفة المراقبة فإنها مقام سلوك ومحجة فإذا سلكت فيه به ومنه إليه لم يكن ثم من يراقب إذ لا خوف في ذلك الطريق من مانع يمنع السالك فيه فهو سلوك لا مراقبة فيه ويتضمن هذا المنزل من العلوم علم إسبال الستور وعلى من تسبل فقد يسبل الستر على جهة التعظيم كالحجاب والستر الذي وراءه الملك أو المخدرة ويسبل الستر أيضا دون من لا يرتضي للكشف لما وراء الستر وقد تسبل الأستار رحمة بمن تسبل دونهم كالحجب الإلهية بين العالم وبين الله إبقاء عليهم لئلا تحرقهم السبحات الوجهية فيتضمن علم لما ذا تسدل وعلى من تسدل وفيه علم صور تركيب الكلام الإلهي مع أحديته من أين قبل التركيب وما هو إلا واحد العين ليفرق الإنسان العالم بين حقيقة الكلام وبين ما يتكلم به من له صفة الكلام فيعلم إن التركيب فيما يتكلم به لا في الكلام وعلم هذا النوع من المعلومات علم عزيز لا يختص به إلا العلماء بالله الذين سمعوا كلام الله في أعيان الممكنات وفيه علم القابل والمقبول منه والقبول الذي هو نعت القابل وهل يتنوع القبول لتنوع القابل أو لا أثر للقابل فيه وفيه علم الحدود الإلهية لما ذا ترجع هل إليها في ذاتها أو إلى الله أو إلى الممكنات التي هي العالم وفيه علم صفات المنازعين الذين يعلمون الحق فيسترونه مثل الفقهاء الذين يلتزمون مذهبا لا يعتقدون صحته فيناظرون عليه مع علمهم ببطلانه والخصم الذي يكون في مقابلته يأتي بالحق على بطلانه ويعلم هذا الآخر أن الحق بيد صاحبه فيرده ويظهر الباطل في صورة الحق على علم منه فهل يستوي هو ومن يظن في الباطل أنه حق فيذب عنه لكونه عنده إنه حق وما حكم هؤلاء عند الله يوم القيامة وهل لهم مستند إلهي أم لا وفيه علم الفرق بين الإنكار والجحد والكذب وهل هذا كله أمر عدمي أو وجودي فإن كان وجوديا ففي أي مرتبة هو من مراتب الوجود هل يعمها كلها أو هو في بعضها وكذلك إن كان عدميا في أي مرتبة هو من مراتب العدم هل هوفي مرتبة العدم الذي لا يقبل الوجود وهل ثم للعدم مرتبة لا يقبل الوجود بنسبة ما أومأ ثم عدم إلا ويقبل نسبة إلى مرتبة وجودية أو هو في مرتبة العدم الذي يقبل المنعوت به الوجود

وهو العدم الممكن وفيه علم هم الأضعف بالأقوى بالسوء هل هو عن قوة حقيقية فما هو أضعف أو هل هو عن قوة متوهمة فهو في نفس الأمر أضعف ولا يعلم فما الذي يحجبه عن ضعفه وفيه علم من جهل قدر الأمور وما تستحقه ما السبب الذي جعله يجهل ذلك حتى ظهر منه ما لا ينبغي فيما لا ينبغي وفيه علم مراتب الملائكة فيما يذكرون العالم به عند الله إذ لهم القرب الإلهي وهم الوسائط بين الله وبين خلقه وهم في الوسط في شهادة التوحيد في قوله شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ والْمَلائِكَةُ وأُولُوا الْعِلْمِ وفيه علم المفاضلة في كل شي‏ء بين الله وبين خلقه وفيه علم ما ينتجه الاعتراف بالحق عند الله وفيه علم الحكم بالاختيار هل يقدح في العدل أم لا وفيه علم الفرق بين من علم الشي‏ء عن جهل وبين من علمه عن نسيان وما صفة أهل التذكر من صفة غيرهم وفيه علم الإخلاص ممن أو في حق من وفيه علم ما يكره وما يحب وهل عين ما يكرهه زيد هو عين ما يحبه عمرو أم لا وفيه علم ما ينفرد به الحق دون الخلق هل يعلم ذلك أم لا وهل يمكن الوصول إليه بعناية إلهية من تعريف أم لا وما المانع إن امتنع ذلك وفيه علم منزلة الإمام العادل ومرتبته وفيه علم أحوال المحجوبين عن الله بالظلمة دون النور وعلم المحجوبين عن الله بالنور دون الظلمة وعلم المحجوبين عن الله بالنور والظلمة معا وهل هذه الحجب رحمة بالمحجوبين أو حجب بعد وفيه علم ما يتوجه على الأعضاء من التكاليف وفيه علم الاعتبار والتفكر وفيه علم تأييد أهل العناية الإلهية بما ذا يؤيدهم وفي أي موطن يؤيدهم وما السبب الموجب لتسليط أعدائهم عليهم وتمكنهم منهم ولما ذا استند المعتدي عليهم هل يستند لأمر وجودي إلهي أو لأمر وجودي نفسي وفيه علم ما أنت إذا رأيته قلت فيه إنه حق ثم تقول فيه إنه باطل ثم تقول فيه إنه باطل حق ثم تقول فيه إنه لا باطل ولا حق ثم تقول فيه لا أدري ما هو فعوده إلى الجهل به هل هو عين العلم بذلك الأمر أو يمكن الوصول إلى العلم به ولكن هذا ما وصل فنطق بنعته لا بنعت ما تكلم فيه وفيه علم الإنصاف من غير تعصب وما حضرته وتسكين الغضب من الغاضب بلطف من المسكن لا بقهر فإن القهر لا يسكن الغضب وإنما يخفى حكمه لسلطان القهر عليه وفيه علم إحاطة الملائكة بالعالم يوم يصفون وهم اليوم على تلك الصورة وعلم الفرق بين حكمهم فينا اليوم وبين حكمهم في ذلك اليوم والصفة واحدة من الإحاطة ولما ذا ينادي هناك بعضهم بعضا وهنا ليس كذلك إلا في مواطن مخصوصة لأن القيامة على صورة الدنيا سواء غير إن الحاكم هنالك هو الواحد بارتفاع الوسائط وهنا هو الحاكم الواحد بعينه لكن بالوسائط ليفرق بين الدارين كما فرق بالجنة والنار بين القبضتين وفيه علم من تحكم على الله من أين تحكم وما الذي أجرأه على ذلك هل صفة حق أو صفة جهل وفيه علم العناية الإلهية بالجبارين المتكبرين وفيه علم ما عصم الله من الأسماء الإلهية لما ذا عصمته وما لم يعصمه من الأسماء الإلهية كاسمه الأحد ولا يتجلى في هذا الاسم ولا يصح التجلي فيه ولا في الاسم الله وما عدا هذين الاسمين من الأسماء المعلومات لنا فإن التجلي يقع فيها وفيه علم الحركة في عين السكون وفيه علم الاشتراك بين المؤمن والعالم في أي حضرة يكون ذلك وبما ذا يتميزون وهل ينال المؤمن درجة العالم وما يقبله من جهة الخبر الصادق هل يلحق بذلك درجة العلماء أم لا وهل الدليل على تصديق الرسل في ادعائهم أنهم رسل ينسحب في الدلالة على ما جاءوا به من الأخبار والأحكام أو يفتقرون إلى دليل آخر أو يكونون علماء مع كونهم مقلدين وفيه علم الدور في كون الداعي يكون مدعوا لمن دعاه بحكم التعارض وفيه علم حكم طلب النجاة في العالم كله بالطبع ولكن تجهل ومن هو الصنف الذي يعلمها من العالم وما هي النجاة وفيه علم علامة كل داع و

ما يدعو إليه من الأسماء الإلهية وفيه علم الوقت الذي يلقى الإنسان فيه ما في يده ولا يعتمد عليه ويسلم إلى الله جميع أموره وفيه علم الجين وإعادة السهام على راميها وقد عاينت هذا النبال بمدينة تلمسان من عالم بصنعة الرمي وإنشاء القسي والنبال فرأيته يرمي بالسهم فإذا انتهى السهم إلى مرماه عاد إلى الرامي وحده فكان ذلك لي عبرة في كون الأعمال ترجع على عامليها وفيه علم ما يتنزل منزلة الزمان وليس بزمان وفيه علم التنازع بعد حكم الحاكم وما سببه إذ لا أثر له في رد الحكم وفيه علم مراتب الشهود من الحاكم وترك الحاكم حكمه بما يعلم ويحكم بقول الشهود وما سبب وضع ذلك في العالم ولكن ليس ذلك عندنا إلا في الأموال لا في النفوس ولا في إقامة الحدود وفيه علم ما لا يجوز تأخيره لمسيس الحاجة إليه وما فائدة البيان الذي وضع لحصول العلم‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!