Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل من فرق بين عالم الشهادة وعالم الغيب وهو من الحضرة المحمدية

صفة الكرم وفيه علم سبب الطلب الإلهي من العباد وفيه علم نتائج الشكر وفيه علم الفرق بين الحلم والعفو وفيه علم ترتيب الأشياء وفيه علم الحجاب الإلهي الأحمى والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الأحد والعشرون وثلاثمائة في معرفة منزل من فرق بين عالم الشهادة وعالم الغيب وهو من الحضرة المحمدية»

للعقل نور وللإيمان أنوار *** إن البصائر للابصار أبصار

العين والسمع والإحساس أجمعه *** للعقل في الكسب أعوان وأنصار

بالعين تبصر علم الغيب لا بحجى *** لا يحجبنك أوهام وأفكار

من لم يحصل علوم الغيب عن بصر *** فإنها خلف ستر الصون أبكار

قالوا اعتبر أن في الأكوان معرفة *** الدار تجهل رب الدار يا دار

[أن الوجود مقسم بين عابد ومعبود]

اعلم أيها الولي الحميم أن الوجود مقسم بين عابد ومعبود فالعابد كل ما سوى الله تعالى وهو العالم المعبر عنه والمسمى عبدا والمعبود هو المسمى الله وما في الوجود إلا ما ذكرناه فكل ما سوى الله عبد لله ما خلق ويخلق وفيما ذكرناه أسرار عظيمة تتعلق بباب المعرفة بالله وتوحيده وبمعرفة العالم ورتبته وبين العلماء في هذه المسألة من الخلاف ما لا يرتفع أبدا ولا يتحقق فيه قدم يثبت عليه ولهذا قدر الله السعادة لعباده بالإيمان وفي العلم بتوحيد الله خاصة ما ثم طريق إلى السعادة إلا هذان فالإيمان متعلقة الخبر الذي جاءت به الرسل من عند الله وهو تقليد محض نقبله سواء علمناه أو لم نعلمه والعلم ما أعطاه النظر العقلي أو الكشف الإلهي وإن لم يكن هذا العلم يحصل ضرورة حتى لا تقدح فيه الشبه عند العالم به وإلا فليس بعلم‏

[العالم عالمان عالم الغيب وعالم الشهادة]

ثم نقول والعالم عالمان ما ثم ثالث عالم يدركه الحس وهو المعبر عنه بالشهادة وعالم لا يدركه الحس وهو المعبر عنه بعالم الغيب فإن كان مغيبا في وقت وظهر في وقت للحس فلا يسمى ذلك غيبا وإنما الغيب ما لا يمكن أن يدركه الحس لكن يعلم بالعقل إما بالدليل القاطع وإما بالخبر الصادق وهو إدراك الايمان فالشهادة مدركها الحس وهو طريق إلى العلم ما هو عين العلم وذلك يختص بكل ما سوى الله ممن له إدراك حسي والغيب مدركه العلم عينه وفيما ذكرناه تاهت العقول وحارت الألباب ثم إن الإنسان إذا دخل هذه الطريقة التي نحن عليها وأراد أن يتميز في علمائها وساداتها فينبغي له أن لا يقيد نفسه إلا بالله وحده وهو التقييد الذاتي له الذي لا يصح له الانفكاك عنه جملة واحدة وهي عبودية لا تقبل الحرية بوجه من الوجوه وملك لا يقبل الزوال وإذا لم يقيد الإنسان نفسه إلا بما هو مقيد به في ذاته وهو كما قلنا تقييده بالله الذي خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ فينبغي له إذ كانت له هذه المرتبة ولا بد أن لا يقف بنفسه إلا في البرزخ وهو المقام المتوهم الذي لا وجود له إلا في الوهم بين عالم الشهادة والغيب بحيث أن لا يخرج شي‏ء من الغيب المغيب الذي يتصف في وقت بالشهادة لا بالغيب الذي لا يستحيل عليه إن يكون شهادة بوجه من الوجوه إلا وهذا الواقف يعلمه فإذا برز إلى عالم الشهادة وأدركه فلا يخلو إما أن يبقى في عالم الشهادة أو لا يبقى كالأعراض فإن لم يبق فلا بد أن يفارق الشهادة وإذا فارق الشهادة فإنه يدخل إلى الغيب الذي لا يمكن أن يدرك أبدا شهادة ولا يكون له رجوع بعد ظهوره إلى الغيب الذي خرج منه لأن مقام الغيب الذي خرج منه هو الغيب الإمكانى والذي انتقل إليه بعد حصوله في الشهادة الغيب المحالي فذلك الغيب المحالي لا يظهر عنه أبدا شي‏ء يتصف بالشهادة ولما لم يكن هذا الذي انتقل إليه يتصف بالشهادة وقتا ما أو حالا ما لذلك دخل في ذلك الغيب ولم يرجع إلى الغيب الذي خرج منه وإذا وقف الإنسان في هذا المقام وتحقق به أخذه الحق وأوقفه بينه وبين كل ما سواه من نفسه ومن غيره أعني من نفس العبد فيرى نفسه وعينه وهو خارج عنها في ذلك المقام الذي أوقفه ويراها مع من سواه من العالم وهو عينه كما رأى آدم نفسه وذريته في قبضة الحق وهو خارج عن قبضة الحق التي رأى نفسه فيها في حال رؤيته نفسه خارجا عنها كما ورد في الخبر الإلهي فإذا وقف في هذا المقام وهو أرفع مقامات الكشف وكل مقام فهو دونه وهذا كان مقام الصديق رضي الله عنه الذي فضل به على من شهد له رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنه فضل عليه إما من الحاضرين أو من الأمة لا يدري أي ذلك أراد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إلا من جاءه الخبر الصدق في كشفه لا غير فإذا وقف في هذا المقام استشرف على الغيبين الغيب الذي يوجد منه الكائنات والغيب الذي ينتقل إليه بعض الكائنات بعد اتصافها بالشهادة وهذه‏

مسألة جليلة القدر لا يعلمها كثير من الناس أعني هذه الأمور التي خرجت من الغيب إلى الشهادة ثم انتقلت إلى الغيب وهي الأعراض الكونية هل هي أمور وجودية عينية أو هي أحوال لا تتصف بالعدم ولا بالوجود ولكن تعقل فهي نسب وهي من الأسرار التي حار الخلق فيها ليست هي الله ولا لها وجود عيني فتكون من العالم أو تكون مما سوى الله فهي حقائق معقولة إذا نسبتها إلى الله عز وجل قبلها ولم تستحل عليه وإذا نسبتها إلى العالم قبلها ولم تستحل عليه ثم إنها تنقسم إلى قسمين في حق الله فمنها ما يستحيل نسبته إلى الله فلا تنسب إليه ومنها ما لا تستحيل عليه فالذي لا يستحيل على الله يقبله العالم كله إلا نسبة الإطلاق فإن العالم لا يقبله ونسبة التقييد يقبله العالم ولا يقبله الله وهذه الحقائق المعقولة لها الإطلاق الذي لا يكون لسواها فيقبلها الحق والعالم وليست من الحق ولا من العالم ولا هي موجودة ولا يمكن أن ينكر العقل العالم بها فمن هنا وقعت الحيرة وعظم الخطب وافترق الناس وحارت الحيرات فلا يعلم ذلك إلا الله ومن أطلعه الله على ذلك وذلك هو الغيب الصحيح الذي لا يوجد منه شي‏ء فيكون شهادة ولا ينتقل إليه بعد الشهادة وما هو محال فيكون عدما محضا ولا هو واجب الوجود فيكون وجودا محضا ولا هو ممكن يستوي طرفاه بين الوجود والعدم وما هو غير معلوم بل هو معقول معلوم فلا يعرف له حد ولا هو عابد ولا معبود وكان إطلاق الغيب عليه أولى من إطلاق الشهادة لكونه لا عين له يجوز أن تشهد وقتا ما فهذا هو الغيب الذي انفرد الحق به سبحانه حيث قال عالِمُ الْغَيْبِ وما قرنه بالشهادة فَلا يُظْهِرُ عَلى‏ غَيْبِهِ أَحَداً والغيب الذي قرنه بالشهادة هو الذي يقابل الشهادة فوصف الحق نفسه بعلم المتقابلين فقال عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ هذا هو المراد هنا وإن اشترك هذا مع الغيب في الاسمية فإن قلت فما فائدة الاستثناء في قوله إِلَّا من ارْتَضى‏ من رَسُولٍ قلنا تدبر ما هو الغيب الذي اطلع عليه الرسل وبما ذا ربطه فتعلم إن ذلك علم التكليف الذي غاب عنه العباد ولهذا جعل له الملائكة رصدا حذرا من الشياطين أن تلقي إليه ما ينقله إلى الخلق ويعمل به في نفسه من التكليف الذي جعله الله طريقا إلى سعادة العباد من أمر ونهي لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ فكأنه مستثنى منقطع أي انقطع هذا الغيب من ذلك الغيب انقطاعا حقيقيا لا انقطاع جزء من كل لما وقع الاشتراك في لفظة الغيب لذلك قلنا مستثنى ولما خالفه في الحقيقة قلنا منقطع بخلاف المستثنى المتصل فإنه أيضا منقطع ولكن بالحال لا بالذات تقول في المتصل ما في الدار إنسان إلا زيدا فهذا المستثنى متصل لأنه إنسان قد فارق غيره من الأناسي بحالة كونه في الدار لا بحقيقته إذ لم يكن في الدار إنسان إلا هو فالانقطاع في الحال لا غير فإذا قلت ما في الدار إنسان إلا حمارا فهذا منقطع بالحقيقة والحال فكذلك الغيب الذي يطلع عليه الرسل بالرصد من الملائكة من أجل المردة من الشياطين هو الرسالة التي يبلغونها عن الله ولهذا قال لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ فأضاف الرسالة إلى قوله ربهم لما علموا إن الشياطين لم تلق إليهم أعني إلى الرسل شيئا فتيقنوا إن تلك رسالة من الله لا من غيره وهل هذا القدر الذي عبر عنه في هذه السورة المعينة في قوله إِلَّا من ارْتَضى‏ من رَسُولٍ هل ذلك الإعلام لهذا الرسول بوساطة الملك أو لم يكن في هذا الوحي الخاص ملك وهو الأظهر والأوجه والأولى وتكون الملائكة تحف أنوارها برسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كالهالة حول القمر والشياطين من ورائها لا تجد سبيلا إلى هذا الرسول حتى يظهر الله له في إعلامه ذلك من الوحي ما شاء ولكن من علم التكليف الذي غاب عنه وعن العباد علمه خلافا لمخالفي أهل الحق في ذلك إذ يرون أن العبد يعلم بعض‏

القربات إلى الله بعقله لا كلها وهذا القول لا يصح منه شي‏ء فلا يعلم القربة إلى الله التي تعطي سعادة الأبد للعبد إلا من يعلم ما في نفس الحق ولا يعلم ذلك أحد من خلق الله إلا بإعلام الله كما قال ولا يُحِيطُونَ بِشَيْ‏ءٍ من عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ فليس‏

في كتابنا هذا ولا في غيره أصعب من تصور هذه المسألة على كل طائفة

[إن الله إذا أوقف العبد علم أنه معتنى به‏]

واعلم أن العبد إذا أوقفه الحق تعالى كما قلنا بين الله وبين كل ما سواه وهذه بينية إله وعبد لا بينية حد فإن الله يتعالى جده أن يعلم حده فإذا وقف العبد في هذا المقام علم أنه معتنى به حيث شغله الله تعالى بمطالعة الانفعالات عنه وإيجاد الأعيان من قدرته تعالى واتصافها بالوجود في حضرة إمكانها ما أخرجها منها ولا حال بينها وبين موطنها لكنه كساها خلعة الوجود فاتصفت به بعد أن كانت موصوفة بالعدم مع ثبوت العين في الحالين وبقي الكلام في ذلك الوجود الذي كساه الحق لهذا الممكن ولم يخرجه عن موطنه ما هو ذلك الوجود هل كان معدوما ووجد فالوجود لا يكون عدما



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!