Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الأقطاب المدبّرين أصحاب الركاب من الطبقة الثانية

قرنا به الإرادة دون الأمر ولما كان التحرك أمرا وجوديا لذلك قرنا به الأمر الإلهي إن فهمت وهم رضي الله عنهم لا يزاحمون ولا يزاحمون أكثر ما يجري على ألسنتهم ما شاء الله سخرت لهم السحاب لهم القدم الراسخة في علم الغيوب لهم في كل ليلة معراج روحاني بل في كل نومة من ليل أو نهار لهم استشراف على بواطن العالم فرأوا ملكوت السموات والأرض يقول الله تعالى وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ والْأَرْضِ ولِيَكُونَ من الْمُوقِنِينَ وقال في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ من آياتِنا وهو عين إسرائه والعلماء ورثة الأنبياء أحوالهم الكتمان لو قطعوا إربا إربا ما عرف ما عندهم لهذا قال خضر ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي فالكتمان من أصولهم إلا أن يؤمروا بالإفشاء والإعلان والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب الثاني والثلاثون في معرفة الأقطاب المدبرين أصحاب الركاب من الطبقة الثانية)

إن التدبر معشوق لصاحبه *** به تعشقت الأسماء والدول‏

عليه عند الذي يقضي سوالفه *** في كل ما يقتضيه كونه العمل‏

به ترتب ما في الكون من عجب *** فكل كون له في علمه أجل‏

[الركبان المدبرون في إشبيلية]

لقيت من هؤلاء الطبقة جماعة بإشبيلية من بلاد الأندلس منهم أبو يحيى الصنهاجى الضرير كان يسكن بمسجد الزبيدي صحبته إلى أن مات ودفن بجبل عال كثير الرياح بالشرق فكل الناس شق عليهم طلوع الجبل لطوله وكثرة رياحه فسكن الله الريح فلم تهب من الوقت الذي وضعناه في الجبل وأخذ الناس في حفر قبره وقطع حجره إلى أن فرغنا منه وواريناه في روضته وانصرفنا فعند انصرافنا هبت الريح على عادتها فتعجب الناس من ذلك ومنهم أيضا صالح البربري وأبو عبد الله الشرفي وأبو الحجاج يوسف الشبربلي فأما صالح فساح أربعين سنة ولزم بإشبيلية مسجد الرطند إلى أربعين سنة على التجريد بالحالة التي كان عليها في سياحته وأما أبو عبد الله الشرفي فكان صاحب خطوة بقي نحوا من خمسين سنة ما أسرج له سراجا في بيته رأيت له عجائب وأما أبو الحجاج الشبر بلي من قرية يقال لها شبربل بشرق إشبيلية كان ممن يمشي على الماء وتعاشره الأرواح وما من واحد من هؤلاء إلا وعاشرته معاشرة مودة وامتزاج ومحبة منهم فينا وقد ذكرناهم مع أشياخنا في الدرة الفاخرة عند ذكرنا من انتفعت به في طريق الآخرة

[الآيات المعتادة وغير المعتادة]

فكان هؤلاء الأربعة من أهل هذا المقام وهم من أكابر الأولياء الملامية جعل بأيديهم علم التدبير والتفصيل فلهم الاسم المدبر المفصل وهجيرهم يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ هم العرائس أهل المنصات فلهم الآيات المعتادة وغير المعتادة فالعالم كله عندهم آيات بينات والعامة ليست الآيات عندهم إلا التي هي عندهم غير معتادة فتلك تنبههم إلى تعظيم الله والله قد جعل الآيات المعتادة لأصناف مختلفين من عباده فمنها للعقلاء مثل قوله تعالى إِنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ والْأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ والْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي في الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وما أَنْزَلَ الله من السَّماءِ من ماءٍ فَأَحْيا به الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وبَثَّ فِيها من كُلِّ دَابَّةٍ وتَصْرِيفِ الرِّياحِ والسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ والْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ فثم آيات للعقلاء كلها معتادة وآياتٌ لِلْمُوقِنِينَ وآيات لِأُولِي الْأَلْبابِ وآيات لِأُولِي النُّهى‏ وآيات للسامعين وهم أهل الفهم عن الله وآيات للعالمين وآيات للعالمين وآيات للمؤمنين وآيات للمتفكرين وآيات لأهل التذكر فهؤلاء كلهم أصناف نعتهم الله بنعوت مختلفة وآيات مختلفات كلها ذكرها لنا في القرآن إذا بحثت عليها وتدبرتها علمت أنها آيات ودلالات على أمور مختلفة ترجع إلى عين واحدة غفل عن ذلك أكثر الناس ولهذا عدد الأصناف‏

[أصناف الخلق في إدراك الآيات المعتادة]

فإن من الآيات المذكورة المعتادة ما يدرك الناس دلالتها من كونهم ناسا وجنا وملائكة وهي التي وصف بإدراكها العالم بفتح اللام ومن الآيات ما تغمض بحيث لا يدركها إلا من له التفكر السليم ومن الآيات ما هي دلالتها مشروطة بأولي الألباب وهم العقلاء الناظرون في لب الأمور لا في قشورها فهم الباحثون عن المعاني وإن كانت الألباب والنهي العقول فلم يكتف سبحانه بلفظة العقل حتى ذكر الآيات لأولي الألباب فما كل عاقل ينظر في لب الأمور وبواطنها فإن أهل الظاهر لهم عقول بلا شك وليسوا بأولي الألباب‏

ولا شك أن العصاة لهم عقول ولكن ليسوا بأولي نهى فاختلفت صفاتهم إذ كانت كل صفة تعطي صنفا من العلم لا يحصل إلا لمن حاله تلك الصفة فما ذكرها الله سدى وكثر الله ذكر الآيات في القرآن العزيز ففي مواضع أردفها وتلا بعضها بعضا وأردف صفة العارفين بها وفي مواضع أفردها فمثل إرداف بعضها على بعض مساقها في سورة الروم فلا يزال يقول تعالى ومن آياتِهِ ومن آياتِهِ ومن آياتِهِ فيتلوها جميع الناس ولا يتنبه لها إلا الأصناف الذين ذكرهم في كل آية خاصة فكان تلك الآيات في حق أولئك أنزلت آيات وفي حق غيرهم لمجرد التلاوة ليؤجروا عليها

[النوم واليقظة: من آيات الله‏]

ولما قرأت هذه السورة وأنا في مقام هذه الطبقة ووصلت إلى قوله ومن آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ وابْتِغاؤُكُمْ من فَضْلِهِ تعجبت كل العجب من حسن نظم القرآن وجمعه ولما ذا قدم ما كان ينبغي في النظر العقلي في ظاهر الأمر أن يكون على غير هذا النظم فإن النهار لابتغاء الفضل والليل للمنام كما قال في القصص ومن رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ فأعاد الضمير على الليل ولِتَبْتَغُوا من فَضْلِهِ يريد في النهار فأضمر وإن كان الضميران يعودان على المعنى المقصود فقد يعمل الصانع بالليل ويبيع ويشتري بالليل كما أنه ينام أيضا ويسكن بالنهار ولكن الغالب في الأمور هو المعتبر فلاح لي من خلف ستارة هذه الآية وحسن العبارة عنها الرافعة سترها وهو قوله مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ أمر زائد على ما يفهم منه في العموم بقرائن الأحوال في ابتغاء الفضل للنهار والمنام لليل ما نذكره‏

[النشأتان: الدنيوية والأخروية]

وهو أن الله نبه بهذه الآية على إن نشأة الآخرة الحسية لا تشبه هذه النشأة الدنياوية وإنها ليست بعينها بل تركيب آخر ومزاج آخر كما وردت به الشرائع والتعريفات النبوية في مزاج تلك الدار وإن كانت هذه الجواهر عينها بلا شك فإنها التي تبعثر في القبور وتنشر ولكن يختلف التركيب والمزاج بأعراض وصفات تليق بتلك الدار لا تليق بهذه الدار وإن كانت الصورة واحدة في العين والسمع والأنف والفم واليدين والرجلين بكمال النشأة ولكن الاختلاف بين فمنه ما يشعر به ويحس ومنه ما لا يشعر به ولما كانت صورة الإنشاء في الدار الآخرة على صورة هذه لنشأة لم يشعر بما أشرنا إليه ولما كان الحكم يختلف عرفنا إن المزاج اختلف فهذا الفرق بين حظ الحس والعقل‏

[الدنيا نوم والموت يقظة]

فقال تعالى ومن آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ ولم يذكر اليقظة وهي من جملة لآيات فذكر المنام دون اليقظة في حال الدنيا فدل على إن اليقظة لا تكون إلا عند الموت وأن الإنسان نائم أبدا ما لم يمت فذكر أنه في منام بالليل والنهار في يقظته ونومه وفي الخبر الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

أ لا ترى أنه لم يأت بالباء في قوله تعالى والنَّهارِ واكتفى بباء الليل ليحقق بهذه المشاركة أنه يريد المنام في حال اليقظة المعتادة فحذفها مما يقوي الوجه الذي أبرزناه في هذه الآية فالمنام هو ما يكون فيه النائم في حال نومه فإذا استيقظ يقول رأيت كذا وكذا فدل إن الإنسان في منام ما دام في هذه النشأة في الدنيا إلى أن يموت فلم يعتبر الحق اليقظة المعتادة عندنا في العموم بل جعل الإنسان في منام في نومه ويقظته كما أوردناه في الخبر النبوي من‏

قوله صلى الله عليه وسلم الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

فوصفهم بالنوم في الحياة الدنيا و

[الدنيا حلم يجب تأويله وجسر يجب عبوره‏]

العامة لا تعرف النوم في المعتاد إلا ما جرت به العادة أن يسمى نوما فنبه النبي صلى الله عليه وسلم بل صرح أن الإنسان في منام ما دام في الحياة الدنيا حتى ينتبه في الآخرة والموت أول أحوال الآخرة فصدقه الله بما جاء به في قوله تعالى ومن آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وهو النوم العادي والنَّهارِ وهو هذا المنام الذي صرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا جعل الدنيا عبرة جسرا يعبر أي تعبر كما تعبر الرؤيا التي يراها الإنسان في نومه فكما إن الذي يراه الرائي في حال نومه ما هو مراد لنفسه إنما هو مراد لغيره فيعبر من تلك الصورة المرئية في حال النوم إلى معناها المراد بها في عالم اليقظة إذا استيقظ من نومه كذلك حال الإنسان في الدنيا ما هو مطلوب للدنيا فكل ما يراه من حال وقول وعمل في الدنيا إنما هو مطلوب للآخرة فهناك يعبر ويظهر له ما رآه في الدنيا كما يظهر له في الدنيا إذا استيقظ ما رآه في المنام فالدنيا جسر يعبر ولا يعمر كالإنسان في حال ما يراه في نومه يعبر ولا يعمر فإنه إذا استيقظ لا يجد شيئا مما رآه من خير يراه أو شر وديار وبناء وسفر وأحوال حسنة أو سيئة فلا بد أن يعبر له العارف بالعبارة ما رآه فيقول له تدل رؤياك لكذا على كذا فكذلك الحياة الدنيا منام إذا انتقل إلى الآخرة بالموت لم ينتقل معه شي‏ء مما كان في يده وفي حسه من دار وأهل ومال كما كان حين استيقظ من نومه لم ير شيئا في يده مما كان له حاصلا في رؤياه في حال نومه فلهذا قال تعالى إننا في منام بالليل والنهار وفي الآخرة تكون‏

اليقظة وهناك تعبر الرؤيا فمن نور الله عين بصيرته وعبر رؤياه هنا قبل الموت أفلح ويكون فيها مثل من رأى رؤيا ثم رأى في رؤياه إنه استيقظ فيقص ما رآه وهو في النوم على حاله على بعض الناس الذين يراهم في نومه فيقول رأيت كذا وكذا فيفسره ويعبره له ذلك الشخص بما يراه في علمه بذلك فإذا استيقظ حينئذ يظهر له أنه لم يزل في منام في حال الرؤيا وفي حال التعبير لها وهو أصح التعبير وكذلك الفطن اللبيب في هذه الدار مع كونه في منامه يرى أنه استيقظ فيعبر رؤياه في منامه لينتبه ويزدجر ويسلك الطريق الأسد فإذا استيقظ بالموت حمد رؤياه وفرح بمنامه وأثمرت له رؤياه خيرا فلهذه الحقيقة ما ذكر الله في هذه الآية اليقظة وذكر المنام وأضافه إلينا بالليل والنهار وكان ابتغاء الفضل فيه في حق من رأى في نومه أنه استيقظ في نومه فيعبر رؤياه وهي حالة الدنيا والله يلهمنا رشد أنفسنا هذا من قوله تعالى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ فهذا تفصيل آيات المنام بالليل والنهار والابتغاء من الفضل وجعله آيات لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ أي يفهمون كما قال ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وهُمْ لا يَسْمَعُونَ أراد الفهم عن الله وقال فيهم صُمٌّ مع كونهم يسمعون بُكْمٌ مع كونهم يتكلمون عُمْيٌ مع كونهم يبصرون فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ فنبهتك على ما أراد بالسمع والكلام والبصر هنا

[الركبان أصحاب التدبير: شمائلهم وخصائصهم‏]

فهذه الطبقة الركبانية الثانية مأخذهم للأشياء على هذا الحد الذي ذكرناه في هذه الآية وإنما ذكرنا هذا المأخذ لنعرفك بطريقتهم فتتبين لك منزلتهم من غيرهم فلطائفهم بالآيات المنصوبة المعتادة وغير المعتادة قائمة ناظرة إلى نفوس العالم ناظرة إلى الوجوه العرضية التي إليها يتوجهون بسبب أغراضهم ناظرة إلى الحدود الإلهية فيما إليه يتوجهون لا يغفلون عن النظر في ذلك طرفة عين فغفلتهم التي تقتضيها جبلتهم إنما متعلقها منهم عما ضمن لهم فهم متيقظون فيما طلب منهم غافلون عما ضمن لهم حتى لا يخرجون عن حكم الغفلة فإنها من جبلة الإنسان وغير هذه الطائفة صرفتها الغفلة عما يراد منها فإن كان الذي يقع إليه التوجه طاعة نظروا في دقائق تحصيلها ونظروا إلى الأمر الإلهي الذي يناسبها والاسم الإلهي الذي له السلطان عليها فيفصل لهم الأمر الإلهي الآية التي يطلبونها فإن كانت الآية معتادة مثل اختلاف الليل والنهار وتسخير السحاب وغير ذلك من الآيات المعتادة التي لا خبر لنفوس العامة بكونها حتى يفقدوها فإذا فقدوها حينئذ خرجوا للاستسقاء وعرفوا في ذلك الوقت موضع دلالتها وقدرها وإنهم كانوا في آية وهم لا يشعرون فإذا جاءتهم وأمطروا عادوا إلى غفلتهم هذا حال العامة كما قال الله فيهم معجلا في هذه الدار هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ في الْبَرِّ والْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ في الْفُلْكِ وجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وجاءَهُمُ الْمَوْجُ من كُلِّ مَكانٍ وظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ... فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ وإِذا هُمْ يَبْغُونَ في الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يقول الله لهم يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا وهكذا يقولون في النار يا لَيْتَنا نُرَدُّ قال تعالى ولَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ كما عاد أصحاب الفلك إلى شركهم وبغيهم بعد إخلاصهم لله فإذا نظرت هذه الطائفة إلى هذه الآيات أرسلوها مع أمرها الإلهي إلى حيث دعاها وإن كانت الآية غير معتادة نظروا أي اسم إلهي يطلبها فإن طلبها القهار وأخواته فهي آية رهبة وزجر ووعيد أرسلوها على النفوس وإن طلبها أعني تلك الآية الاسم اللطيف وأخواته فهي آية رغبة أرسلوها على الأرواح فأشرق لها نور شعشعاني على النفوس فجنحت بذلك النفوس إلى بارئها فرزقت التوفيق والهداية وأعطيت التلذذ بالأعمال فقامت فيها بنشاط وتعرت فيها من ملابس الكسل وتبغض إليها معاشرة البطالين وصحبة الغافلين اللاهين عن ذكر الله ويكرهون الملأ والجلوة ويؤثرون الانفراد والخلوة ولهذه الطبقة الثانية حقيقة ليلة القدر وكشفها وسرها ومعناها ولهم فيها حكم إلهي اختصوا به وهي حظهم من الزمان فانظر ما أشرف إذ حباهم الله من الزمان بأشرفه فإنها خير من ألف شهر فيه زمان رمضان ويوم الجمعة ويوم عاشوراء ويوم عرفة وليلة القدر فكأنه قال فتضاعف خيرها ثلاثا وثمانين ضعفا وثلث ضعف لأنها ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر وقد تكون الأربعة الأشهر مما يكون فيها ليلة القدر فيكون التضعيف في كل ليلة قدر أربعة وثمانين ضعفا فانظر ما في هذا الزمان من الخير وبأي زمان خصت هذه الطائفة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الثامن عشر والحمد لله‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!