Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سبب وجود عالم الشهادة وسبب ظهور عالم الغيب من الحضرة الموسوية

فللحاكم إن يفصل عليه الأمر لما فيه من الإجمال ليترتب الحكم على التعيين فيقول له حين أعطيته هذه الهدية ما ابتغيت بها هل ابتغيت بها جزاء من الجنة أو معاوضة في الدنيا أو ابتغيت بها وجه الله فإن قال الخصم ابتغيت بها الأجر في الآخرة من الجنة أو المعاوضة في الدنيا حكم على المعطي إياه برد عين ما أخذه منه إن كانت عينه باقية وإن كانت العين قد ذهبت حكم له بالقيمة على الخلاف في ذلك هل تعتبر القيمة في الشي‏ء في زمان العطاء أو في زمان القضاء وإن قال إنما أعطيتها ابتغاء وجه الله لم يحكم له بشي‏ء في ذلك وقال ليس بيد صاحبك ما قصدته بهديتك فمن وجه أثبته عوضا عنها فيما يظهر فإنه لم يصرح مالك بأكثر من هذا ومن وجه ينفي أن يكون عوضا فإنه لا يماثله في القدر شي‏ء من مخلوقاته والكل نعمته غير أنه المعاوضة على الله لهذا المعطي في الدار الآخرة مما يناسب هديته فإن زاد على ذلك فمن باب المنة وقد قيل‏

لكل شي‏ء إذا فارقته عوض *** وليس لله إن فارقت من عوض‏

والتحقيق في هذه المسألة أن الحق من حيث ذاته ووجوده لا يقاومه شي‏ء ولا يصح أن يراد ولا يطلب لذاته وإنما يطلب الطالب ويريد المريد معرفته أو مشاهدته أو رؤيته وهذا كله منه ليس هو عينه وإذا كان منه لا عينه فقد يصح أن يكون عوضا فيكون عمله في الدنيا الذي هو الحضور مع الله في‏

قوله اعبد الله كأنك تراه‏

فيكون هذا العمل جزاؤه عند الله رؤيته وهي أرفع المنازل فهي للحاضر هنا في عمله جزاء وهي لغير الحاضر زيادة ومنة فهو عند هذا ليس عوضا وهو عند الآخر عوض فيكون الحضور في الدنيا من الجود المطلق من عين المنة وتكون الرؤية من الجود المقيد جزاء بما أوجبه على نفسه فمن جوده شهدت جوده فما خرج عنه شي‏ء ولا أوجب مخلوق عليه شيئا لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فإذا أعطى العبد ابتداء لغيره لا جزاء يستحقه ذلك الغير فيكون هذا المعطي لأجل ذلك الاستحقاق تحت قيد الحق فيكون عطاه مثل هذا لا عن استحقاق لا يطلب بذلك إلا وجه الله سواء طلبه بنيته أو لم يطلبه فإن حالة العطاء المبتدأ يعطي ذلك فإنه اتصف فيه بصفة الحق من الجود المطلق حيث لم يكن عطاؤه جزاء ولما كان حاله هذا فكما إن الله تعالى يطلب الجزاء على ما امتن به من النعم على عباده وهو الشكر عليها ومعرفة النعم منه ويجازي هو على ذلك الشكر وعلى تلك المعرفة كذلك يعطى هذا العبد المنعم على غيره ابتداء إطلاق لسان المنعم عليه بالشكر والثناء عليه ثم يتولى الله جزاءه به لا بالجنة حتى اتصف بهذا العطاء بصفته تعالى فهذا قد أبنت محتملات ما يتضمنه هذا المنزل والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثالث والتسعون ومائتان في معرفة منزل سبب وجود عالم الشهادة وسبب ظهور عالم الغيب من الحضرة الموسوية»

إذا ما الشمس كان لها شعاع *** فذاك النور من قبلي أتاها

إذا ما الموت حل بكل نفس *** فذاك الموت من رب براها

إذا ما جنة المأوى تجلت *** مزينة إلينا في حلاها

نعمنا بالرياح لما حوته *** من الطيب الممسك في شذاها

وإن طمست نجوم في سماء *** فذاك الطمس أورثها زهاها

وإن دخلت نفوس في نفوس *** فإن دخولها فيها مناها

وعمار القفار لها شرود *** من الصيد الذي يفنى ذماها

ولو أن الرسول يرى نفوسا *** ترد رسالتيه لما أتاها

ولو عرضت عليه الحجب عما *** يجي‏ء به المنازع ما أباها

ولو أن الجواري سابحات *** إلى أمد لحقق منتهاها

ولو أن الليالي مرسلات *** غدائرها لما شقوا دجاها

ولو أن الصباح يرى وجوها *** منورة الجوانب من ضحاها

لأخجله ومات بها عزاما *** وهيمه وتيمه هواها

ولو أن الهلال يكون بدرا *** لأربعة وعشر ما تلاها

ولو أن البحار تكون ماء *** فراتا لم يلذ به سواها

ولو أن الأراضي ذات سطح *** لما قال المهيمن قد دحاها

وأظهر فبه زينة كل شي‏ء *** وأخفى حكمة فيه ثراها

ولو أن الديار بها أنيس *** لكان أنيسها رب بناها

ولكن لا يصح الأنس عندي *** بذات ما لها صفة تراها

ولو أن العوالي في سفال *** لكان سفالها أعلى ذراها

ولو أن الرواسي شامخات *** لكان شموخها ممن علاها

ولكن الشموخ لها مقام *** به رب البرية قد حباها

ولو أن الصحيفة قيدت من *** يقيدها لري وقد محاها

ولو أن الجحيم تكون نارا *** بلا برد مشيت على هواها

ولكن العذاب وجود ضد *** تراه النفس ذوقا في جناها

ولو أن المحبة ذات شخص *** لا ضعف شوقها منها قواها

ولو نظر المشرع حين تخلو *** بمن تهواه شرعا ما نهاها

ولو أن السماء بلا نجوم *** لنورها قليل من سناها

ولو أن الرياح جرت رخاء *** لزعزعها وأفقدها رخاها

ولو أن المياه تغور غورا *** لاحيا العالمين ندا يداها

ولو أن السحاب حمت حياها *** عن الكفار أغناهم حياها

ولو أن الجبال تسير سيرا *** لكان سماؤها منها ثراها

ولو أن العيون ترى سناها *** بلا حجب لحل بها عماها

ولو أن الملوك تراك عينا *** إذا أقبلتم حلت حباها

ولو نطق الكتاب بكل حمد *** على أحد من الدنيا عناها

ولو أن المغير يغير صبحا *** عليها في الفلاة لما سباها

ويثبت في مواقف مهلكات *** لقوتها إذا أمر دهاها

لقد أقسمت بالسبع المثاني *** ومن سور الحروف بعين طاها

لقد أبصرت عين الشمس تخفى *** عن الأبصار إذ تعطي نداها

فتبصر جوها بيدي سحابا *** وتبصر أرضها تزهو رباها

وتظهر حسنها لعمي عيون *** ويخفى طرفها عنا عناها

ولما قيل قد رحلت وغابت *** وقد تركت خليفتها أخاها

أجبت رسولها لما أتاني *** ليسأل أن تكلمني شفاها

فقلت الستر أولى بي لأني *** رأيت فناء عيني في فناها

فما رحلت لبغض كان منها *** ولكن كان عن حاد حداها

إجابته لأمر واعتناء *** به جود المهيمن قد حذاها

فصار الكل مفتقرا إليها *** وصار الكون يرغب في حداها

فكم من حفرة قد كنت فيها *** ولولاها لملت على شفاها

لعلة شهوة لو أن عيسى *** تؤيده الأساة لما شفاها

وكم من طعمة أكلت بحرص *** لشهوتها ولم تبلغ أناها

وكم من شهوة نظرت إلينا *** ونلناها عصمنا من أذاها

ولم تك نفسنا يوما نوتها *** وكان العقل قد أخفى نواها

مخافة أن تطالبه نفوس *** بها والعقل يحذر من جفاها

ولا خطرت له يوما ببال *** ولا حكمت عليه ولا نواها

ولكن الشريعة أثبتتها *** إلى أهل السعادة في خساها

فنالوها ولم تعقب حجابا *** وصانهم المهيمن عن زكاها

اعلم أيدنا الله وإياك أن هذه القصيدة وكل قصيدة في أول كل باب من هذا الكتاب ليس المقصود منها إجمال ما يأتي مفصلا في نثر الباب والكلام عليه بل الشعر في نفسه من جملة شرح ذلك الباب فلا يتكرر في الكلام الذي يأتي بعد الشعر فلينظر الشعر في شرح الباب كما ينظر النثر من الكلام عليه ففي الشعر من مسائل ذلك الباب ما ليس في الكلام عليه بطريق النثر وهي مسائل مفردات تستقل كل مسألة في الغالب بنفسها إلا أن يكون

بين المسألتين رابط فيطلب بعضها بعضا كالإنسان فإنه يطلب الكلام في الحيوان بما فيه من الإحساس ويطلب النبات بما فيه من النمو والغذاء ويطلب الجماد بما فيه مما لا يحس كالأظفار والشعر فيتعلق بالنبات لنموها ويتعلق بالجماد لعدم إحساسها وما في الوجود شي‏ء أصلا لا يكون بينه وبين شي‏ء آخر ارتباط أصلا حتى بين الرب والمربوب فإن المخلوق يطلب الخالق والخالق يطلب المخلوق ولذا كان العلم من العالم على صورة المعلوم وخرج المعلوم على صورة العلم وإن لم يكن كذلك فمن أين يقع التعلق فلا تصح المنافرة من جميع الوجوه أصلا فلا بد أن تتداخل المسائل للارتباط الذاتي الذي في الوجود بين الأشياء كلها فافهم ما أشرت به إليك في هذا الارتباط فإنه ينبئ عن أمر عظيم إن لم تتحققه زلت بك قدم الغرور في مهواة من التلف فإنه من هنا تعرف ما معنى قول من قال بحدوث العالم ومن قال بقدم العالم مع الإجماع من الطائفتين بأنه ممكن وإن كل جزء منه حادث وليس له مرتبة واجب الوجود بنفسه وإنما هو عند بعضهم واجب الوجود بغيره إما لذات الموجد عند بعضهم وإما لسبق العلم بوجوده عند آخرين ولو لا صحة الارتباط الذي أشرنا إليه لما صح أن يكون العالم أصلا وهو كائن فالارتباط كائن والمنافرة وعدم المنافرة من وجه آخر فكل حقيقة إلهية لها حكم في العالم ليس للأخرى وهي نسب فنسبة العالم إلى حقيقة العلم غير نسبته إلى حقيقة القدرة فحكم العلم فيه لا مناسبة بينه وبين المقدور وإنما مناسبته بينه وبين المعلوم والأمر من كونه معلوما يغاير كونه مقدورا فإذا نظرته على هذا النسق قلت لا مناسبة بين الله وبين عباده وإذا نظرت بالعين الأخرى أثبت النسبة فإنها موجودة في الكل فاحكم بحسب ما تراه وما يغلب عليك في الوقت وإذا تبينت الحقائق لذي عينين فليقل ما حد له الشرع أن يقول ولا يقل بعقله فإن إطلاق الألفاظ منها ما هو محجور علينا مع صحة المعنى ومنها ما هو مباح لنا مطلقا مع فساد المعنى طلاق نسبة الظرفية لمن لا يقبل الظرفية وكنسبة استفادة العلم لمن لا يستفيد علما فالإطلاق مشروع والوجه المنافي معقول كما حجر إطلاق نسبة الولد وأدخله تحت حكم لو وكما حجر تبديل القول الإلهي في قوله ما يبدل القول لدي وأدخله تحت لو ولا يدخل تحت لو إلا الممكن والعقل يدل على الإحالة في الولد دلالة عقلية ويدل على الإمكان في هداية الناس أجمعين دلالة عقلية ويدل على إحالة هداية الناس أجمعين لما سبق في العلم من الاختلاف دلالة عقلية وتدل لفظة لو على أنه مخير في نفسه إن شاء شاء أمرا ما وإن شاء لم يشأ ذلك الأمر وهذا ورد به الإخبار الإلهي ويحيله العقل وقد أمرنا الله بالعلم به وجعل الآيات دلائل لأولي الألباب ولكن لما هي دلائل عليه خاصة فلا يخلو الأمر في أمره إيانا بالعلم به هل نسلك في ذلك دلالة الشارع والوقوف عند إخباره تقليدا أو نسلك طريقة النظر فيكون معقولا أو نأخذه من دلالة العقل ما يثبت به عندنا كونه إلها

ونأخذ من دلالة الشرع ما نضيفه إلى هذا الإله من الأسماء والأحكام فنكون مأمورين في العلم به سبحانه شرعا وعقلا وهو الصحيح فإن الشرع لا يثبت إلا بالعقل ولو لم يكن كذلك لقال كل أحد في الحق ما شاء مما تحيله العقول وما لا تحيله وهم قد فعلوا ذلك مع الايمان بالشرع ودخلوا بالتأويل في أمور لا حاجة لهم بها ولو استغنوا عنها لم يطالبهم العقل بذلك ولا سألهم الشرع عن ترك ذلك بل يسألهم الشرع عن فعل ذلك وهم فيه على خطر ولا حجة على ساكت إلا إذا وجب عليه الكلام فيما سكت فيه وقد اندرج في هذا الكلام جميع ما ذكرناه في القصيدة التي في أول الباب فإنه جميع ما عدد فيها من الأمور تطلب حقائق إلهية تستند إليها وتنافر حقائق إلهية فمما يتضمن هذا المنزل تجلى الحجاب بين كشفين وتجلى الكشف بين حجابين وما في المنازل منزل يتضمن هذا الضرب من التجلي إلا هذا المنزل فإن التجلي المنفرد في المظهر من غير بينية يعطي ما لا يعطيه في البينية والتجلي المفرد الذاتي في غير المظهر يعطي ما لا يعطيه في البينية وهذا التجلي الواقع في البينية يعطي الحصر بين أمرين وكل محصور محدود بمن حصره وهذا أعجب المعارف في هذا الطريق أن يكون التجلي الذاتي الذي له الإطلاق محصورا فهو كما يقال عن القاعد في حال قعوده إنه قائم فظاهر الأمر أنه لا يتصور فسبحان من تنزه عن الأضداد وقبلتها أوصافه‏

قال صلى الله عليه وسلم ترون ربكم كما ترون الشمس بالظهيرة

فإن كان أراد النهار بهذا اللفظ فقد عم التجليات الذاتية وإن اختلفت في حكم التجلي كاختلاف صفة تنزيهه باسمه الغني عن الفقر وصفة تنزيهه بالأحدية عن الشريك بقوله ولَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في الْمُلْكِ كذلك التجليات الذاتية البصرية مثل هذه التجليات الذاتية العقلية وإن كان أراد بالظهيرة وقتا معينا في النهار وهو الأظهر في المعنى المحقق واللفظ وعليه أولى أن يحمل هذا القول فإن النهار كله تجل ذاتي لأن الشمس فيه ظاهرة بذاتها فإن النهار جلاها للابصار وإن كان النهار معلولا عنها فظهرت بذاتها من أول شروقها إلى حال غروبها ولها تجل وحكم في كل دقيقة يعرفها من يعرفها ويجهلها من يجهلها والذي يعرف الكل من ذلك ما امتد زمانه فيفرقون ما بين حكمها في طلوعها وشروقها وحكمها في إشراقها وحكمها في ضحاها وحكمها في زوالها وهو أول غشيها وحكمها في عصرها وحكمها في قبض ضوئها وقلة سلطانه عما كان عليه فيما يقابله من أول النهار وصدره وحكمها عند سقوطها ولكل تجل وإن كان ذاتيا حكم ليس للآخر فما عدا الطرفين فهو تجل ذاتي بين تجليين ذاتيين إلا الطرفين فهو تجل ذاتي عقيب تجل حجابي والطرف الآخر تجل ذاتي يعقبه تجل حجابي فهو تجل ذاتي بين تجل ذاتي وحجابي وقد رمينا بك على الطريق فافهم من حالات تغير الأحكام الشمسية في هذه الآنات ووقوع التشبيه منها في آن معين وهو الظهيرة وحالة الصحو وعدم السحاب بينها وبين الرائي وخذ أنت في الآنات الباقية آثار التجلي الذاتي‏

[إن النور المنبسط على الأرض ليس له حقيقة وجودية إلا بنور البصر]

فاعلم إن النور المنبسط على الأرض الذي هو من شعاع الشمس الساري في الهواء ليس له حقيقة وجودية إلا بنور البصر المدرك لذلك فإذا اجتمعت العينان عين الشمس وعين البصر استنارت المبصرات وقيل قد انبسط الشمس عليها ولذلك يزول ذلك الإشراق بوجود السحاب الحائل لأن العين فارقت هذه العين الأخرى بوجود السحاب وهي مسألة في غاية الغموض لأني أقول لو أن الشمس في جو السماء وما في العالم عين تبصر من حيوان ما كان لها شعاع منبسط في الأرض أصلا فإن نور كل مخلوق مقصور على ذاته لا يستنير به غيره فوجود أبصارنا ووجود الشمس معا أظهر النور المنبسط أ لا ترى الألوان تنقلب في الجسم الواحد المتلون بالخضرة مثلا أو الحمرة إذا اختلفت منك كيفيات النظر إليه من الاستقامات والانحرافات كيف يعطيك ألوانا مختلفة محسوسة تدركها ببصرك لا وجود لها في الجسم المنظور إليه في الشمس ولا تقدر تنكر ذلك ولا سيما إذا كان الجسم المنظور إليه في الشمس فقد أدركت ما لا وجود له حقيقة بل نسبة كذلك النور المنبسط على الأرض وكتقلب الحرباء في لون ما تكون عليه من الأجسام على التدريج شيئا بعد شي‏ء ما هي مثل المرآة تقبل الصورة بسرعة ولا هي جسم صقيل وإدراك تقلبها في الألوان محسوس مع علمك بأن تلك الألوان لا وجود لها في ذلك الجسم الذي أنت ناظر إليه ولا في أعيانها في علمك كذلك العالم مدرك لله في حال عدمه فهو معدوم العين مدرك لله يراه فيوجده لنفوذ الاقتدار الإلهي فيه ففيض الوجود العيني إنما وقع على تلك المرئيات لله في حال عدمها فمن نظر إلى وجود تعلق رؤية العالم في‏

حال عدمه وإنها رؤية حقيقية لا شك فيها وهو المسمى بالعالم ولا يتصف الحق بأنه لم يكن يراه ثم رآه بل لم يزل يراه فمن قال بالقدم فمن هنا قال ومن نظر إلى وجود العالم في عينه لنفسه ولم يكن له هذه الحالة في حال رؤية الحق إياه قال بحدوثه ومن هنا تعلم أن علة رؤية الرائي الأشياء ليس هو لكونها موجودة كما ذهب إليه من ذهب من الأشاعرة وإنما وجه الحق في ذلك إنما هو استعداد المرئي لأن يرى سواء كان موجودا أو معدوما فإن الرؤية تتعلق به وأما غير الأشاعرة من المعتزلة فإنها اشترطت في الرؤية البصرية أمورا زائدة على هذا تابعة للوجود ولهذا صرفت الرؤية إلى العلم خاصة فأما تجلى الذات بين تجليين حجابيين فلا بد أن يظهر في ذلك التجلي الذاتي من صور الحجابين أمر للرائي فيكون ذلك التجلي له كالمرآة يقابل بها صورتين فيرى الحجابين بنور ذلك التجلي الذاتي في مرآة الذات كما تشهد الفقر في حال تنزيهك الحق عنه سبحانه الغني الحميد وإن لم يكن الأمر كذلك فكيف تنزهه عما ليس بمشهود لك عقلا فهكذا صورة الحجاب في الذات عند التجلي وأوضح من هذا فلا يمكن فإذا أدرك العارف صورة هذين الحجابين أو صورة الحجاب والتجلي الذاتي الذي هذا التجلي الذاتي الآخر بينهما أو أدرك التجليين الذاتيين في مجلى الحجاب الواقع بينهما فليكن ذكره وعمله بحسب ما تعطيه تلك الصورتان في ذلك المجلى والعلة في أنه لا يدرك أبدا في التجلي أي تجل كان إلا صورتين لا بد منهما لكون الواحد يستحيل أن يشهد في أحديته ولما كان الإنسان لا تصح له الأحدية وهو في الرتبة الثانية من الوجود فله الشفعية لهذا لا يشاهد في التجلي إلا الصورتين الذي هو المجلى بينهما فلا يرى الرائي من الحق أبدا حيث رآه إلا نفسه فهذا التجلي يعرفك بنفسك وبنفسه فإن كان التجلي بين حجابين كانت الصورتان عملا إن كان في الدنيا فيكون عمل تكليف مشروع وإن كان في الآخرة فيكون عمل نعيم في منكوح أو ملبوس أو مأكول أو مشروب أو تفرج بحديث أو كل ذلك أو ما أشبه ذلك بحسب الحجاب ولهذا إذا رجع الناس من التجلي في الدار الآخرة يرجعون بتلك الصورة ويرون ملكهم بتلك الصورة وبها يقع النعيم ويظهر أن النعيم متعلقة الأشياء وليس كذلك وإنما متعلق النعيم وجود الأشياء أو إدراكها على تلك الصور الحجابية التي أدركها في المجلى الذاتي وإن كان التجلي تجليا حجابيا بين تجليين ذاتيين كتجلي القمر بين الضحى والظهيرة وتجلى الليل بين نهارين كانت الصورتان في ذلك المجلى الحجابي علما لا عملا ولكن من علوم التنزيه فتتحلى به النفس وتنعم به النعيم المعنوي وتلك جنتها المناسبة لها فافهم وإن كان التجلي الذاتي بين تجل حجابي وذاتي كانت الصورتان صورة علم لا صورة عمل فالتجلي الذاتي في الذاتي صورة علم تنزيه لا غير وصورة التجلي الحجابي فيه صورة علم تشبيه وهو تخلق العبد بالأسماء الإلهية وظهوره في ملكه بالصفات الربانية وفي هذا

المقام يكون المخلوق خالقا ويظهر بأحكام جميع الأسماء الإلهية وهذه مرتبة الخلافة والنيابة عن الحق في الملك وبه يكون التحكم له في الموجودات بالفعل بالهمة والمباشرة والقول فأما الهمة فإنه يريد الشي‏ء فيتمثل المراد بين يديه على ما أراده من غير زيادة ولا نقصان وأما القول فإنه يقول لما أراده كُنْ فَيَكُونُ ذلك المراد أو يباشره بنفسه إن كان عملا كمباشرة عيسى الطين في خلق الطائر وتصويره طائرا وهو قوله لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ فللإنسان في كل حضرة إلهية نصيب لمن عقل وعرف وإن كان التجلي الحجابي بين تجل حجابي وذاتي فالتجلي الحجابي في الحجابي علم ارتباطه بالحق من حيث ما هو دليل عليه وكونه سببا عنه وأنه على صورته ونسبة الشبه به وأما صورة التجلي الذاتي في الحجابي فهو علم تجلى الحق في صفات المخلوق من الفرح والتعجب والتبشبش واليد والقدم والعين والناجذ واليدين والقبضة واليمين والقسم للمخلوق بالمخلوقين وبنفسه واتصافه بحجب النور والظلم وبحصر سبحانه المحرقة خلف تلك الحجب النورية والظلمية وقد حصرت لك مقام التجليات في أربع وليس ثم غيرها أصلا ولما أعطت الحقيقة في التجليات الإلهية إنها لا تكون إلا في هذه الأربع‏

في العالم كانت الموجودات كلها على التربيع في أصلها الذي ترجع إليه فكل موجود لا بد أن يكون في علمه علم تنزيه أو علم تشبيه وفي عمله إما في عمل صناعي أو عمل فكري روحاني ولا تخلو من هذه الأربعة الأقسام وكذا الطبيعة أعطت بذاتها لحكم هذه التجليات فإن الموجودات إنما خرجت على صورة هذه التجليات فكانت الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة وهي في كل جسم بكمالها غير أنه‏

قد تكون في الجسم على التساوي في القوة وهو سبب بقاء ذلك الجسم وقد لا تكون في الجسم على السواء في القوة فتكون العلل لذلك الجسم مستصحبة وحالات الأمراض تنقلب عليه بحسب غلبة بعضها على بعض فإن أفرطت كان الموت وإفراطها منها فإن السبب الموجب لإفراطها إنما وقع منها بمأكول يأكله الإنسان أو الحيوان فما يكون الغالب في ذلك المأكول أو المباشر يزيد في كمية ما يناسبه من الجسم إن كان حارا قوي الحرارة وإن كان باردا قوي البرودة وكذلك ما بقي ثم إنه لما ألف بين هذه الأربعة لم يظهر إلا أربعا ولا قبلت إلا أربعة وجوه فإن حقائق تلك التجليات الأربعة أعطت أن لا تأتلف من هذه الأربع إلا وزنها في العدد ولهذا كانت منها المنافرة من جميع الوجوه والمناسبة كما ذكرناه في الإلهيات في أول هذا الباب وتلك الحقيقة الإلهية حكمت على العالم أن يكون بتلك المثابة إذ كان المعلوم على صورة العلم وعلمه ذاته فافهم فالمنافرة كالحرارة والبرودة وكذلك الرطوبة واليبوسة فلذلك لا تجتمع الحرارة والبرودة ولا الرطوبة واليبوسة في حكم أبدا وأوجد الله العناصر أربعة عن تأليف هذه الطبائع فكان النار عن الحرارة واليبوسة ثم لم يجعل ما يليه ما ينافره من جميع الوجوه بل جعل إليه ما يناسبه من وجه وإن فارقه من وجه فكان الهواء له جارا بما يناسبه من الحرارة وإن نافره بالرطوبة فإن للوساطة أثرا وحكما لجمعها بين الطرفين فقويت على المنافرة لهما فالهواء حار رطب فبما هو حار يستحيل إلى النار بالمناسب وغلب الوساطة وبما هو رطب يستحيل إلى الماء بالمناسب ثم جاور الهواء من الطرف الأسفل الماء فقبل الهواء جوار النار للحرارة وقبل جوار الماء للرطوبة وإن نافره بالبرودة كما نافره الهواء بالحرارة وكذلك جاور بين التراب وبين الماء للبرودة الجامعة لمجاورتهما فما ظهر عنها إلا أربعة لذلك الأصل وكذلك الجسم الحيواني المولد جعل أثر النار فيه الصفراء وأثر الهواء الدم وأثر الماء البلغم وأثر التراب السوداء فركب الجسم على أربع طبائع وكذلك القوي الأربعة الجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعة وكذلك قرن السعادة والشقاء بالأربعة باليمين والشمال والخلف والأمام لأن الفوقية لا يمشي الجسم فيها بطبعه والتحتية لا يمشي فيها الروح بطبعه والإنسان والحيوان مركب منهما فما جعلت سعادته وشقاوته إلا فيما يقبله طبعه في روحه وجسمه وهي الجهات الأربع وبها خوطب ومنها دخل عليه إبليس فقال ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ من بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ومن خَلْفِهِمْ وعَنْ أَيْمانِهِمْ وعَنْ شَمائِلِهِمْ ولم يقل من فوقهم ولا من تحتهم لما ذكرناه فإبليس ما جاءه إلا من الجهات التي تؤثر في سعادته إن سمع منه وقبل ما يدعوه إليه وفي شقاوته إن لم يسمع منه ولم يقبل ما دعاه إليه فسبحان العليم الحكيم مرتب الأشياء مراتبها وهكذا فعل العالم الجسماني العلوي فجعل البروج التي جعل الأحكام عنها في العالم على أربع نارية وترابية وهوائية ومائية وكذلك جعل أمهات المطالب أربعة هل وما ولم وكيف وكذلك أمهات الأسماء المؤثرة في العالم وهو العالم والمريد والقادر والقائل فعلمه بكونه يكون في وقت كذا على حالة كذا دون ذلك لا يمكن فهذا العلم علق الإرادة بتعين ذلك الحال فالقائل علق القدرة بإيجاد تلك العين فعلم فأراد وقال فقدر فظهرت الأعيان عن هذه الأربعة فالحرارة للعلم واليبوسة للإرادة والبرودة للقول والرطوبة للقدرة فللحرارة التسخين ولليبوسة التجفيف وللرطوبة التليين وللبرودة التبريد قال تعالى ولا رطب ولا يابس فذكر المنفعلين دون الفاعلين لدلالتهما على من كانا منفعلين عنهما وهما الحرارة انفعل عنها اليبوسة وكذلك البرودة انفعل عنها الرطوبة فانظر ما أعطته هذه التجليات بحصرها فيما ذكرناه وكذلك العالم سعيد مطلق وشقي مطلق وشقي ينتقل إلى سعادة وسعيد ينتقل إلى شقاوة فانحصرت الحالات في أربع ومنه الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ وما ثم خامس وهذه نعوت نسبته مع العالم ومراتب العدد أربعة لا خامس لها وهي الآحاد والعشرات والمئات والآلاف ثم يقع التركيب وتركيبها كتركيب الطبائع لوجود الأركان سواء

[ما دام البدر طالعا فالنفوس في البساتين نائمة]

واعلم يا أخي أنه ليلة تقييدي لبقية هذا المنزل من بركاته رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استلقى على ظهره وهو يقول ينبغي للعبد أن يرى عظمة الله في كل شي‏ء حتى في المسح على الخفين ولباس القفازين وكنت أرى في رجليه صلى الله عليه وسلم نعلين أسودين جديدين وفي يديه قفازين وكأنه يشير إلي مسرورا بما وضعته في هذا المنزل من العلم بما يستحقه جلال الله ثم يقول ما دام البدر طالعا فالنفوس في البساتين نائمة وفي جواسقها آمنة فإذا كان الظلام ولم يطلع‏

البدر خيف من اللصوص فينبغي إن يدخل الإنسان المدينة حذرا من اللصوص فكنت أفهم عنه من هذا الكلام أنه يريد أن النفوس إذا كان شهود الحق غالبا عليها محققة به وفيه عند من يدخل بساتين معرفة الله والكلام في جلاله على ضروبه وكثرة فنونه فشبه الحق بالبدر وشبه ما تحويه البساتين من ضروب الفواكه بما تحوي عليه الحضرة الإلهية من معارف الأسماء الإلهية وصفات الجلال والتعظيم وفهمت منه في المنام من قوله إذا غاب البدر وذلك شهود الحق في الأشياء والحضور معه والنية الخالصة فيه كان ظلام الجهل والغفلة عن الله والخطاء وخيف من اللصوص يريد الشبه المضلة الطارئة لأصحاب النظر الفكري وأصحاب الكشف الصوري فذكر ذلك خوفا على النفوس إذا اشتدت في الكلام على ما يستحقه جناب الحق فليدخل المدينة يريد فليتحصن من ذلك بالشرع الظاهر وليلزم الجماعة وهم أهل البلد فإن يد الله مع الجماعة ثم رأيته صلى الله عليه وسلم يتقلق قلقا عظيما بجميع أعضائه لعظيم ما هو فيه من السرور بما يتضمنه هذا المنزل من المعرفة وكانتا في الليل والبدر طالع حتى كان منه في النهار أرى البدر يضي‏ء في كبد السماء وقائل يقول لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلق عظيم لما يرد عليه من الله ويشهده واستيقظت فقيدت الرؤيا في هذا المنزل واستبشرت بما رأيته لله الحمد على ذلك ويتضمن هذا المنزل علوما جمة وما من منزل إلا ويحتمل ما يحوي عليه من المعارف مجلدات كثيرة فقلت لأصحابى في هذه الليلة إنما أجعل من المنزل بعض ما يحوي عليه من المعارف مسألة من مسائله فسألني بعض أصحابي قال إذا كان الأمر على هذا فنبهنا على عدد ما يحويه من المسائل بذكر رءوس أصولها خاصة لنعرفها من غير تفصيل مخافة التطويل فقلت إن شاء الله ربما أفعل ذلك فبما بقي علينا من هذه المنازل في هذا الكتاب فكانت على هذه الليلة ليلة مباركة

[علم التجلي في النجوم‏]

فاعلم إن هذا المنزل يتضمن علم التجلي في النجوم على كثرتها في كل نجم منها في آن واحد برؤية واحدة وعلم تداخل التجليات وعلم تجلى التابع والمتبوع وهل يحصل للتابع ذوق من تجلى المتبوع أم لا فإن المتبوع إنما جاء يدعو إلى الله ما جاء يدعو إلى نفسه فقال تَعالَوْا إِلى‏ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا الله ولا نُشْرِكَ به شَيْئاً ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً من دُونِ الله وقال أَدْعُوا إِلَى الله عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا ومن اتَّبَعَنِي فجعل للتابع نصيبا في الدعاء إلى الله فكل علم يستقل به الإنسان من كونه عاقلا لا يحتاج فيه إلى غيره من رسول ولا دل عليه كالعلم بتوحيد الله وما يجب له وكذلك ما يحصل له من الفيض الإلهي في الكشف في خلواته وطهارة نفسه بمكارم الأخلاق فمثل هذا يكون له من التجلي مثل ما للمتبوع لأنه ليس بتابع إنما هو ذو بصيرة إما لدليل عقل سار أو لكشف محقق هو فيه مثل المتبوع وكل إنسان ما له هذا المقام وكان الذي عنده من العلم بالله أخذه إيمانا من المتبوع ومشى عليه ويكون ذلك العلم مما لا يمكن أن يحصل إلا على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو علم التقرب إلى الله من كونه قربة لا من كونه علما وكذلك الأعمال البدنية والقلبية على طريق القربة لا تعلم إلا من المتبوع فإذا كان التجلي في هذا المقام لصاحب هذا العلم فلا يلحق فيه التابع المتبوع أبدا فهو للمتبوع تجل شمسي وهو للتابع تجل قمري ونجومي فاعلم ذلك‏

[تجلى الحق لأهل الشقاء في غير الاسم الرب‏]

ومما يتضمنه هذا المنزل تجلى الحق لأهل الشقاء في غير الاسم الرب مع أن الله ما جعل الحجاب إلا في يومئذ مخصوصا وفي اسم الرب المضاف إليهم لا في إطلاق الاسم فهم في الحجاب في زمان مختص من اسم مضاف خاص بهم فلا يمنع تجليه في هذا الاسم الخاص لهم في غير ذلك الزمان وفي اسم الرب المطلق وفي غيره من الأسماء قال تعالى كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ فأضافه إليهم يومئذ لَمَحْجُوبُونَ فجعله زمانا معينا فافهم‏

[النعيم بالتجلي إنما يقع للمحبين المشتاقين‏]

ويتضمن هذا المنزل أنه ليس كل تجل يقع به النعيم وأن النعيم بالتجلي إنما يقع للمحبين المشتاقين الذين وفوا بشروط المحبة ويتضمن هذا المنزل بطون عالم الشهادة في الغيب فيرجع ما كان شهادة غيبا وما كان غيبا شهادة وهكذا ذهب إليه بعض العارفين في نشأة الآخرة إن الأجسام تكون مبطونة في الأرواح وأن الأرواح تكون لها ظروفا ظاهرة بعكس ما هي في الدنيا فيكون الظاهر في الدار الآخرة والحكم للروح لا للجسم ولهذا يتحولون في أية صورة شاءوا لغلبة الروحية عليهم وغيبية الجسم فيها كما هم اليوم عندنا الملائكة وعالم الأرواح يظهرون في أية صورة شاءوا ومن منازل أصحاب الكشف الذين أنكروا حشر الأجسام فإنهم أبصروا في كشفهم الأمر الواقع في الدار الآخرة ورأوا أرواحا تتحول في الصور كما يريدون وغيب عنهم ما تحوي عليه تلك الأرواح‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!