Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل الألفة وأسراره من المقام الموسوى والمحمدى

المشاهدة وأما خطؤه فقوله ارتفع الحجاب ولم يقيد وإنما يقال ارتفع حجاب بشريته ولا شك أن خلف حجاب بشريته حجبا أخر فقد يرتفع حجاب البشرية ويقع الكلام من الله لهذا العبد خلف حجاب آخر أعلاها من الحجب وأقربها إلى الله وأبعدها من المخلوق المظاهر الإلهية التي يقع فيها التجلي إذا كانت محدودة معتادة المشاهدة كظهور الملك في صورة رجل فيكلمه على الاعتدال للعادة والحد وقد تجلى له وقد سد الأفق فغشي عليه لعدم المعتاد وإن وجد الحد فكيف بمن لم ير حدا ولا اعتاد فقد تكون المظاهر غير محدودة ولا معتادة وقد تكون محدودة لا معتادة وقد تكون محدودة معتادة وتختلف أحوال المشاهدين في كل حضرة منها فمن عدل عن حضرة المكالمة فقد لحق بأهل الخسران وإن سعد ولكن بعد شقاء عظيم وإن من الناس من أصحاب الدعاوي في هذه الطريقة الذين قال الله فيهم وقَدْ خابَ من دَسَّاها حين أَفْلَحَ من زَكَّاها فيزعمون أنهم يكلمون الله في خلقه ويسمعون منه في خلقه وهو في نفسه مع نفسه ما عنده خبر من ربه لأنه لا يعرفه ولا يعرف كيف يسمع منه ولا ما يسمع منه فأصحاب الدعاوي في هذه الطريقة كالمنافقين في المسلمين فإنهم شاركوهم في الصورة الظاهرة وبانوا بالبواطن فهم معهم لا معه فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا من عِنْدِ الله وهو والله من عنده ولكن من غير الوجه الذي يزعمون ولهذا شقوا بما قالوه وإن كانوا لا يعتقدونه وسعد الآخر بقوله إنه من عند الله واعتقاده ذلك على غير الوجه الذي يعطي الشقاء فالقول واحد والحكم مختلف فسبحان من أخفى علمه عن قوم وأطلع عليه آخرين لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ولا يكون الأمر إلا هكذا فإنه هكذا وقع ولا يقع إلا ما علم أنه يقع كذا فإنه في نفس الأمر كذا لا يجوز خلافه وهنا عقدة لا يحلها إلا الكشف الاختصاصي لا تحلها العبارة وإذا فهمت هذا

[التعاون على البر والتقوى‏]

فاعلم أنه من آخر فصول هذا المنزل التعاون عَلَى الْبِرِّ والتَّقْوى‏ فإنه يكون عنه علم شريف يتعلق بمعرفة الأسباب الموضوعة في العالم وإن رفعها عينا لا يصح إذا كان السبب علة فإن لم يكن علة فقد يصح رفع عينه مع بقاء لازمه لكن لا من حيث هو لازم له بل من حيث عين اللازم فهو لما هو لازم له على الطريقة المختصة لا يرتفع وهو من حيث عينه وإن كان لازما لغيره فيكون أثره لعينه فيوجد حكمه لعينه ففي الأسباب التي ترفع ويوجد اللازم يفعل لعينه كالغذاء المعتاد على الطريقة المختصة به يلازمه الشبع بالأكل منه وقد يكون الشبع من غير غذاء ولا أكل ومثل السبب العلي وجود اتصاف الذات بكونها شابعة لوجود الشبع فلو رفعت الشبع ارتفع كونه شابعا فمن الأسباب ما يصح رفعها وما لا يصح وتقرير الكل في مكانه وعلى حده على ما قرره واضعه هو الأولى بالأكابر وينفصلون عن العامة بالاعتماد فلا اعتماد للأكابر في شي‏ء من الأشياء إذا وصفوا بالاعتماد إلا على الله فمن منع وجود الأسباب فقد منع ما قرر الحق وجوده فيلحق به الذم عند الطائفة العالية وهو نقص في المقام كمال في الحال محمود في السلوك مذموم في الغاية والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن والسبعون ومائتان في معرفة منزل الألفة وأسراره من المقام الموسوي والمحمدي»

منزل الألفة لا يدخله *** غير موجود على صورته‏

فتراه عند ما تبصره *** نازلا فيه على سورته‏

حاكما فيه بما يعلمه *** جاريا فيه على سيرته‏

فاصطفاه الحق مرآة له *** فلهذا زاد في سورته‏

فنهاه الله أعلاما له *** أن ذاك النهي من غيرته‏

عند ما حجر ما كان له *** مطلقا نزه عن حيرته‏

أكل المنهي عنه فبدت *** رتبة الأكل في عورته‏

فدرى حين رآها إنها *** زلة جاءته من جيرته‏

[الألفة بين الإثنين لا يكون إلا لمناسبة بينهما]

لا يتألف اثنان إلا لمناسبة بينهما فمنزل الألفة هي النسبة الجامعة بين الحق والخلق وهي الصورة التي خلق عليها الإنسان ولذلك لم يدع أحد من خلق الله الألوهية إلا الإنسان ومن سواه ادعيت فيه وما ادعاها قال فرعون أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى‏

وما في الخلق من يملك سوى الإنسان وما سوى الإنسان من ملك وغيره لا يملك شيئا يقول تعالى في إثبات الملك للإنسان أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وما ثم موجود من يقر له بالعبودية إلا الإنسان فيقال هذا عبد فلان ولهذا شرع الله له العتق ورغبة فيه وجعل له ولاء العبد المعتق إذا مات عن غير وارث كما إن الورث لله من عباده قال تعالى إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ ومن عَلَيْها وما ثم موجود يقبل التسمية بجميع الأسماء الإلهية إلا الإنسان وقد ندب إلى التخلق بها ولهذا أعطى الخلافة والنيابة وعلم الأسماء كلها وكان آخر نشأة في العالم جامعة لحقائق العالم مما اختص الله بها ملكه كله وصورته ومن نشأته أيضا الطبيعية القائمة من الأربع الطبائع مع القوة الناطقة التي اختص بها في طبيعته دون غيره مما خلق من الطبيعة كالصورة الإلهية القائمة على أربع الذي لا يعطي

الدليل العقلي غيرها وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة فبهذه صح إيجاد العالم له وكان هو إلها بها إذ لو جرد عن هذه النسب لما كان إلها للعالم وهو المثل المقرر في القرآن الذي لا يماثل في قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ أي ليس مثل مثله شي‏ء فأثبت المثلية له بالإنسان تنزيها له تعالى أي إذا كان المثل المفروض لا يماثل فهو تعالى أبعد وأنزه أن يماثل وفي السنة خلق آدم على صورته ونفى بهذه الآية أن يماثل هذا المثل وجعل له غيبا وشهادة ولما كان الإنسان بهذه المثابة كانت الألفة بينه وبين ربه فأحبه وأحبه ولهذا

ورد أن السماء والأرض يعني العلو والسفل ما وسعه ووسعه قلب المؤمن التقى الورع‏

وهذا من صفة الإنسان لا من صفة الملك هذا وإن شورك الإنسان في كل ما ذكرناه إلا إن الإنسان امتاز عن الكل بالمجموع وبالصورة فاعلم هذا فلا تصح العبودية المحضة التي لا يشوبها ربوبية أصلا إلا للإنسان الكامل وحده ولا تصح ربوبية أصلا لا تشوبها عبودة بوجه من الوجوه إلا لله تعالى فالإنسان على صورة الحق من التنزيه والتقديس عن الشوب في حقيقته فهو المألوه المطلق والحق سبحانه هو الإله المطلق وأعني بهذا كله الإنسان الكامل وما ينفصل الإنسان الكامل عن غير الكامل إلا برقيقة واحدة وهي أن لا يشوب عبوديته ربوبية أصلا ولما كان للإنسان الكامل هذا المنصب العالي كان العين المقصودة من العالم وحده وظهر هذا الكمال في آدم عليه السلام في قوله تعالى وعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها فأكدها بالكل وهي لفظة تقتضي الإحاطة فشهد له الحق بذلك كما ظهر هذا الكمال في محمد صلى الله عليه وسلم أيضا

بقوله فعلمت علم الأولين والآخرين‏

فدخل علم آدم في علمه فإنه من الأولين وما جاء بالآخرين إلا لرفع الاحتمال الواقع عند السامع إذا لم يعرف ما أشرنا إليه من ذلك وهو صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم بشهادته لنفسه واختلف أصحابنا في أي المقامين أعلى من شهد له الحق أو من شهد لنفسه بالحق كيحيى وعيسى عليهما السلام فأما مذهبنا في ذلك فإن الشاهد لنفسه الصادق في شهادته أتم وأعلى وأحق لأنه ما شهد لنفسه إلا عن ذوق محقق بكماله فيما شهد لنفسه به مرتفعة شهادته تلك عن الاحتمال في الحال فقد فضل على من شهد له برفع الاحتمال والذوق المحقق فهذا المقام أعلى وليس من شأن المنصف الأديب العالم بطريق الله أن يتكلم في تفاضل الرجال وإن علم ذلك فيمنعه الأدب فلهذا قلنا الأديب وإنما يتكلم في تفاضل المقامات فيخرج عن العهدة في ذلك ويسلم له الحال عن المطالبة فيه إذ كانت المقامات ليس لها طلب وكان الطلب للموصوفين بها فالأديب حاله ما ذكرناه وهذا الذي ذكرناه كله يشهده من حصل في هذا المنزل وله من الحروف ألفة اللام بالألف وهو أول حرف مركب من الحروف فوحده الشكل فلم يعرف الألف من اللام فالحق بالمفردات فكأنهما حرف واحد لما تعذر الانفصال ولم يتميز شكل اللام فيه من شكل الألف فلم يدركه البصر فإن قيل إن السمع يدركه بقوله لا فليعلم إن اللام تحتمل الحركة والألف لا تحتمل الحركة فلم يتمكن النطق بالألف فينطق باللام مشبعة الحركة لظهور الألف ليعلم أنه أراد لام الألف لا لام غيره من الحروف حتى يرقمه الراقم على صورته الخاصة به فلا تمتاز الألف من اللام لتمكن الألفة كذلك الإنسان إذا كان الحق سمعه وبصره كما ورد في الخبر يرتبط بالحق ارتباط اللام بالألف ولهذا تقدم في حروف شهادة التوحيد في لفظة لا إله إلا الله فنفى بحرف الألفة ألوهة كل إله أثبته الجاهل المشرك لغير الله فنفى ذلك بحرف يتضمن العبد والرب فإنه يتضمن مدلول اللام والألف كما

قال عليه السلام آمنت بهذا أنا وأبو بكر وعمر

فشركهما معه بنفسه في الايمان ولم يكونا حاضرين أو كانا

فناب عنهما فلما شهد الحق لنفسه بالتوحيد شهد عنه وعن عبده بذلك فأتى بحرف لام ألف ولهذا سمي لام ألف ولم يقل لام الألف بالتعريف فسمي باسم الحرفين لئلا يتخيل السامع إذا جاء به معرفا إنه أراد الإضافة وما أراد هذا الحرف المعين فجرى مجرى رام‏هرمز وبعلبك ولم يجر مجرى عبد الله وعبد الرحمن ولهذا اختلف في موضع الإعراب من بعلبك ورام‏هرمز وبلال‏آباد ولم يختلف في موضع الإعراب من عبد الله وعبد الرحمن لأن المسمى بذلك قصد به الإضافة ولا بد فمن أجرى هذه الأسماء مجرى الاسم المضاف جعل محل الإعراب آخر الاسم الأول ومن أجراه مجرى زيد جعل محل الإعراب آخر الاسم الثاني كذلك وقع الاختلاف في حرف لام ألف إذا وقع في الخط في تعيين أي فخذ من هذا الحرف هو اللام وأي فخذ هو الألف واختلفت مراعاة الناس في ذلك فمن قاس الخط على اللفظ كان اللام عنده الذي يبتدئ به الكاتب سواء كان الفخذ المتقدم في الترتيب أو المتأخر ومن لم يحمله على النطق به بقي على الخلاف وجعل له التخيير في ذلك فيجعل أي شي‏ء أراد اللام من الفخذين وأي شي‏ء أراد الألف إذ كان كل واحد منهما على صورة الآخر للالتفاف الذي أخرج اللام عن حقيقته كذلك الإنسان الكامل والحق في الصورة التي تنزلت منزلة الالتفاف فإن نسبت الفعل إلى قدرة العبد كان لذلك وجه في الإخبار الإلهي وإن نسبت الفعل إلى الله كان لذلك وجه في الإخبار الإلهي وأما الأدلة العقلية فقد تعارضت عند العقلاء وإن كانت غير متعارضة في نفس الأمر ولكن عسر وتعذر على العقلاء تمييز الدليل من الشبهة وكذلك في الإخبار الإلهي يتعذر وكذلك في حقيقة العبد متعذر لتعلق الأمر به فلا يؤمر إلا من له قدرة على فعل ما يؤمر به وتمكن من ترك ما ينهى عنه فيعسر نفي الفعل عن المكلف الذي هو العبد لارتفاع حكمة الخطاب في ذلك والإخبار الآخر والوجه الآخر العقلي يعطي أن الفعل المنسوب إلى العبد إنما هو لله فقد تعارضا خبرا وعقلا وهذا موضع الحيرة وسبب وقوع الخلاف في هذه المسألة بين العقلاء في نظرهم في أدلتهم وبين أهل الأخبار في أدلتهم ولا يعرف ذلك إلا أهل الكشف خاصة من أهل الله وكون الإنسان على الصورة يطلب وجود الفعل له والتكليف يؤيده والحس يشهد له فهو أقوى في الدلالة ولا يقدح فيه رجوع كل ذلك إلى الله بحكم الأصل فإنه لا ينافي هذا التقرير ولهذا ضعفت حجة القائلين بالكسب لا من كونهم قالوا بالكسب فإن هؤلاء أيضا يقولون به لأنه خبر شرعي وأمر عقلي يعلمه الإنسان من نفسه وإنما تضعف حجتهم في نفيهم الأثر عن القدرة الحادثة وبعد أن علمت هذا الفصل من منزل الألفة فلنشرع فيما يرجع إلى تحقيقه في غير هذا النمط مما يتضمنه على جهة الإفصاح عنه‏

[أن الألفة منزل من منازل الأبدال‏]

فاعلم إن هذا المنزل هو منزل سفر الأبدال السبعة المجتمعين المتألفين مع القبض الذي هم عليه بعضهم عن بعض وإنكار بعضهم على بعض مع وجود الصفاء فيما بينهم ولهم سفران في باب المعرفة سفر منهم إلى الإله في مظاهره وسفر آخر منهم أيضا إلى الذات فسفرهم إلى الإله من ربوبيتهم وسفرهم إلى الذات من ذواتهم فإذا أرادوا السفر إلى الذات قصدوا اليمن وإذا أرادوا السفر إلى الإله قصدوا الشام وبلاد الشمال وأي جهة قصدوا فإن استعدادهم على السواء في القدر الذي يحتاجون إليه وإن تنوع فإن الأغذية تتنوع بتنوع الجهات فلا يؤخذ من الزاد إلى كل جهة إلا ما يصلح مزاج المسافر إلى تلك الجهة لئلا يحول بينه وبين مقصده مرض للأهواء المختلفة في الجهات وأثرها في المزاج فلا بد أن يختلف الاستعداد على إن إقامتهم قليلة في السفرين ويعودون إلى مواطنهم فإذا قصدوا اليمن لم يقيموا فيه سوى أربعة وعشرين يوما يحصلون فيها مرادهم ويرجعون إلى سنة أخرى وإذا قصدوا الشمال لم يقيموا فيه إلا ستة أيام يحصلون فيها مرادهم ويرجعون إلى سنة أخرى وسفرهم روحاني لا جسماني فأما العلوم التي يستفيدونها في سفرهم إلى اليمن فعلوم الاصطلام وعلم السبحات من وراء الحجب علم ذوق وأما العلوم التي يستفيدونها في سفرهم إلى الشمال فعلوم زيادات اليقين بما يتجلى لهم وعلم العبودية والقبض وما تنتجه الخلوات علم ذوق وموطنهم الذي يستقرون فيه مكة فإن التنزل في روحانيتها أتم التنزل لأنها كما قال تعالى أُمَّ الْقُرى‏ وقال يُجْبى‏ إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فعم وقال فيه رِزْقاً من لَدُنَّا فما أضافه إلى غيره فهي علوم وهب تحيا بها أرواحهم ولم يقل ذلك في غير مكة ولا تحصل هذه العلوم التي أشرنا إليها إلا لمن‏

كان حاله الذلة والافتقار ومقامه الجلال والقبض والهيبة والخوف فإذا كانت أوصاف العبد ما ذكرناه منحه الله العزة والغني في حاله والجمال والبسط والأنس به والرجاء في غيره لا في نفسه فإنه في حق نفسه من ربه في أمان لأنه قد بشر كما قال لَهُمُ الْبُشْرى‏ في الْحَياةِ الدُّنْيا وبشارة الحق حق لا يدخلها نسخ فيؤمن بوجودها المكر ولكن إذا كان نصا وفي هذا المنزل ذوق عجيب لا يكون في غيره وهو أنه إذا كنت في حال من الأحوال فإن الحق يهبك في تلك الحال علما من ذلك الحال لا تخرج عنه مثل الذي ينتقل من العلم بالشي‏ء إلى معاينة ذلك الشي‏ء فلم يحصل له إلا مزيد وضوح في عين واحدة كذلك هذا المنزل وهو منزل منه يعلم الجمع بين الضدين وهو وجود الضد في عين ضده وهذا العلم أقوى علم تعلم به الوحدانية لأنه يشاهد حالا لا يمكن أن يجهله إن عين الضد هو بنفسه عين ضده فيدرك الأحدية في الكثرة لا على طريقة أصحاب العدد فإن تلك طريقة متوهمة وهذا علم مشهود محقق وممن تبرز في هذا المنزل المبارك أبو سعيد الخراز من المتقدمين وكنت أسمع ذلك عنه حتى دخلته بنفسي وحصل لي ما حصل فعرفت أنه الحق وأن الناس في إنكارهم ذلك على حق فإنهم ينكرونه عقلا وليس في قوة العقل من حيث نظره أكثر من هذا ومن أعطى ما في وسعه من حيث ما تقتضيه تلك الجهة فقد وفي الأمر حقه وهذا الذي استقر عليه قدمنا وثبت فلا ننكر على مدع ما يدعيه إلا الإنكار الذي أمرنا به فننكره شرعا وهذا الإنكار حقيقة أيضا لا نشهد إلا هيأة يجب الإنكار بها وفيها كما أنكرنا ذلك عقلا فللشرع قوة لا يتعدى بها ما تعطيه حقيقتها كما فعلنا في العقل وللذوق قوة نعاملها به أيضا كما عاملنا سائر ما نسب إليه القوي بحسب قوته فنحن مع الوقت فننكر مع العقل ما ينكره العقل لأن وقتنا العقل ولا ننكره كشفا ولا شرعا وننكر مع الشرع ما ينكره الشرع لأن وقتنا الشرع ولا ننكره كشفا ولا عقلا وأما الكشف فلا ينكر شيئا بل يقرر كل شي‏ء في رتبته فمن كان وقته الكشف أنكر عليه ولم ينكر هو على أحد ومن كان وقته العقل أنكر وأنكر عليه ومن كان وقته الشرع أنكر وأنكر عليه فاعلم ذلك‏

[ان الهو من حقيقته أنه لا يتحصل ولا يشاهد أبدا]

واعلم أن لهذا المنزل حالا لا يكون لغيره وهو أنه يعطي تحصيل هوية الأسماء الإلهية وهذا خلاف ما تعطيه حقيقة الهو فإن الهو من حقيقته أنه لا يتحصل ولا يشاهد أبدا إلا في هذا المشهد والمنزل فإن عين الظاهر فيه هو بنفسه عين الباطن غير أن هوية الحق لا تدخل في هذا المنزل وإنما قلنا ذلك في هوية الأسماء الإلهية من كون هويتها لا من أنانيتها

[تحصيل علم الأدلة والعلامات من الرسل ص‏]

واعلم أن هذا المنزل إذا دخلته تجتمع فيه مع جماعة من الرسل صلوات الله عليهم فتستفيد من ذوقهم الخاص بهم علوما لم تكن عندك فتكون لك كشفا كما كانت لهم ذوقا فيحصل لك منهم علم الأدلة والعلامات فلا يخفى عليك شي‏ء في الأرض ولا في السماء إذا تجلى لك إلا تميزه وتعرفه حين يجهله غيرك ممن لم يحصل في هذا المنزل وهو علم كشف لأنك تشهده بالعلامة لا تراه من نفسك لأنه ليس بذوق لك ويحصل لك منهم علم القدم وهو علم عزيز به يكون ثباتك على ما يحصل لك من الأسرار والعلوم بعد انفصالك عن الحضرات التي يحصل لك فيها ما يحصل من العلم والأسرار فكثير من الناس من نسي ما شاهده فإذا حصل له هذا العلم من هذا النبي يثبت فيه ثبات الأنبياء ويحصل لك منهم أيضا علم الشرائع في العالم ومن أين مأخذها وكيف أخذت ولما ذا اختلفت في بعض الأحكام وفيما ذا اتفقت واجتمعت حتى إن صاحب هذا الكشف لو لم يكن مؤيدا في كشفه لأدعى النبوة ولكن الله أيد أولياءه وعصمهم عن الغلط في دعوى ما ليس لهم لخروجهم عن حظوظ نفوسهم عند الخلق لكنهم لا يخرجون عن حظوظها عند الحق ولا يصح أن يطلب الحق للحق وإنما يطلب للحظ فإن فائدة الطلب التحصيل للمطلوب والحق لا يحصل لأحد فلا يصح أن يكون مطلوبا لعالم فلم يبق إلا الحظ ومن هذا العلم يداوي العشاق إذا أفرطت فيهم المحبة من هذه الحضرة يستخرج لهم دواء الراحة مما هم فيه من العذاب الذي يعطيه العشق من القلق والكمد والانزعاج ويحصل من مشاهدة هؤلاء الأنبياء أيضا علم ما يحتاج إليه نواب الحق في عباده من الرحمة والقهر والشدة واللين وما يعاملون به الخلق وما يعاملون به الحق وما يعاملون به أنفسهم إذا كانوا نوابا فيستفيد هذا كله وإن لم يحصل له درجة النيابة في العامة ولكنه نائب الله في عالمه الخاص به الذي هو نفسه وأهله وولده إن كان ذا أهل وولد ويحصل له منهم السر الذي به يحيي الجاهل من موت جهله وما يحيي الله به الموتى فإنه راجع إلى منزل الألفة لأن الحياة



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!