Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل الهلاك للهوى والنفس من المقام الموسوى

في قيام البيت عليها فقد بينا لك ذلك حتى لا تتخيل أن الحق في أحد القولين ومع إحدى الطائفتين فكل طائفة منهما صادقة فلهذا أخبرتك بكيفية ذلك وهكذا جميع ما يظهر للناس أنهم اختلفوا فيه فليس بين القوم بحمد الله خلاف فيما يتحققون به بل هم في شغلهم أصح وأحق من أهل الحس فيما يدركونه بحواسهم واعلم أن الدخول لهذا المنزل من الدينار الثاني الذي للرجولية والنهاية فيه إلى الدينار الرابع وهو تمام الرجولية التي بها يسمى الشخص رجلا كما قد قدمناه في ترتيب الايمان والولاية والنبوة والرسالة ولا خامس لها يكون خامس خمسة بل قد يكون لها خامس أربعة فاعلم ذلك وإذا تفطنت إلى ما فصله الحق تعالى عرفت أنت تفصيله فيما أجمله في قوله ولا أَدْنى‏ من ذلِكَ يعني الاثنين ولا أَكْثَرَ يعني السبعة فما فوقها من الأفراد ففصل الحق بقوله ما يَكُونُ من نَجْوى‏ ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ولا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ ولم يقل ولا أربعة إلا هو خامسهم فعرفنا من أدنى ذلك وأكثر أنه يريد الأفراد يشفعها بما ليس منها فتحققنا إن الغيرة حكمت هنا فلم تثبت لأحد فردية إلا شفعتها هوية الحق حتى لا تكون الأحدية إلا له فلا يشفع فرديته مخلوق ويشفع هو فردية المخلوقين ولذلك قال وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ولم يقل وأنتم معه لأنه مجهول المصاحبة فيعلم سبحانه كيف يصحبنا ولا نعرف كيف نصحبه فالمعية له ثابتة فينا منفية عنا فيه فلم يقل ولا أربعة إلا هو خامسهم ولا اثنين إلا هو ثالثهما لأن الغيرة لا تتعلق بالشفعية في الأكوان لأن الشفع لها حقيقة وإنما تتعلق بالوترية إذا نسبت إلى الأكوان وهي لا تستحقها فنوترها بالحق ليكون الظهور له تعالى في الأشياء وهذا من أقوى الدلائل على وصفه تعالى بالغيرة لأنها مشتقة من رؤية الغير لأنه يستدعي المشاركة والله بري‏ء من مشاركة الغير فهو بري‏ء أن يكون غير الأحد أو يكون أحد غير إله‏

قال صلى الله عليه وسلم لا أحد أو كما قال أغير من الله‏

فوصفه بالغيرة وحكمها في هذا المقام قوي فهذا قد ذكرنا نبذا مما يعطيه هذا المنزل على ضيق الوقت والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ وفي هذا المنزل من العلوم علم الأحدية والفرق بينها وبين الوحدانية وعلم النسب الإلهي‏

يقول الله تعالى يوم القيامة اليوم أضع نسبكم وأرفع نسبي أين المتقون‏

وعلم البسائط والعلم الضروري وعلم التماثل والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏

(الباب الثالث والسبعون ومائتان في معرفة منزل الهلاك للهوى والنفس من المقام الموسوي)

هلاك الخلق في الريح *** إذا ما هب في اللوح‏

ولاذ بغير مولاه *** إله الجسم والروح‏

ووعر مسلكا سهلا *** بما قد جاء في نوح‏

وفي لوط فيا نفسي *** على ما قلته نوحي‏

ولو لا العشق آداه *** بريق من سنا يوحي‏

[أن للأفلاك منازل تجرى إلى أجل مسمى‏]

اعلم أن الله تعالى لما خلق الأفلاك وعمرها بالأملاك وقدر للكواكب السبعة السيارة فيها منازل تجري فيها إلى أجل مسمى تعين الزمان بجريانها وسباحتها وخلق المكانة قبل الأمكنة ومد منها رقائق إلى أمكنة مخصوصة في السموات السبعة والأرض ثم أوجد المتمكنات في أمكنتها على قدر مكانتها فكان من تقدير الله العزيز العليم إن خلق عقلا من العقول أعلاما بما أودعه فيه من صفة القدرة لا من صفة غيرها خصه بذلك على أبناء جنسه وذلك من الاسم الظاهر الذي يختص بهذا العقل فالقى إليه ذلك بضرب من القهر سار فيه مودة لها ثلج وبرد وسرور فتفجرت فيه خمسة أنهار من العلم من الاسم الأول والآخر الذي يختص به هذا العقل ثم جرت هذه الأنهار في الاسم الباطن الذي له فتقدست أوليته على سائر الأوليات وآخريته على سائر الآخريات وكذلك ظاهره وباطنه وصدر عن أم الكتاب الذي عنده حضرة تسمى أم الجمع أدخلني الحق إياها فرأيتها ورأيت ظاهرها وباطنها وعاينت مكان هذا العقل منها نكتة سوداء مستورة نقية ما بين حمرة وصفرة وعاينت الرقيقة التي بين المكانة وهذا المكان المعين ورأيت موسى وهارون ويوسف عليهم السلام ناظرين إلى هذا العقل وفرع سبحانه من هذه الحضرة الجامعة التي اختصها لنفسه حضرات لا يعلم عددها إلا الله في السماء والأرض وما بينهما وما تحت الثرى إلى حد الاستواء كل هذه الحضرات للحق إليها نظر

خاص رفعها بذلك على غيرها فلها عند من يعرفها ممن عرفه الحق بها حرمة وبروا كرام تسمى هذه الحضرات مقامات التنزيه إذا دخلتها الروحانيات العلى اكتسبت من أحوال التنزيه الإلهي ما لا يعلم قدره إلا الله وحصل لهم من الخضوع والخشوع والذلة والافتقار ما لم يكن لهم قبل دخولهم ومن هذه الحضرات وفي هذه المقامات يحصل لهم رؤية وجه الحق في كل شي‏ء على التمام والكمال لكن من الرجال من يشاهدها ومن الرجال من يعطيهم هذه الحال ولا يعرفها ولا يدري في أي رتبة حصلت له على قدر ما سبق به علم الله فيه فمنهم ومنهم فلنرجع إلى ذلك العقل الذي ذكرناه الذي له أثر انفعال بمكانته في هذا المنزل ونذكر ما كان له وما كان عنه وبسببه مما يختص بهذا المنزل عند كل من شاهده وشخص سبحانه مقام الصدق والصفاء وعين فيه اثنتين وسبعين مرقاة كل مرقاة منها تعطي علوما لمن يرقى فيها للصفاء الذي استلزمته هذه الصورة فهي علوم كشف إلى أن ينتهي إلى ذروتها فتقابله حضرة الأم بذاتها فتعطيه من التنزيه الإلهي والثناء بالوحدانية والصدق والقهر والنصر والإخلاص والذلة ولما أدخلني الله هذه المراقي رأيته سبحانه قد حجبها عن الأعين بظلمة الطبيعة حجابا لا يرفع فليس اليوم لراق فيها قدم موضوعة لكنه يكاشف بها من خلف ظلمة الطبع ولا يحصل له فيها قدم كذا رأيته ورأيت معي من حقائق العارفين جملة كثيرة على مراتب مختلفة من عال وأعلى وهم فيها بهذه المثابة فأمر لهذا العقل المخصوص بهذا المنزل أن يرقى فيما شخصه مما ذكرناه واجتمعت العقول إليه وأنا أنظر ما يصنع وما يقول لأستفيد منه ثم رأيته شخص ولم يتكلم ولا أدري بأمر إلهي أشخص فرأيت عليه حين رجع أثر كآبة وقهر وانزعاج فعلمت أنه في مقام انذار من الإنذارات الحق للأرواح روى في خبر أن جبريل وميكائيل عليهما السلام قعدا يبكيان فأوحى الله إليهما ما هذا البكاء فقالا إنا لا نأمن من مكرك فأوحى الله إليهما كذلك فلتكونا فلما ألقى إلينا ما ألقى إليه بخشوع وذلة واتفق إني اطلعت على اليسار فرأيت الهوى والشهوة وهما يتناجيان وقد أعطى الله من القوة النافذة لهذا الهوى ما يظهر بها على أكثر العقول إلا أن يعصم الله تعالى فوقف الهوى في ذلك الموقف وقال أنا الإله المعبود عند كل موجود وأعرض عن العقل وما جاء به من النقل فأتبعته الشياطين والشهوة بين يديه حتى توسط بحبوحة النار ففرش له فراش من القطران واعتمد على أمر تخيل أنه ينجيه من عذاب الله فحال الله بينه وبين من اعتمد عليه واستند إليه فهلك ومن تبعه بنعيم السعداء وكان مشهدا كريما هائلا مفزعا ما صدقنا التخلص منه أنا وكل عارف حضره معنا في ذلك اليوم ثم إني أردت أن أحيط بما في هذا المنزل من المراتب والحقائق والأسرار والعلوم فأخذ بيدي ذلك العقل صاحب هذا المنزل وبسببه ظهر هذا المنزل وقال لي هذا منزل الهلاك ومصرع الهلاك فرأيت فيه خمسة أبيات في البيت الأول أربع خزائن على الخزانة الأولى ثلاثة أقفال وعلى الثانية مثل ذلك وعلى الثالثة ستة أقفال وعلى الرابعة ثلاثة أقفال فأردت فتحها فقال لي سر حتى ترى ما في كل بيت من الخزائن وبعد ذلك تفتح أقفالها وتعرف ما فيها ثم أخذ بيدي وقمنا فخرجنا إلى البيت الثاني فدخلته فرأيت فيه أربع خزائن على الخزانة الأولى ستة أقفال وعلى الخزانة الثانية ثلاثة أقفال وعلى الخزانة الثالثة أربعة أقفال وعلى الخزانة الرابعة ستة أقفال ثم أخذ بيدي فخرجنا من ذلك البيت فدخلت البيت الثالث فرأيت فيه ثلاث خزائن على الخزانة الأولى خمسة أقفال وعلى الخزانة الثانية أربعة أقفال وعلى الخزانة الثالثة ستة أقفال ثم أخذ بيدي فخرجنا من ذلك البيت وكل ذلك أدخل من باب وأخرج من باب آخر فدخلت البيت الرابع وإذا فيه ثلاث خزائن على الخزانة الأولى سبعة أقفال وعلى الخزانة الثانية خمسة أقفال وعلى الثالثة خمسة أقفال ثم أخذ بيدي فخرجنا منها فدخلت البيت الخامس فرأيت فيه ثلاث خزائن على الخزانة الأولى سبعة أقفال وعلى الخزانة الثانية ثلاثة أقفال وعلى الخزانة الثالثة خمسة أقفال ثم أخذ بيدي وخرجنا نطلب‏

البيت الأول لنفتح تلك الأقفال فنبصر ما تحوي عليه تلك الخزائن من الودائع فدخلت البيت الأول إلى الخزانة الأولى فرأيت معلقا على كل قفل مفتاحه وبعض الأقفال عليه مفتاحان وثلاثة فرأيت على القفل الأول ثلاثة مفاتيح تحوي تلك المفاتيح على أربعمائة حركة فمددت يدي وفتحت ذلك القفل ثم رأيت على القفل الثالث كذلك ثلاثة مفاتيح تحوي على أربعمائة حركة ففتحت الثالث ورجعت إلى الثاني وعليه مفتاحان وهو قفل مطبق فهما قفلان في قفل واحد يحوي على أربع‏

حركات في حركتين فلما فتحت الأقفال وأطلعت في الخزائن بدا لي من صور العلوم على قدر حركات مفاتيح تلك الخزانة لا تزيد ولا تنقص فرأيت علوما مهلكة ما اشتغل بها أحد إلا هلك من علوم العقل المخصوصة بأرباب الأفكار من الحكماء والمتكلمين فرأيت منها ما يؤدي صاحبها إلى الهلاك الدائم ورأيت منها ما يؤدي صاحبه إلى هلاك ثم ينجو غير أنه ليس لنور الشرع فيها أثر البتة قد حرمت صاحبها السعادة فيها من علوم البراهمة كثير ومن علوم السحر وغير ذلك فحصلت جميع ما فيها من العلوم لنجتنبها وهي أسرار لا يمكن إظهارها وتسمى علوم السر وكان ممن اختص بها من الصحابة رضي الله عنهم حذيفة بن اليمان خصه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلذلك كان بين الصحابة يقال له صاحب علم السر وبه كان يعرف أهل النفاق حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استحلفه يوما بالله هل في من ذلك شي‏ء قال لا ولا أقوله لأحد بعدك وكان عمر بن الخطاب لا يصلي على جنازة بحضور حذيفة حتى يرى حذيفة يقول بالصلاة عليها فإن صلى حذيفة صلى عمر وإلا فلا فمن علمها ليحذرها فقد سعد ومن علمها يعتقدها ويعمل عليها فقد شقي فلما حصلتها وأحطت بها علما ونزهت نفسي بما عصمني الله به من العناية الإلهية عن العمل بها والاتصاف بأثرها شكرت الله على ذلك وفي هذه المقامات هلك كثير من سالكي هذه الطريقة لأنهم يرون علوما تتعشق بها النفوس ويكونون بها أربابا ويكونون بها أشياخا والنفوس تطلب الشفوف والرئاسة على أبناء جنسها فيخرجون بها فيستعملونها في عالم الملك فيضلون ويضلون ف أَضَلُّوا كَثِيراً وضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ ثم إني انتقلت إلى الخزانة الثانية فرأيت على قفلين منها مفاتيح والقفل الثالث لا مفتاح عليه فرأيت على القفل الأول ثلاثة مفاتيح تحوي على عشر حركات ففتحته ثم جئت القفل الثاني فوجدت عليه مفتاحا واحدا يحوي على أربع حركات فأخذته وفتحت به القفل ثم جئت إلى القفل الثالث فلم أر عليه مفتاحا فحرت ولم أدر كيف أصنع فقيل لي اقرأ على كل قفل لا مفتاح له إن ربك هُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ثم قيل لي هذا القفل مفتاحه من مفاتيح الغيب لا يعلمه إلا هو فقلت ذلك فانفتح القفل وانفتحت الخزانة فرأيت صور العلوم على عدد حركات المفاتيح ورأيت صورة علم زائد على ما رأيت من الصور التي ظهرت على عدد حركات المفاتيح فقلت ما هذا العلم فقال العلم الساري في المعلومات والعلوم فجميع العلوم معلومات بهذا العلم لا بأنفسها فعلمت إن أبا المعالي الجويني لما قال إذ بالعلم يعلم العلم كما يعلم به سائر المعلومات وأراد أن العلم الذي به يعلم معلوم ما به يعلم نفس العلم وليس الأمر كما زعم بل يعلم العلم بهذا العلم الساري فتكون العلوم به معلومة وهو لا بعلم فاعلم ذلك فهذا هو الذي أعطاه الكشف كشف المعاني لا كشف الصور وهذه العلوم التي رأيت في هذه الخزانة الثانية علوم القدرة والاقتدار والعلوم التي تتكون عنها الأشياء وتظهر بها الأعيان المضافة إلى الأكوان وهي أعيان أفعال منسوبة إلى العباد فهذا المنزل يحكم عليها بالهلاك بسبب العلم الساري الذي صحبها وهو هلاك إضافة ونسبة لا هلاك عين فالذي هلك إنما هو نسبة هذه الأفعال إلى العباد فيعطيه هذا المنزل أن هذه النسبة ليست بصحيحة وهو عين هلاكها وأطلعه العلم الساري إنها أفعال الله فأعيان أفعال العباد بريئة من الهلاك فحصلت من هذه الحركة علوم التكوين وسر قوله كُنْ الساري في كل متكون ثم إني انتقلت إلى الخزانة الثالثة التي عليها ستة أقفال ومفاتيحها على أقفالها فعلى القفل الأول مفتاح واحد يحوي على حركة واحدة وعلى الثاني مفتاحان يحويان على حركتين وعلى الثالث مفتاحان يحويان على عشر حركات وعلى الرابع مفتاح واحد يحوي على ثلاثين حركة وعلى الخامس مفتاح واحد يحوي على خمس حركات وعلى السادس مفتاحان يحويان على حركتين فأخذت المفاتيح وفتحت الأقفال فلما انفتحت الخزانة رأيت جهنم تحطم بعضها بعضا وفي وسطها روضة خضراء ورأيت رجلا قد أخرج من النار ووقف به في تلك الروضة ساعة ثم رد إلى النار فيعذب بستة أنواع من العذاب ثم يعاد إلى الروضة ساعة ثم يخرج منها إلى النار فيعذب بستة أنواع من العذاب فحصلت من علم ما يتقى به ذلك‏

العذاب المؤلم والنار المحرقة من ماء شربته من تلك الروضة كانت في تلك الشربة عصمتي ثم انتقلت إلى الخزانة الرابعة فرأيت على القفل الأول منها مفتاحا واحدا له ست حركات هندسية وعلى القفل الثاني ثلاثة مفاتيح تحوي الثلاثة المفاتيح على أربعمائة حركة بصنعة معلومة وعلى القفل الثالث وهو قفلان في قفل يعرف بالقفل المطبق مفتاحان‏

يحويان على حركتين في أربع حركات ففتحت الأقفال فرأيت بقية علوم الخزانة الأولى من هذا البيت غير أن تلك العلوم التي في الخزانة الأولى من هذا البيت يتعلق إهلاكها بأعيان الصفات وهذه العلوم التي في الخزانة الرابعة يتعلق إهلاكها بأعيان الذوات الموصوفين بتلك الصفات الهالكة فحصلت علومها أيضا لأتقيها وأجتنب الأفعال التي تطلبها بالخاصية وصور العلوم فيها أيضا على قدر ما تحويه المفاتيح من الحركات وهكذا هي علوم هذا المنزل كلها عددها على عدد حركات مفاتيحها ولها تفاصيل وأحوال أضربنا عن ذكرها مخافة التطويل ثم انتقلنا إلى البيت الثاني لاطلع أيضا على ما في خزائنه وهي أربع خزائن فجئت الخزانة الأولى فإذا عليها ستة أقفال على القفل الأول مفتاح واحد يحوي على أربعين حركة ولم أر للقفل الثاني مفتاحا ففتحته بالاسم ورأيت على القفل الثالث مفتاحا واحدا يحوي على حركة واحدة وفتحت القفل الرابع بمفتاحين وجدتهما عليه يحويان على تسعمائة حركة كل حركة لا تشبه الأخرى وفتحت القفل الخامس بمفتاحين وجدتهما عليه يحويان على خمسين حركة هندسية وجئت القفل السادس فلم أر عليه مفتاحا ففتحته بالاسم وقد يظهر لبعض المكاشفين الداخلين هذا المنزل هذا القفل السادس وعليه مفتاحان يحويان على عشر حركات وعدم المفتاح أصح من وجوده لهذا القفل في حضرة الخطاب الفهواني والذي يرى له المفتاح فإنما يراه من اللوح المحفوظ فلما فتحت هذه الخزانة رأيت صور العلوم المخزونة فيها على عدد حركات المفاتيح سواء لا ينقص ولا يزيد وهي علوم الفناء عن الأمر الذي يستند إليه من لا معرفة له بربه سبحانه وتعالى فحصلت جميع ما فيها من العلوم من علوم الفناء وكأنها تدل على حصر الأمور التي يستند إليها ثم خرجت من هذه الخزانة وجئت الخزانة الثانية فرأيت عليها ثلاثة أقفال على القفل الأول مفتاح وعلى الثاني مفتاحان وعلى الثالث مفتاح تحوي هذه المفاتيح على مائة وخمس وعشرين حركة ففتحت الخزانة فإذا علوم من صور علوم لا تؤخذ إلا عنه فهي مآخذ عزيزة المثال فحصلتها كلها في لحظة واحدة ثم جئت الخزانة الثالثة فإذا عليها أربعة أقفال على القفل الأول والثالث والرابع مفتاح مفتاح تحوي هذه المفاتيح على إحدى وسبعين حركة والقفل الثاني لا مفتاح له ففتحت تلك الأقفال بالمفاتيح والاسم فإذا صور العلوم التي أضل بها السامري قَوْمَهُ وما هَدى‏ فحصلتها لأتقي شرها وأخذت بها مصرفا مرضيا عند الله لا تبعة فيه ثم جئت الخزانة الرابعة وعليها ستة أقفال على القفل الأول والثاني والرابع والخامس مفتاح مفتاح والثالث لا مفتاح له والسادس عليه مفتاحان يحوي جميع المفاتيح على ثلاثمائة وتسع وستين حركة ففتحت الأقفال بالاسم الإلهي والمفاتيح فرأيت صور العلوم التي تحويه وهي العلوم التي تنال بالكسب لا بطريق الوهب وهي العلوم المدركة بالفكر فحصلتها بطريق العمل حتى لا تبرح مكتسبة ثم إني خرجت إلى البيت الثالث فدخلته فرأيت فيه ثلاث خزائن فقصدت الخزانة الأولى فإذا عليها خمسة أقفال على القفل الثاني ثلاثة مفاتيح والقفل الخامس لا مفتاح له وبقية الأقفال عليها مفتاح مفتاح ففتحتها بالاسم والمفاتيح فرأيت فيها صور علوم الاصطلام وهي من علوم الأحوال فحصلتها من طريقها وخرجت عنها وقصدت الخزانة الثانية فرأيت عليها أربعة أقفال القفل الثاني والرابع لا مفتاح عليه والقفل الأول عليه مفتاحان يحويان على خمسين حركة والقفل الثالث عليه مفتاح يحوي على مائتي حركة ففتحتها بالاسم والمفاتيح فإذا هي تحوي على علوم الخوف والمجاهدة وأحوال الشوق والاشتياق وعلم السعير من جهنم لا علم الزمهرير وعلم ما يكون عنه نضج الجلود في جهنم إذ لا يكون عن النار ولا عن الزمهرير بل عذاب متولد بينهما من مجاورة كل واحد منهما لصاحبه فيتولد من امتزاجهما حالة ثالثة ليس هي عين واحد منهما تلك الحالة الحادثة هي العذاب الذي به ينضج الجلود في جهنم وعلم تبديلها من أي حضرة تبدل وهو مشهد عظيم فإن التبديل قد ورد النص به في الجلود والسموات والأرض ونفاه عن الخلق فقال لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ونفاه عن القول الإلهي فقال ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وقال لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله كل هذا تتضمنه هذه الخزانة ثم جئت الخزانة الثالثة فرأيت عليها ستة أقفال فيها شبه بأقفال الخزانة التي خرجت منها إلى هذه فالقفل الثاني لا مفتاح له والقفل الأول له مفتاحان‏

والقفل الثالث عليه ثلاثة مفاتيح والقفل الرابع والخامس لكل واحد منهما مفتاح والقفل السادس عليه مفتاحان تحوي هذه المفاتيح على ألف ومائة



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!