Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى حال الانزعاج

ذنبك فلم يذكرك إياه فإنك إن ذكرته أحصرته بينك وبين الحق وهو قبيح الصورة فجعلت بينك وبين الحق صورة قبيحة تؤذن بالبعد فهذا فائدة النسيان لما قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ لم يزل جبريل ينزل عليه في صورة دحية وكان أجمل أهل زمانه يقول له بصورة الحال يا محمد ما بيني وبينك إلا صورة الحسن والجمال فإن جبريل كان بينه وبين الله وكان من جمال دحية إنه لما ورد إلى المدينة وخرج الناس إليه نساء ورجالا فما رأته حامل إلا ألقت ما في بطنها لما أدركها في نفسها مما رأته من حسن صورته فالله ينسى التائبين من العارفين ذنوبهم السالفة ولهذا غفرت أي سترت عنهم والستر على نوعين إما أن تستر عنهم جملة واحدة وإما أن تبدل بحسنة فتحسن صورة تلك السيئة بالتوبة فتظهر له حسنة كما قال يُبَدِّلُ الله سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ أي يرد قبحها حسنا فمن تنبيهات الحق قوله تعالى فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ فإذا علموا ذلك أسرعوا في الرجعة إلى الله وسارعوا إليها فهذا قد أبنت لك معنى حال العلة عند الطائفة وما تؤثر في الرجال‏

«بسم الله الرحمن الرحيم»

«الباب الثامن ومائتان في حال الانزعاج»

إذا انتبه القلب السليم من النوم *** تحرك تحريك انزعاج من الوجد

إلى طلب الأنس الذي قد أقامه *** فأول ما يلقي التحقق بالزهد

فيدعي بعبد وهو سيد وقته *** وشتان ما بين السيادة والعبد

فيفني به عنه ليبقى بربه *** نزيها عن الفصل المقوم والحد

مع الحد للعهد الذي كان بينهم *** وذلك برهان على كرم الود

[الانزعاج حال انتباه القلب من سنة الغفلة والتحرك للانس والوجد]

اعلم أن الانزعاج عند الطائفة حال انتباه القلب من سنة الغفلة والتحرك للانس والوجد فالانزعاج حكم العلة على هذا أي العلة أورثته هذا الانزعاج وهو اندفاع النفس من حال صح لها إلى أصلها الذي خرجت عنه لأنه من ذلك الأصل دعاها والأصل طاهر فهو اندفاع بشهوة شديدة وقوة ولهذا الانزعاج أسباب مختلفة فمنهم من تزعجه الرغبة ومنهم من تزعجه الرهبة ومنهم من يزعجه التعظيم فأما انزعاجه للانس والوجد فقد يكون فهما وقد يكون لقاء وقد يكون إلقاء وقد يكون تلقيا فمن ذلك ما يكون عن خاطر إلهي وعن خاطر ملكي وعن خاطر شيطاني وعن خاطر نفسي ولكن لا يكون لهذا الولي عن النفس والشيطان إلا بفهم يرزقه الله فيه عناية من الله لا إن الشيطان له عليه سلطان بل الشيطان في خدمته وهو لا يشعر وساع بما يلقي إليه في سره في ارتقاء درجة هذا الولي من حيث لا يعلم الشيطان وهذا من مكر الله الخفي بإبليس لأنه يسعى في ترقي درجات العارفين من حيث يتخيل أنه ينزلهم عنها وإذا كان الأمر على هذا فلنقل إن حال العلة إذا تحقق في العبد أظهر في النفس انزعاجا ولا بد وانزعاجه أولا إنما هو ليفارق الحال التي كان عليها لما كشف الله عن بصيرته بالعلة فرأى نفسه في محل البعد فانزعج لذلك رغبة في مفارقة ذلك الموطن من غير تعيين حضرة من حضرات القرب فإذا فارق ذلك الموطن بقدم واحدة وزال عن شهوده أخذ نفسه ساعة واستراح وهو ما يجده المريد من اللذة وحلاوة التوبة التي تهون عليه ركوب الشدائد وتسهل عليه صعوبة طريقه يجد كل أحد هذا من نفسه في هذا الحال لا يقدر على إنكاره فإذا فارق موطن المخالفة بانزعاجه واستراح حينئذ يتهدى على نفسه ويفتح عينيه ويعلم أنه قد تخلص مما كان فيه فحينئذ يقوم له ما يؤثر عنده الانزعاج إليه فأول الانزعاج أبدا في هذا الطريق إنما هو منه وفي ثاني حال يظهر حكم الانزعاج إليه فإن أقيم له في أول نظرة ما يستحقه جلال الله من التعظيم أو كان هذا الرجل ممن تقدم له العلم بالله من حيث الأدلة النظرية فيكون انزعاجه تعظيما لله لا رغبة فيما عنده بل ينزعج لأداء حق ما تعين عليه لله تعالى وما تعطيه مرتبة العبد من سيده فما هو مشغول بما ينعم عليه ويرغبه فيه من لذات نفسه بل يرى ما لله عليه من الحقوق فيجهد نفسه في أداء ذلك وهو قوله اتَّقُوا الله حَقَّ تُقاتِهِ‏

فيعلم أن أحدا لا يطيق ذلك وأن قدر الله أجل وأعلى وأنزه أن يقدره أحد فيؤديه ذلك إلى النظر في نفسه وما آتاه الله من القوة في ذلك لما علم أن قدر الله ليس في وسع المخلوق القيام به وسمع الله يقول لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وقال إِلَّا ما آتاها وقال ما اسْتَطَعْتُمْ فانزعج إلى القيام بحق الله على قدر الاستطاعة وما في وسعه ويتفاضل عباد الله في ذلك على نوعين على قدر ما يكشف لهم من جلال الله وعلى قدر أمزجتهم فإن الله قد جعل نفس الإنسان وعقله بحكم مزاج جسده فإن نفس الإنسان لا تدرك شيئا إلا بوساطة هذه القوي التي ركب الله في هذه النشأة فهي للنفس كالآلة فإن كانت الآلة مستقيمة على الوزن الصحيح ظهر حسن الصنعة بها إذا كانت النفس عالمة بالصنعة وعلمهم على قدر ما يكشف لهم الحق من ذلك في سرائرهم فمنهم من يكشف له فيما تطلبه الذات ومنهم من يكشف له فيما تطلبه الأسماء من حيث الدلالات النظرية ومنهم من يكشف له فيما تطلبه الأسماء من حيث ما جاءت به الشرائع من المقابل والمقارن فمنهم من يقام على رأس الستين ألفا من المنازل الإلهية ومنهم من يقام على رأس مائة ألف وعشرين ألفا من هذه المنازل ومنهم من يقام على رأس تسعين ألفا منحصرة في ستة مقامات لا سابع لها ولا يشارك عبد في شي‏ء من هذه المنازل بل يكون فيها كل إنسان منفردا وهو قول الطائفة إن الله لا يتجلى في صورة واحدة لشخصين قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ فهم وإن اجتمعوا في العدد فما لهم اجتماع في الذوق لأنهم لم يجتمعوا في المزاج ولو اجتمعوا في المزاج وهو محال ما تميزوا ولكان العين واحدة وثم موطن يعطي الظهور في صاحب المنزل الذي كان على رأس الستين ألفا خلاف هذا وهو في تلك الدرجة عينها فيكون له بدل الستين ألفا عدد آخر يكون مبلغه ثلاثة آلاف ألف وبكون لصاحب التسعين ألفا أربعة ألف ألف وخمسمائة ألف ويكون لصاحب المائة ألف وعشرين ألفا ستة آلاف ألف وهذا لا يكون إلا لأهل الصعود الذين قال الله فيهم إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وكل من أسرى به سواء كان إسراء روحانيا أو بالجسم فإن له من المنازل هذا العدد الكثير وأما العدد الذي هو أقل منه فذلك للمريدين الذين هم في مقام التربية لا غير وأما حصرهم في ستة لا غير فمن طريقين الطريقة الواحدة نشأتهم القائمة على ست جهات يأتي الشيطان من الأربعة منها وتبقي الاثنان لا سبيل للشيطان عليهما ومن هناك يكون مال الناس إلى عموم الرحمة وشمولها لهاتين الجهتين وأما الستة المعنوية فالصفات الستة التي هي النسب الإلهية التي يتعلق الممكن بها والنسبة السابعة ما هي متوجهة على الممكن وإنما ظهرت لصحة هذه الستة خاصة لا لأمر آخر وهي نسبة كونه حيا إذ بهذه النسبة ثبتت الستة ولما كانت الحدود تحفظ الأشياء ولا سيما الحدود الذاتية جعلت خمسة لما كانت الخمسة لها الحفظ فاتسعت الحدود فأعطيت الحدود مقام الخمسة ولتكون الأعيان تامة كاملة النشأة ما فيها نقص وهذا كله إذا لاح للعبد على بعد انزعج إلى طلبه ليحصله إذ كان فيه تعظيم جناب الحق الذي هو مقصود هذا العبد فهذا حكم من أزعجه التعظيم وأما حكم من أزعجته الرغبة فيما عند الله فإن مشهده وما عِنْدَ الله خَيْرٌ وأَبْقى‏ ومشهد صاحب التعظيم والله خَيْرٌ وأَبْقى‏

[انزعاج الرغبة بحسب ما تعشق به ورغب فيه‏]

فاعلم أن انزعاج الرغبة بحسب ما تعشق به ورغب فيه وهو على نوعين متخيل وغير متخيل والمتخيل على نوعين النوع الواحد ما أدركه ببعض حواسه أو بجملتها أو أدركه من طريق الخبر فحمله على المعهود من صفة الجنة وما فيها وغير المتخيل هو ما رغبة فيه من حيث الإجمال وهو ما تحوي عليه الجنة أو تتضمنه مما لا عين رأته ولا أذن سمعته ولا خطر على قلب بشر فقد سمع أن فيها هذا فمثل هذا لا يمكن تخيله فكلما تخيله فقد خطر على قلب بشر فليس ذلك ومن طبع النفس إنها تحب أن تعلم ما لم تكن تعلم فهي تحب المزيد بالطبع إلا أنه يختلف تعلقها بما تستزيد منه فالذي تتعشق به منه تطلب المزيد لا من غيره فإن كان الراغب صاحب محبة لله فلا يخلو إما أن يكون عالما بالله أو غير عالم بالله من المحال أن يكون غير عالم بالله لأنه محب والمحب يطلب بذاته محبوبا يتعلق به من قام به حتى يسمى محبا فلا بد أن يكون عالما به غير أن العلماء به على مراتب منهم مؤمنون خاصة فعلموه من جهة الخبر والأخبار متقابلة فحار المحب فلم ينضبط له صورة في محبوبه ومنهم من رجح في الخبر ما أعطاه الخيال فأحب محدودا متصورا تعلق به فمثل هذا يزعجه طلب الوجد والأنس والوصال والرؤية والحديث على الطريقة المعهودة في الأشكال والأجناس‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!