Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام الولاية المَلَكية

الوجود فلما ذاقته وعلمته دعاها العدم إلى نفسه وقال لها إلى مردك لأنك عرض ولا بقاء لك في الوجود إذ العارض حقيقته أنه لا بقاء له فارجع إلى عن أمري فلذلك دل دليل العقل أن العرض ينعدم لنفسه إذ الفاعل لا يفعل العدم لأنه حكم لا شي‏ء موجود فانعدمت الأعراض في الزمان الثاني من زمان وجودها فحصلت في قبضة العدم المحال فلم ترجع بعد ذلك إلى الوجود بل يوجد الله أمثالها فتشبهها في الحد والحقيقة وما هي أعيان تلك التي وجدت وانعدمت للاتساع الإلهي فهذه ولاية ما سوى الله أي نصر ما سوى الله لله وهذا من أسرار الولاية البشرية ومدركها عسير فإن مبناه على العلم بمراتب المعلومات‏

[الولاية البشرية العامة]

فإذا فهمت هذا فاعلم إن الولاية البشرية على قسمين خاصة وعامة فالعامة توليهم بعضهم بعضا بما في قوتهم من إعطاء المصالح المعلومة في الكون فهم مسخرون بعضهم لبعض الأعلى للأدنى والأدنى للأعلى وهذا لا ينكره عاقل فإنه الواقع فإن أعلى المراتب الملك فالملك مسخر في مصالح الرعايا والسوقة والرعايا والسوقة مسخرون للملك فتسخير الملك الرعايا ليس عن أمر الرعايا ولكن لما تقتضيه المصلحة لنفسه وتنتفع الرعايا بحكم التبع لا أنهم المقصودون بذلك الانتفاع الذي يعود عليهم من التسخير وتسخير الرعايا على الوجهين الوجه الواحد يشاركون فيه الملك من أنهم لا يبعثهم على التسخير إلا طلب المنفعة العائدة عليهم من ذلك كما يفعله الملك سواء والتسخير الثاني ما هم عليه من قبول أمر الملك في العسر واليسر والمنشط والمكره وبهذا ينفصلون عن تسخير الملوك فهم أذلاء أبدا لا يرتفع لهم رأس مع حاجة الملوك إليهم وهذا هو القسم العام‏

[الولاية البشرية الخاصة]

وأما القسم الخاص فهو ما لهم من الولاية التي هي النصرة في قبول بعض أحكام الأسماء الإلهية على غيرها من الأسماء الأخر بمجرد أفعالهم وما يظهر في أكوانهم لكونهم قابلين لآثار الأسماء فيهم فينزلون بهذه الولاية منازل الحقائق الإلهية فيكون الحكم لهم مثل ما هو الحكم للأسماء بما هم عليه من الاستعداد

[أصحاب الأحوال وأصحاب المقامات في دائرة الولاية البشرية الخاصة]

وهذه الولاية في أصحاب الأحوال أظهر في العامة من ظهورها في أصحاب المقامات وهي في أصحاب المقامات في الخصوص أظهر من ظهورها في أصحاب الأحوال ولكن مدركها عسير فإن صاحب المقام على العادة المستمرة وهو متغير في كل زمان مع كل نفس لأنه في كل نفس في شأن إلهي لا علم لكل أحد به مع قيامه به من حيث لا يشعر فلا يحمد عليه وهذا الخاص يحمد عليه وصاحب الحال خارق للعادة فتحيد إليه الأبصار وتقبل عليه النفوس وهو ثابت مدة طويلة على حالة واحدة لا يشعر لتغيرها عليه ويحجبه عن معرفة ذلك حبه لسلطنته التي أعطاها الحال فهو على النقيض من صاحب المقام ولو استشعر بنقصه في مرتبته لما رغب في الحال فإنه يدل على جهله‏

[الأحوال المختلفة لصاحب مقام الحال في الولاية البشرية الخاصة]

ولصاحب هذا المقام أحوال مختلفة منها حال الأمانة وحال الدنو وحال القرب وحال الكشف وحال الجمع وحال اللطف وحال القوة وحال الحماسة وحال اللين وحال الطيب وحال النظافة وحال الأدب فإذا تجلى في السلطنة ارتاض وقيل فيه سلطان وإذا تجلى في الجلال تأدب فهو أديب وفي تجلى الجمال نظيف وفي تجلى العظمة طاهر زكى قدوس وإذا تجلى في الطيب عطر عرفه وفي الهيبة جعله سيدا وفي اللطف ذوبه وفي الحسن عشقه فروحنه‏

[التفريغ والإقبال والستور والحجال لأولياء الله‏]

فللأولياء التفريع والإقبال ولهم الستور والحجاب إذا قربهم صانهم وسترهم وخبأهم فجهلوا وإذا عاقبهم وليسوا بأنبياء أظهر عليهم خرق العوائد فعرفوا فحجبوا الخلق عن الله وهم مأمورون بدعوتهم إلى الله فالحق لأصحاب المقامات من الأولياء مطيع ولكلامهم سميع لهم جميع المقامات والأحوال وهم ذكران الرجال لا يلحقهم عيب ولا يقوم بهم فيما هم فيه ريب لهم الآخرة مخلصة كما هي لله ولهم الدنيا ممتزجة كما هي لسيدهم فهم بصفات الحق ظاهرون ولذلك جهلوا

(الباب الرابع والخمسون ومائة في معرفة مقام الولاية الملكية)

إن الولاية توقيف على الخبر *** من المهيمن في الأملاك والبشر

وفي ملائكة التسخير أظهرها *** رب العباد من أهل النفع والضرر

أما ملائكة التهيام ليس لهم *** فيها نصيب على ما جاء في الخبر

مهيمون سكارى من محبته *** لا يعلمون بعين لا ولا أثر

الله أكرمهم الله قربهم *** الله خصهم بالمشهد الخطر

إني فديتهم من كل حادثة *** لا يعلمون بها بالسمع والبصر

[الملائكة المهيمة]

اعلم أن الملائكة ثلاثة أصناف صنف مهيم لما أوجدهم تجلى لهم في اسمه الجميل فهيمهم وأفناهم عنهم فلا يعرفون نفوسهم ولا من هاموا فيه ولا ما هيمهم فهم في الحيرة سكارى وهم الذين أوجدهم الله من أينية العماء الذي ما فوقه هو أو ما تحته هو أو هم وجميع الملائكة أرواح خلقهم الله في هياكل أنوار كسائر الملائكة إلا أن هؤلاء الملائكة ليس لهم من الولاية إلا ولاية الممكنات التي ذكرناها في شرح إِنْ تَنْصُرُوا الله‏

[الملائكة المسخرة]

والصنف الثاني الملائكة المسخرة ورأسهم القلم الأعلى وهو العقل الأول سلطان عالم التدوين والتسطير وكان وجودهم مع العالم المهيم غير أنه حجبهم الله عن هذا التجلي الذي هيم أصحابهم لما أراد الله أن يهبه هذا الصنف المسخر من رتبة الإمامة في العالم وله ولاية تخصه وتخص ملائكة التسخير

[الملائكة المدبرة]

والصنف الثالث ملائكة التدبير وهي الأرواح المدبرة للأجسام كلها الطبيعية النورية والهبائية والفلكية والعنصرية وجميع أجسام العالم ولهؤلاء ولاية أيضا

[نصرة ملائكة التسخير بالدعاء للمؤمنين المذنبين‏]

فأما ملائكة التسخير فولايتهم أعني نصرتهم للمؤمنين إذا أذنبوا وتوجهت عليهم أسماء الانتقام الإلهية وتوجهت في مقامات تلك الأسماء أسماء الغفران والعفو والتجاوز عن السيئات فتقول الملائكة ما قال الله تعالى ويَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا بقولهم رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وعِلْماً ما يزيدون على ذلك في حق المؤمن العاصي غير التائب اتكالا منهم على علم الله فيما قصدوه في ذلك الكلام أدبا مع الله سبحانه حيث إنه استحق جناب الله على أهل الله أن يغار من أجله ويدعي على من عصاه ولم يقم بأمره وما ينبغي لجلاله فإن الملائكة أهل أدب مع الله فقالوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً بقولك ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وهؤلاء العصاة من الداخلين في عموم لفظة كل وعلما من قوله أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً

[استغفار عيسى والملائكة في حق المذنبين‏]

فهذا مثل قول العبد الصالح الذي أخبرنا الله بقوله إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فتأدب مع الله في هذا القول لما عصى قومه الله تعالى ولم يتوبوا فعلم الله منه أنه تأدب مع الله وأنه عرض بالمغفرة لما علم أن رحمته سبقت غضبه غير أن نفس الملائكة أقوى في الأدب لأنهم أعلم بالله من هذا العبد وما ينبغي لجلال الله فلم يقولوا وإن تغفر لهم وإنما قالوا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وعِلْماً فهذا يسمى تعريض تنبيه على أن الحق بهذه المثابة كما أخبر عن نفسه فقولهم رحمة فقدموا ذكر الرحمة لأنه تعالى قدمها لما ذكر عبده خضرا فقال آتَيْناهُ رَحْمَةً من عِنْدِنا قبل أن يذكر ما أعطاه ثم ذكر بعد ذلك الذي أعطاه من أجل رحمته به فقال وعَلَّمْناهُ من لَدُنَّا عِلْماً فلهذا قدمت الملائكة الرحمة وسكتت عن ذكر العصاة في دعائها فبين كلمة عيسى في حق قومه وبين دعاء الملائكة في حق العبيد العصاة من الأدب بون كثير لمن نظر واستبصر

[طريقة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في طلب المغفرة لقومه من ربه‏]

ولهذا قام النبي محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بهذه الآية إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ ليلة كاملة ما زال يرددها حتى طلع الفجر إذ كانت كلمة غيره فكان يكررها حكاية وقصده معلوم في ذلك كما قيل في المثل‏

إياك أعني فاسمعي يا جارة

ولم يقم ليلة كاملة بآية قول الملائكة لأن مناسبته لعيسى أقرب ومناسبة عيسى للملائكة أقرب لأن جبريل توجه على أمه مريم في إيجاد عيسى بشرا سويا فسلك محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم طريقا بين طريقين في طلب المغفرة لقومه‏

[نصرة ملائكة التسخير بالدعاء للمؤمنين التائبين‏]

فهذا استنصارهم الله في حق المؤمنين العصاة وأما نصرتهم بالدعاء لمن تاب منهم فهو قولهم ربنا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا واتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ فصرحوا بذكرهم لما كان هؤلاء قد قاموا في مقام القرب الإلهي بالتوبة وقرعوا بابها في رجعتهم إلى الله والملائكة حجبة الحق فطلبوا من الله المغفرة لهم لما اتصفوا بالتوبة وهذا من الأدب ثم إنهم لما عرفت الملائكة أن بين الجنة والنار منزلة متوسطة وهي الأعراف فمن كان في هذه المنزلة ما هو في النار ولا في الجنة وعلمت من لطف الله بعباده أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه فقالت الملائكة بعد قولهم وقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ رَبَّنا وأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ أي لا تنزلهم في الأعراف بل أدخلهم الجنة ومن صَلَحَ الواو هنا بمعنى مع يقولون مع من صلح من آبائِهِمْ وأَزْواجِهِمْ وذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ كما قال العبد الصالح وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ولم يقل واحد منهم إنك أنت الغفور الرحيم أدبا مع الجناب الإلهي من الطائفتين فاجتمعوا بذكر هذين الاسمين في حضرة الأدب مع الله‏

[نصرة ملائكة التسخير بالدعاء للملائكة الموكلين بقلوب الآدميين‏]

ثم زادت الملائكة في نصرتها للملائكة الموكلين بقلوب بنى آدم وهم أصحاب اللمات ينصرونهم الدعاء على أعدائهم من الشياطين أصحاب اللمات الموكلين المسلطين‏

على قلوب العباد المنازعين لما تلقى الملائكة على قلوب بنى آدم في لماتها فقالوا وقِهِمُ السَّيِّئاتِ نصرة للملائكة على الشياطين ثم تلطفوا في السؤال بقولهم ومن تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ‏

[نصرة ملائكة التسخير بالاستغفار لجميع من في الأرض من الآدميين من غير تعيين‏]

ثم من نصرتهم لمن في الأرض من غير تعيين مؤمن من غيره قول الله تعالى عنهم والْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ويَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ في الْأَرْضِ مطلقا من غير تعيين أدبا مع الله والأرض جامعة فدخل المؤمن وغيره في هذا الاستغفار ثم إن الله بشر أهل الأرض بقبول استغفار الملائكة بقوله أَلا إِنَّ الله هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ولم يقل الفعال لما يريد ولهذا أيضا قلنا إن مال عباد الله إلى الرحمة وإن سكنوا النار فلهم فيها رحمة لا يعلمها غيرهم وربما تعطيهم تلك الرحمة أن لو شموا رائحة من روائح الجنة تضرروا بها كما تضر رياح الورد والطيب بأمزجة المحرورين فهذا كله من ولاية الملائكة فعم نصرهم بحمد الله فنعم الإخوان لنا

[نصرة ملائكة التسخير المؤمنين على أعدائهم في القتال‏]

وأما نصرهم المؤمنين على الأعداء في القتال فإنهم ينزلون مددا بالدعاء وفي يوم بدر نزلوا مقاتلين خاصة وكانوا خمسة آلاف وفيه استرواح إذ ليس بنص بقوله وما جَعَلَهُ الله إِلَّا بُشْرى‏ لَكُمْ فكانوا من الملائكة أو هم الملائكة الذين قالوا في حق آدم أَ تَجْعَلُ فِيها من يُفْسِدُ فِيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ فأنزلهم في يوم بدر فسفكوا الدماء حيث عابوا آدم بسفك الدماء فلم يتخلفوا عن أمر الله وقوله ولِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ به أي من عادة البشرية أن تسكن إلى الكثرة إذ كان أهل بدر قليلين والمشركون كثيرين فلما رأوا الملائكة وهم خمسة آلاف والمسلمون ثلاثمائة والمشركون ألف رجل اطمأنت قلوب المؤمنين بكثرة العدد مع وجود القتال منهم فما اطمأنوا به برؤيتهم وحصل لهم من الأمان في قلوبهم حتى غشيهم النعاس إذ كان الخائف لا ينام‏

[حفظ الله دينه وعباده بخمسة آلاف من الملائكة مسومين‏]

وما ذكر في الكثرة أكثر من خمسة آلاف لأن الخمسة من الأعداد تحفظ نفسها وغيرها وليس لغيرها من الأعداد هذه المرتبة فحفظ الله دينه وعباده المؤمنين بِخَمْسَةِ آلافٍ من الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ أي أصحاب علامات يعرفون بها أنهم من الملائكة أو الملائكة الذين قالوا في حقنا نسفك الدماء فنصرونا على الأعداء بما عابوه علينا إذ أمرهم الله بذلك‏

[حصر مراتب نصر ملائكة التسخير]

ولولاية الملائكة وجوه ومواقف متعددة ولكن ذكرنا حصر المراتب التي نبه الله عليها فنصروا أسماء الله وهو أعلى المقامات ونصروا ملائكة اللمات ونصروا المؤمنين ونصروا التائبين ونصروا من في الأرض وما ثم من يطلب نصرهم أكثر من هذا فانحصرت مراتب النصر

[ملائكة التسخير بالحمد يستفتحون ثم بعد ذلك يستغفرون‏]

ثم إن الله أثنى عليهم بأنهم يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ استفتاحا إيثارا لجناب الله ثم بعد ذلك يَسْتَغْفِرُونَ وهو الذي يليق بهم تقديم جناب الله ولهذا

ما قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في مقام للناس يخطبهم الأقدم حمد الله والثناء عليه ثم بعد ذلك يتكلم بما شاء

ولذلك‏

قال كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أو قال بذكر الله فهو أجذم‏

أي مقطوع عن الله وإذا كان مقطوعا عن الله فإن شاء الله قبله وإن شاء لم يقبله وإذا بدي‏ء فيه بذكر الله فكان موصولا به غير مقطوع أي ليس بأجذم فذكر الله مقبول فالموصول به مقبول بلا شك ثم إنه من علم الملائكة أنهم ما يسبحون في هذه الأحوال إلا بحمد ربهم والرب المصلح ولا يرد الإصلاح إلا على فساد وما ذكر الله عنهم أنهم يسبحون بحمد غيره من الأسماء الإلهية إذ قال الله الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فعلموا إن المتوجه على العالم إنما هو الاسم الرب إذ كان الغالب على عالم الأرض سلطان الهوى وهو الذي يورث الفساد الذي قالت الملائكة أَ تَجْعَلُ فِيها من يُفْسِدُ فِيها فعلموا ما يقع لعلمهم بالحقائق وكذا وقع الأمر كما قالوه‏

[المولد من الأضداد المتنافرة لا بد فيه من المنازعة]

وإنما وقع الغلط عندهم في استعجالهم بهذا القول من قبل أن يعلموا حكمة الله في هذا الفعل ما هي وحملهم على ذلك الغيرة التي فطروا عليها في جناب الله لأن المولد من الأضداد المتنافرة لا بد فيه من المنازعة ولا سيما المولد من الأركان فإنه مولد من مولد من مولد من مولد ركن عن فلك عن برج عن طبيعة عن نفس والأصل الأسماء الإلهية المتقابلة ومن هنالك سرى التقابل في العالم فنحن في آخر الدرجات فالخلاف فيما علا عن رتبة المولد من الأركان أقل وإن كان لا يخلو أ لا ترى إلى الملإ الأعلى كيف يختصمون وما كان لرسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم علم بِالْمَلَإِ الْأَعْلى‏ إِذْ يَخْتَصِمُونَ حتى أعلمه الله بذلك وسبب ذلك أن أصل نشأتهم أيضا تعطي ذلك ومن هذه الحقيقة التي خلقوا عليها قالوا أَ تَجْعَلُ فِيها من يُفْسِدُ فِيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ وهو نزاع خفي للربوبية من خلف حجاب الغيرة والتعظيم‏

[أصل النزاع والتنافر في العالم‏]

وأصل النزاع والتنافر ما ذكرناه من الأسماء الإلهية المحيي والمميت والمعز والمذل والضار والنافع ولا ينبغي أن يكون الإله إلا من هذه أسماؤه مضاف إليها مشيئته‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!