Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الغِِِيبة ومحمودها ومذمومها

عينه في الجنس تبدو *** وهو الملك الجواد

فإنا أحسد مثلي *** وبهذا القوم سادوا

ما لنا مثل سوانا *** حسد الحق العباد

لو دري الناس الذي قلت *** لما كان العناد

[ما كان في الجبلة فمن المحال عدمه‏]

الحسد وصف جبلي في الإنس والجان وكذلك الغضب والغبط والحرص والشرة والجبن والبخل وما كان في الجبلة فمن المحال عدمه إلا أن تنعدم العين الموصوف بها ولما علم الحق أن إزالتها من هذين الصنفين من الخلق لا يصح زوالها عين لها مصارف يصرفها فيها فتكون محمودة إذا صرفت في الوجه الذي أمر الشارع أن تصرف فيه وجوبا أو ندبا وتكون مذمومة إذا صرفت في خلاف المشروع وإذا عرفت هذا فلا عناد ولا نزاع‏

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم زادك الله حرصا ولا تعد

وقال منهومان لا يشبعان طالب دنيا وطالب علم‏

[طلب الدنيا وطلب العلم‏]

فطلب الدنيا قد يكون مذموما وقد يكون محمودا وطلب العلم محمود بكل وجه غير إن المعلومات متفاضلة فبعضها أفضل من بعض وتختلف باختلاف القصد فإن طلب العلم بالمثال من جهة من قامت بهم لا من حيث أعيانها وطلب بعضها بطريق التجسس مذموم فما ثم على التحقيق ما هو مخلص لأحد الجانبين أين قوله ومن شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ من‏

قوله لا حسد إلا في اثنتين‏

وكذلك أين الغضب لله من غضب الإنسان لنفسه من غضبه حمية جاهلية

[ما جبلت عليه النفس لا يزول وإنما المجاهدة والرياضة في مصارفها ومقاصدها]

فجميع ما جبلت النفس عليه لا يزول بالمجاهدة ولا بالرياضة وإنما تختلف مصارفها فيختلف اللسان عليها بالذم والحمد فإن أخذ بها جهة اليمين فبخل بدينه وحرص على فعل الخير وغضب لله حمد وإن أخذ بها جهة الشمال فغضب حمية جاهلية وبخل بما فرض عليه الجود به كالزكاة وتعليم العلم ذم حقا وخلقا وعلم هذا الباب فيه راحة عظيمة ومنفعة للناس وهم عنها غافلون انتهى الجزء الثامن والتسعون‏

( (بسم الله الرحمن الرحيم))

(الباب الخامس عشر ومائة في معرفة الغيبة ومحمودها ومذمومها)

إذا نزل الحق من عزه *** إلى منزل الجوع والمرحمة

فخذه على حد ما قاله *** فإن به تحصل المكرمة

ولا تلقينه على جاهل *** فتحصل في موقف المندمه‏

فغيبك الحق في ذكره *** بما لم يقل وهي المشأمة

وإن كان حقا ولكنه *** إذا قاله قائل قال مه‏

[الغيبة ذكر الغائب بما لو سمعه ساءه‏]

اعلم فهمك الله ما أسمعك أن الغيبة ذكر الغائب بما لو سمعه ساءه وهي حرام على المؤمنين فالحق لا يغتاب لأنه السميع البصير في نفس الأمر وعند العلماء به وقد أبان لعباده ما يكرهه منهم وما يحمده فَمِنْهُمْ من آمَنَ ومِنْهُمْ من كَفَرَ فلا يغتاب أيضا اسم فاعل واسم مفعول‏

[المواطن المخصوصة التي تكون فيها الغيبة واجبة]

فالغيبة حرام على المكلفين فيما بينهم ويجتنبها أهل المروءات من غير المؤمنين نزاهة وشرف نفس لأن اجتنابها يدل على كرم الأصول إلا في مواطن مخصوصة فإنها واجبة وقربة إلى الله وأهل الورع من المؤمنين يعرضون بها ولا يصرحون فمن ذلك في طريق الجرح الذي يعرفه المحدثون في رواة الأحكام المشروعة روينا عن بعض العلماء بالله أنه كان يقول في ذلك لصاحبه تعال نغتب في الله ومنها عند المشورة في النكاح فإنه مؤتمن والنصيحة واجبة ومنها الغيبة المرسلة وهو أن يغتاب أهل زمانه من غير تعيين شخص بعينه ومنها غيبة المشايخ المريدين في حال التربية إذا كان فيها صلاح المريد إذا وصل ذلك إليه ومع كون الغيبة محمودة في هذه المواطن فعدم التعيين فيها أولى من التعيين‏

فإن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول لا غيبة في فاسق‏

نهيا لا نفيا على هذا أخذ أهل الورع هذا الخبر وطريق التعريض هين المأخذ وما عدا أمثال هذه المواطن فهي مذمومة يجب اجتنابها

[العدم هو الشر والشر عدم‏]

ومن هذا الباب تجريح الشهود إذا عرف المشهود عليه أنهم شهدوا بالزور فوجب عليه نصرة الحق وأهله وخذلان الباطل وأهله ومن هنا يتبين لك أن العدم هو الشر فإن شهداء

الزور مالوا إلى جانب العدم ورجحوه على الوجود ووصفوا بالكون ما ليس بكائن وجعله الله على لسان رسوله من الكبائر لأنه ما مدلول قولهم إلا العدم ومع هذا كله إن استطاع من هو من أهل طريق الله التعريض لا التصريح حتى يفهم عنه ما يريد إذا علم إن في ذلك منفعة دينية فليفعل فهو أولى ويحصل الغرض ويكون اللسان قد وفى ما تعين عليه من غير فحش في المنطق وهذا كله ما دام يسمى مؤمنا وأما إن كان هذا الشخص في مقام من كان الحق سمعه وبصره ولسانه فحاله غير حال المؤمن مع أنه من أهل الايمان‏

[الدواء العامي والدواء الملكي‏]

واعلم أن الله تعالى ما خلق داء إلا وخلق له دواء والأدوية على نوعين دواء العامة وهو الذي يقدر عليه كل أحد والدواء الآخر دواء ملكي وهو الذي لا يقدر عليه إلا الملوك والأغنياء لنفاسته وغلو ثمنه فلا يقدر عليه إلا المتمكن من المال والسلطان وهكذا قسم الأدوية أهل الطب وصادفوا الحق في ذلك فأما الدواء العام النافع الداخل تحت قدرة كل أحد من غني وفقير وسوقة وملوك من داء جميع الذنوب والمعاصي فهو التوبة وإرضاء الخصوم من شروطها مما يقدر عليه من ذلك وعينه عليه الشارع إذا كان ذلك الداء مما ينبغي أن يرضى فيه الخصوم وإذا كان مما لا ينبغي فيتوب ولا يرضى خصمه فإنه إن أرضاه قد يقع في محظور أشد مما كان قد تاب عنه فلا يغفل عنه‏

[الدواء الملكي لا يستعمله إلا العارفون‏]

وأما الدواء الملكي فلا يستعمله إلا العارفون السادة من رجال الله وهم الذين يكون الحق سمعهم وبصرهم ولسانهم وهو قوله عقيب قوله ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ هذا خطاب عام ثم قال واتَّقُوا الله هذا هو الدواء ومعناه اتخذوه وقاية بينكم وبين هذه الأمور المذمومة التي الغيبة منها فإذا اتخذتموه جنة تعاورت هذه الجنة سهام هذه الأفعال وهي قوية لا تنفذها هذه السهام فيكون المتقي بها في حمايتها ولا يكون الحق وقاية للعبد حتى يتلبس به العبد كما يتلبس المتوقى بالجنن من الدرع الحصينة وغيرها وصورة تلبسه أن يكون الحق سمعه ولسانه وجميع قواه وجوارحه في حال تصرفها فيما هي له فيكون نورا كله‏

[التنبيه في القرآن على الدواء الملكي السلطاني‏]

فنبه الله في كتابه على هذه الأدواء الملكية السلطانية مثل قوله تعالى فَأَلْهَمَها فُجُورَها والغيبة من الفجور وتَقْواها أي الذي يتخذه وقاية من هذا الفجور ولم يجعل الفجور من أوصافها وإنما جعله مجعولا فيها من الملهم لها كما أيد هذا بقوله أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فما جعل التزيين له بل قال زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ وقال زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ولما أضاف التزيين إليه سبحانه قال فَهُمْ يَعْمَهُونَ أي يحارون والحيرة من صفات الأكابر وصفة الحيرة في مثل هذا أنه الأمر في إيجاده للملهم المزين والمجعول فيه الملهم والمزين له مأمور باجتنابه وهو الاتصاف بما ألهم له وما زين من قبل أن يظهر بالفعل فهو مذموم غير مؤاخذ به حتى يتلبس به في الظاهر ثم قال في أمور من هذا الباب إنه رِجْسٌ من عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ وهو البعيد من الرحمة فَاجْتَنِبُوهُ أي وكونوا مع الاسم القريب من الرحمة ومن أسمائه سبحانه البعيد فمن اتخذ الحمق جنة ووقاية كما أمر لم تضره هذه الأشياء فإن الله تعالى ما نبهه على استعمال هذه الأدواء إلا لإقامة العذر منه إذا سئل عن مثل هذا والمؤمن غيب خلف جنته فهو في حمى فلا يخرج عن حماه والفاسق الذي لا غيبة فيه ليس بغائب خلف جنته بل هو خارج عنها لأن الفسوق الخروج‏

فقال لا غيبة في فاسق‏

[من أخرج غيبا إلى شهادة فقد أخطأ]

فمن أخرج غيبا يستحق أن يكون غيبا إلى شهادة فقد أخطأ ولهذا أضاف الغيبة إلينا فقال ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فجعلنا نشأة واحدة ذات أبعاض فإن الجزء والتفصيل إنما يرد على الكل فما خرجنا عنا ولا وقعنا إلا فينا فشدد الأمر علينا في ذلك فإن القاتل نفسه حرمت عليه الجنة وهي الساترة فإن الشي‏ء لا يستتر عن نفسه وكل من ذكر غائبا فقد صيره شهادة وغربه عن موطنه وموت الغريب شهادة

[المغتاب فاعل خير في حق من اغتابه وان كره ذلك منه‏]

فالمغتاب فاعل خير في حق من اغتابه وإن كان يكره ذلك ففيه منفعة كشارب الدواء الكرة وعَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وإذا كان فاعل خير من غير قصد فهو ممن أجرى الله الخير لزيد على يديه فيكون جزاؤه جزاء من وفق لعمل خير من غير قصد في حق من اغتابه لكن ذلك مقصود لمن ألهمه إياه وسماه فجورا في حقه فيصلح الله يوم القيامة بين عباده لما يراه المظلوم من الخير الواصل إليه على يدي أخيه فيشكره على ذلك فيسعدان جميعا وفي الخبر الصحيح فَاتَّقُوا الله وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ فإن الله يصلح بين عباده يوم القيامة فالغيبة وإن كانت مذمومة فهي من ذلك الوجه محمودة في حق من اغتيب فمال ذلك إلى الخير إذ كانت الجنة والوقاية الحائلة بينهما



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!